الخميس 14 ديسمبر 2017 / 08:58

الإمارات والسعودية وحماية القدس

مهره سعيد المهيري- الاتحاد

يمثل لقاء الملك سلمان بن عبدالعزيز، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خطوة جديدة على طريق التنسيق المشترك، ويأتي بعد أسبوع من تأسيس لجنة العلاقات الإماراتية السعودية المشتركة، وهي لبنة عمارة سياسية جديدة تتجاوز الشكليات التي عطلت العمل المشترك لتخاطب التحديات الحقيقية التي تواجهها المنطقة.

ويأتي اللقاء بحضور الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية ليضع أيضاً الخطوات العملية في مسيرة التعاون، وليؤكد طبيعة الأولويات في المنطقة، خصوصاً بعد التطورات الكبيرة في اليمن، حيث شخّص الشيخ محمد بن زايد بشكل لا يقبل الشك أن الأمن في هذا الجزء الحيوي من الجزيرة العربية لا يحتمل أي أخذ ورد.

اللقاء يضع في الاعتبار تداعيات قرار الإدارة الأميركية الجديدة بخصوص القدس مما يفتح المجال للمزايدات من قبل دول تقيم العلاقات مع إسرائيل وتستقبل كبار السياسيين الإسرائيليين، لكنها تستغل الفرصة للتحريض على الآخرين بمسمى نصرة القدس! في حين تتبنى هذه الدول الفوضى في المنطقة، مما يبعدنا أكثر كل يوم عن غاية حماية الأقصى ودعم إخواننا الفلسطينيين.

إن الذي يريد حماية القدس لا يهدد السعودية مرة بالتنظيمات الإرهابية ومرة بدعاية تنظيم "الإخوان" الإرهابي، ومرات بصواريخ إيران وميليشياتها، تعمل المملكة والإمارات يداً بيداً للتعاطي بشكل موحد مع القضايا والمستجدات من خلال مبدأ التكاتف في مواجهة التحديات، التي ظهرت بشكلها الواضح في قضايا اليمن وإيران، وغيرها من الصعوبات التي تواجه المنطقة، وهو ما شكل سداً منيعاً أمام تلك التحديات، وهو ما يبني منظومة الأمن والاستقرار في المنطقة كلها، خاصة مع ما تتميز به سياسة البلدين، سواء على المستوى الإقليمي، أو العالمي، من توجهات حكيمة ومعتدلة، ومواقف واضحة في مواجهة نزعات التطرف، والتعصب والإرهاب.

لم يعد همّ الدولتين محصوراً في حدودهما، بل تجاوز ذلك للتفكير في الواقع الذي تمر به المنطقة العربية وسط مساعٍ جادة بذلتها قيادتا البلدين للنهوض من الانتكاسات العربية المتكررة التي خلفتها تنظيمات إرهابية، ومؤامرات أرادت النيل من كل ما هو عربي إسلامي لتكون المنطقة واحة توغل فيها تلك التنظيمات وتبث فيها سمومها وشذوذها الفكري.

لقاء الرياض بالأمس، يتزامن مع الإعلان في باريس عن دعم السعودية والإمارات لمشروع تعزيز الأمن ومنع التطرف في منطقة غرب أفريقيا والساحل التي صارت مرتعاً للجماعات الإرهابية ولميليشيا مدعومة إيرانية تحت حجج طائفية مستحدثة لم تكن موجودة أبداً خلال 1400 سنة من الإسلام المسالم الحنيف في القارة الأفريقية.
الأمن واحد في العالم، حتى وإن كان اليوم متمثلاً بفتنة إيرانية في اليمن، أو تصعيد "إخواني" يأتينا من الدوحة، أو مزايدات صارت تخصصاً تركياً مفضوحاً.