الكابيتول هيل مبنى الكونغرس الأمريكي (أرشيف)
الكابيتول هيل مبنى الكونغرس الأمريكي (أرشيف)
الخميس 14 ديسمبر 2017 / 15:16

استراتيجية ترامب حيال طهران تؤتى ثمارها...على الكونغرس تدعيمها

24- زياد الأشقر

في أكتوبر (تشرين الأول) اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطوة مهمة نحو مواجهة لائحة طويلة من النشاطات غير الشرعية لإيران، برفضه المصادقة للكونغرس على أن الاتفاق النووي المليء بالعيوب الذي فاوضت عليه إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، لا يزال يصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة. وهو يحتاج حالياً إلى منع الكونغرس من التخلي عن الرافعة التي أنشاها.

على الكونغرس أن يمتنع عن التحرك إلا إذا كان في امكانه تمرير تشريع يعزز الرافعة الأمريكية لتغيير سلوك إيران من خلال تسليط سيف ديموقليس حول عنق النظام وشركائة التجاريين المفترضين في أوروبا

وأشار الباحث ريتشارد غولدبرغ في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إلى أنه بعدم فرض الكونغرس عقوبات على إيران ورمي الكرة عند الرئيس دونالد ترامب الذي كشف سياسة أمريكية جديدة حيال طهران، فإن الرئيس وجه اتهاماً قوياً لكلٍ من إيران والاتفاق النووي.

ومن تطوير إيران المستمر لصواريخها الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية، إلى رفضها السماح لمفتشين دوليين بزيارة مواقع عسكرية رئيسية، إلى توسعها الإقليمي في اليمن وسوريا ولبنان، فإن العيوب الأساسية في الاتفاق النووي جعلت إيران أقوى على حساب الأمن القومي للولايات المتحدة.
 
لقد أنهي الرئيس تقديمه بتحذير واضح إلى العالم-أصلحوا الاتفاق السيئ وإلا فإن أمريكا ستعاود فرض العقوبات اللقصوى غير المسبوقة في التاريخ على دولة أجنبية.

صدمات ديبلوماسية واقتصادية
وأشار إلى أن تهديد الرئيس بعث بصدمات ديبلوماسية واقتصادية في أنحاء الشرق الأوسط واوروبا. وتوقف تجار السوق السوداء داخل إيران عن بيع العملات الصعبة بسبب تدنٍ مفاجئ في قيمة الريال الإيراني إلى مستويات لم يشهدها حتى قبل دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ.

وتعمد إيران اليوم إلى خفض نفطها في السوق الفورية، محاولة تجاوز فترة عدم اليقين بالنسبة إلى العقوبات.

توتال الفرنسية
ولفت إلى أن شركة توتال الفرنسية العملاقة للنفط أوقفت جهوداً لتطوير حقل بارس للغاز الطبيعي في جنوب إيران حتى تتبين نوعية العقوبات الأمريكية الجديدة.

ويتردد ديبلوماسيون أوروبيون على الكابيتول هيل متوسلين المشرعين الأمريكيين عدم إعادة فرض العقوبات، بينما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يقر علناً بالعيوب الأساسية الموجودة في الاتفاق النووي بالنسبة إلى الصواريخ الباليستية. 

وأوضح الباحث انه على رغم تحذيرات مسؤولين في إدارة أوباما السابقة من أن عدم مصادقة الرئيس الأمريكي على التزام إيران الاتفاق النووي، سيتم تجاهله من قبل حلفاء الولايات المتحدة، ما سيجعل واشنطن معزولة، فإن الدليل واضح على أن عدم المصادقة أحدثت تأثيراً كبيراً على الاستثمارات الأوروبية وصدمت الاقتصاد الإيراني.

ويبدو أن أحداث الشهر الماضي تطمئن الرئيس إلى أنه اتخذ القرار الصائب-على رغم المعطيات المضللة من بعض أعضاء الحكومة الذين يفتقرون إلى الرؤية الاستراتيجية أو الثقة المعنوية.

الكونغرس
ويلفت غولدبرغ إلى إنه بعدما أخفق مؤيدو الاتفاق في إقناع الرئيس، فإنهم يعملون في اتجاه هدف جديد: الكونغرس الأمريكي.
وفيما تتمتع السلطة التنفيذية بصلاحية كاملة لفرض تغييرات على الاتفاق النووي من طريق تعزيز شروط إرجاء العقوبات، فإن ترامب وجه إلى الكونغرس إنذاراً: إصلحوا الاتفاق من الناحية التشريعية أو ستواجهون إلغاءه.

وفي أول الأمر، بدا كأن الكونغرس يمكن أن يرد على الرئيس بدعوة إلى اتخاذ إجراء.

 وتدعو مسودة المشروع التي وزعت في الكابيتول هيل إلى إعادة فرض كل العقوبات الأمريكية على إيران إذا لم يوقف النظام برنامجه للصواريخ الباليستية ويسمح للمفتشين الدوليين بزيارة مواقع عسكرية أساسية حيث من الممكن أن تكون ثمة برامج نووية سرية.

كذلك، يتضمن المشروع التهديد بعقوبات أمريكية لإزالة الإلتباسات الموجودة في الاتفاق الأصلي، الذي يفتح مساراً نحو برنامج نووي تسليحي معترف بها دولياً في غضون عشرة أعوام.

ومع الصلاحية المطلقة للسلطة التنفيذية لتغيير السياسة الأمريكية حيال الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات عندما يريد الرئيس، فإن قيادة مجلسي النواب والشيوخ يجب أن تتذكر أن تشريعاً سيئاً في ما يتعلق بإيران سيكون أسوأ من عدم وجود تشريع. على الكونغرس أن يمتنع عن التحرك إلا إذا كان في امكانه تمرير تشريع يعزز الرافعة الأمريكية لتغيير سلوك إيران من خلال تسليط سيف ديموقليس فوق رقبة النظام وشركائة التجاريين المفترضين في أوروبا.