الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (أرشيف)
الخميس 14 ديسمبر 2017 / 01:51

ترامب يواجه تداعيات الهزيمة في انتخابات ولاية ألاباما

تلقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صفعة قوية بانتزاع الديموقراطيين منصب السناتور في ولاية ألاباما المحافظة في الجنوب الأمريكي، وبات عليه أن يواجه وضعاً سياسياً جديداً، بعد أن زرعت هذه الهزيمة شكوكاً حول حقيقة الشعبية التي يحظى بها.

وفاز دوغ جونز في انتخابات فرعية على مقعد سناتور في مجلس الشيوخ عن ولاية ألاباما- أول فوز من هذا النوع للديموقراطيين في هذه الولاية منذ ربع قرن- ليتراجع عدد مقاعد الغالبية الجمهورية الى 51 سناتوراً، مقابل 49 للديموقراطيين، ما يضيق هامش المناورة أمام ترامب لتمرير تشريعات في الكونغرس.

ووجهت أصابع الاتهام بالمسؤولية عن الهزيمة إلى روي مور، المرشح الجمهوري الذي لم يتمكن من تجاوز الاتهامات بالتحرش الجنسي بمراهقات وتجاهل دعوات الحزب للانسحاب.

وإدراكاً منه بالعاصفة المقتربة سعى ترامب إلى النأي بنفسه عن أي لوم.

وكتب ترامب على تويتر: "روي عمل جاهداً لكن الظروف لم تكن مهيئة أمامه"، مذكراً الأمريكيين بأن مور لم يكن خياره الأول في السباق. وكان ترامب قد أيد مرشحاً آخر في الانتخابات التمهيدية للحزب.

وتجاهل ترامب نصيحة قادة الحزب عندما رمى بثقله خلف مور البالغ من العمر 70 عاماً.

ومثل ترامب سعى مور للفوز في الانتخابات بأصوات الانجيليين والبيض، مراهناً أن قاعدة التأييد ستكون كافية للفوز.

ومور، الذي عاونه في حملته مستشار ترامب الاستراتيجي السابق ستيف بانون، استعار كثيراً شعارات حملة ترامب الرئاسية، وأدلى بالكثير من التصريحات العنصرية، كما أكثر من الهجمات على الصحافة وسواها من "النخبة".

ورأى الجمهوريون التقليديون في هذا الاقتراع نقطة تحول. فقد قال أحد أعضاء الحزب الجمهوري أن هزيمة مور "تبعث على الارتياح"، ليتلاقى مع الكثيرين من عتاة الحزب الجمهوري الذين كانوا يخشون أن يتحول مور إلى واجهة للحزب في حال فوزه.

وصوب عضو الكونغرس بيتر كينغ هجومه على بانون مباشرة.

وقال هذا السناتور الجمهوري لشبكة "سي.إن.إن" الإخبارية، إنه "ليس الشخص الذي نحتاج له في السياسة الأمريكية" وأضاف "إنه يبدو كثمل يهيم على المسرح الوطني".

لكن البعض في الدائرة الداخلية لترامب يتساءلون ما إذا كانت ألاباما قد كشفت حدود مقاربته. فإذا كانت هذه المقاربة لم تنجح في ألاباما الولاية الجمهورية في صميمها، أين يمكن أن تنجح؟.

وهو سؤال يتعين على البيت الأبيض أن يجد له جواباً سريعاً. فمن المقرر أن تجري العام المقبل انتخابات منتصف الولاية التي تقدم للديموقراطيين فرصة لاستعادة السيطرة على مجلسي الكونغرس.

ومنذ أشهر أعرب الجمهوريون عن القلق من خسارة الحزب السيطرة على مجلس النواب.

وقال كايل كونديك وجيفري سكيلي من جامعة فرجينيا، إن "ذلك يمهد الطريق امام سيطرة ديموقراطية على مجلس الشيوخ العام المقبل".

والسيطرة على مجلسي الكونغرس مهمة لترامب لتمرير تشريعاته، ومنع خطوات نحو إطلاق اجراءات لعزله.

ومع نسبة تأييد تبلغ 35%، فإن ترامب قد واجه جدلاً تلو الآخر خلال 11 شهراً من ولايته.

وصحيفة يو.إس.إيه توداي المعروف عنها عادة الحذر في التعبير، دعت ترامب الأربعاء إلى الاستقالة، بعد أن قال إن سناتورة كانت مستعدة للقيام "بأي شيء" من أجل تمويل حملتها.

وكتبت الصحيفة في مقالة لاذعة: "لقد استخدم الرئيس كل العبارات ولم يحجم سوى عن أن يصف سناتورة بأنها عاهرة، إنه ليس أهلاً لتنظيف مراحيض مكتبة باراك أوباما، الرئاسية أو تلميع حذاء جورج دبليو بوش".

وبعد فرز كامل البطاقات الانتخابية في ألاباما، حصل المدعي العام السابق جونز على 49.9% من الأصوات مقابل 48.4% لمور، أي بفارق نحو 21 ألف صوت من أصل 1.3 ملايين صوت بحسب أرقام نشرتها وسائل إعلام أمريكية.

ولمع اسم جونز (63 عاماً) المدعي الفدرالي السابق عندما نجح في إدانة أعضاء من حركة كو كلاكس كلان قاموا بتفجير كنيسة للسود في ستينات القرن الماضي، ما أدى إلى مقتل أربع فتيات.

وصرح جونز أمام مؤيدين خلال الاحتفال بالفوز في برمنغهام "لقد أظهرنا للبلاد الطريقة التي يمكن أن نكون فيها موحدين".

غير أن مور رفض الإقرار بالهزيمة، وقال أمام مؤيديه في مونتغومري: "عندما تكون النتيجة متقاربة إلى هذا الحد لا ينتهي الأمر".

وأشار مور إلى أنه "يريد إعادة فرز الأصوات لكن القانون في الولاية يشترط لذلك أن يكون الهامش أقل من نصف بالمئة، بينما الفارق الحالي 105%.

وأمام المسؤولين في الولاية مهلة بين 26 ديسمبر(كانون الأول) والثالث من يناير(كانون الثاني) المقبل لتأكيد الفوز، وإذا لم تتم إعادة فرز للأصوات، فإن جونز سيتولى منصبه في مجلس الشيوخ في مطلع الشهر المقبل.

واعتبرت اللجنة الوطنية الديموقراطية أن خسارة مور في هذه الولاية المحافظة يوجه رسالة "قوية وواضحة" إلى ترامب والجمهوريين.

وقال توم بيريز رئيس اللجنة: "لا يمكن أن تعتبروا أنفسكم الحزب المدافع عن قيم الأسرة طالما تقبلون بمرشح دنيء مثل مور".

وهذه المرة الثانية في غضون أقل من شهرين التي يحقق فيها الحزب الديموقراطي فوزاً كبيراً، بعد انتخاب أحد أعضائه حاكماً لولاية فرجينيا في نوفمبر(تشرين الثاني).