إجراءات أمنية في نيويورك (أرشيف)
إجراءات أمنية في نيويورك (أرشيف)
الخميس 14 ديسمبر 2017 / 15:17

العيون مفتوحة في أمريكا...كيف تُحبَط الهجمات الإرهابية؟

عندما تجمع مسؤولون في مدينة نيويورك لمناقشة الهجوم الفاشل الذي حصل صباح الاثنين الماضي، تنفس الجميع الصعداء نظراً للأثر الصغير الذي أحدثه ذلك الهجوم الإرهابي على مدينتهم.

لا خلايا إرهابية داخل الولايات المتحدة، وذلك بفعل توافر عدة عوامل ثقافية وهيكلية هامة

وبحسب خبراء في مجال مكافحة الإرهاب، نادراً ما تنجح، في الولايات المتحدة، محاولات تنفيذ تفجيرات انتحارية، أو إخفاء قنابل محلية الصنع في أماكن عامة.

أعين مفتوحة
ونقل هاري برينيوس، محرر لدى صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، عن حاكم المدينة قوله: "ما جرى كان بمثابة أحد أسوأ كوابيسنا. لكننا، هنا في نيويورك، نعمل سوياً ونبقي عيون مفتوحة على الدوام".

ويصف المحرر النفق الذي تم استهدافه مؤخراً، بأنه يخدم يومياً أكثر من 5.6 ملايين شخص مع سياراتهم وحافلاتهم، وحيث يكتظ المكان بالمارة.

ولذا لطالما كان سكان نيويورك على دراية بما يمكن أن يحدثه تفجير واحد بعينه من أضرار، داخل ذلك النفق.

محاولة بدائية
ويشير برينيوس إلى إصابة ثلاثة أشخاص فقط بجروح بسيطة بسبب سوء تصنيع القنبلة التي ركبها عقائد الله، مهاجر بنغالي عاش في منطقة بروكلين منذ سبع سنوات، وحاول تنفيذ التفجير.

وقال مسؤولون في المدينة بأن الإرهابي ركب قنبلة بدائية محشوة بأسلاك مصابيح شجرة عيد الميلاد، وربط العبوة حول نفسه بواسطة أشرطة بلاستيكية، وانفجرت فجأة، وأحدثت له حروقاً خطيرة في بطنه.

هجوم وحيد
وبحسب قاعدة بيانات أعدتها جامعة شيكاغو، منذ وقوع هجمات 11/9، لم ينجح أي تفجير انتحاري على الأرض الأمريكية، سوى هجوم وحيد، وكان محلي المنشأ ولم ينطو على خلفيات دينية.

وكان أسوأ هجوم إرهابي في تاريخ أمريكا قد نفذه تيموثي ماكفيه، أمريكي ولد وعاش في الولايات المتحدة، وقام بتفجير شاحنة أسمدة أمام مكتب حكومي في مدينة أوكلاهوما، في عام 1995، ما أدى لمقتل 168 شخصاً، من بينهم 10 أطفال.

فشل
وحتى عندما يتم تركيب قنابل محلية الصنع، كالتي استخدمها الإرهابي عقائد الله، يقول دون حيدر ماركيل، أستاذ العلوم السياسية لدى جامعة كانساس، وخبير في الإرهاب وكيفية محاربته: "تفتقر تلك الأجهزة لأية تقنية معقدة، ولذا من النادر أن نسمع بفشلها، لأنها توضع عادة من قبل شخص ما داخل صندوق بريد أحدهم، أو أمام بيت شخص ما، ولربما وقعت في مكان محدد، لكن لم تصل أخبارها إلى وسائل الإعلام".

ويقول خبراء إنه، في عام 2013، قام شقيقان، زوخار وتاميرلان تساناييف، بتركيب قنبلتين محليتي الصنع، وزرعاها بالقرب من خط النهاية لماراثون بوسطن، فقتل ثلاثة أشخاص وجرح مئات.

سلسلة من الإخفاقات
ويلفت المحرر لسلسلة من الإخفاقات بشأن عمليات إرهابية، خطط أصحابها لتنفيذها على الأرض الأمريكية. ففي عام 2016، حاول أحمد خان رحيمي، أفغاني أمضى معظم حياته في نيوجرسي، زرع تسعة متفجرات في نيويورك ونيوجيرسي، لكن معظمها لم تنفجر.

وحاول آخرون تفجير قنابلهم في عدة مناطق في أمريكا، وفشلوا. ورغم ذلك، يقول المحرر إن المحاولة الأخيرة في نيويورك تأتي في وقت وصلت فيه الهجمات الانتحارية إلى مستويات قياسية حول العالم.

فقد كشف باحثون لدى معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، أن عام 2016 كان الأكثر دموية في سجل العمليات الانتحارية الإرهابية حول العالم، وحيث نفذ قرابة 500 هجموم، في 28 بلداً، وقتل حوالي 5,650 شخصاً.

لكن في الولايات المتحدة، كانت غالبية المحاولات الإرهابية التي نفذت بإلهام من قبل القاعدة أو داعش، قد تمت على أيدي "ذئاب متوحدة"، دون دعم من شبكات أوسع.

ويقول تشارلز ستروزير، مدير مركز حول الإرهاب لدى كلية جون جي: "لا خلايا إرهابية داخل الولايات المتحدة، وذلك بفعل توافر عدة عوامل ثقافية وهيكلية هامة".