القوات العراقية على مشارف الموصل (أرشيف)
القوات العراقية على مشارف الموصل (أرشيف)
الخميس 14 ديسمبر 2017 / 15:14

بعد هزيمته في العراق وسوريا ما مصير داعش في 2018؟

بعد الهزيمة التي مني بها داعش في العراق وسوريا، يتساءل خبراء في مجال الإرهاب الدولي، عن مصيره في عام 2018.

بالإضافة لأفغانستان وباكستان، أنشأت تنظيمات تدين بالولاء لداعش بؤراً لها في مناطق أخرى حول العالم، بما فيها مناطق في القوقاز، وشبه الجزيرة العربية، وشمال وجنوب الصحراء الأفريقية الكبرى، وفي جنوب شرق آسيا، وخاصة في جنوب الفيليين

وفي محاولة منه للإجابة على السؤال السابق، نقل طوم أوكونور، مراسل عسكري لدى "نيوزويك"، متخصص في الصراعات الدولية، عن مسؤول إيراني كبير قوله، إن بلاده بدأت بالاستعداد لمواجهة محاولات التنظيم الإرهابي للاستقرار في وسط آسيا بعد هزائمه في الشرق الأوسط.

خطر مستمر
وفي كلمته أمام منتدى أقيم في طهران تحت عنوان "التطرف والأمن الإقليمي في غرب آسيا"، قال وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي، إنه بالرغم من خسارة داعش مساحات كبيرة من المناطق، ما زال في حوزته مخزون من الأسلحة، ما يعني أن خطره يبقى سارياً عبر المنطقة وما وراءها.

 وأضاف أن إيران تعتقد أن داعش سوف يحاول وضع بصمة له في قلب آسيا، وحيث حقق مكاسب خلال السنوات الأخيرة.

مواصلة
وقال علوي: "فقد داعش الأرض، لكنه لم يسلم أسلحته، وهو يبحث عن موطئ قدم له في أفغانستان وباكستان ووسط آسيا من أجل إحياء فكرة خلافته".

وفي نفس السياق، قال دولت وزيري، وزير الدفاع الأفغاني، إنه سيسعى للحصول على مساعدة إيرانية من أجل القضاء على حركة متمردة في ذلك البلد الذي تمزقه حرب أهلية.

وبحسب أوكونور، سوف تعقد تلك الخطوة من الوضع في أفغانستان بالنظر لوجود قرابة14 ألف جندي أمريكي هناك يساعدون قوى الأمن الأفغانية للقضاء على كل من طالبان، حليف القاعدة، وعلى داعش الذي تمكن من تأسيس فرعه هناك، بعد مرور 16 عاماً على غزو أمريكا لأفغانستان.

وفيما تعاونت أمريكا مع إيران خلال السنوات الأولى للحرب على طالبان، بعد أحداث 9/11، فقد تباعد البلدان، منذ سنوات، وساءت بشدة العلاقات بينهما.

اتهامات متبادلة
ويلفت الكاتب لما يجري اليوم في الحرب ضد داعش، حيث تحارب كل من أمريكا وإيران التنظيم، إلا أنهما تبادلا الاتهامات بشأن السعي لتحقيق نوايا خفية ومفاقمة الوضع، عوضاً عن كبح خطر التطرف.

ويشير أوكونور لتمكن داعش، رغم تواجده المتواضع في أفغانستان، من قتل جنود أمريكيين، وشن هجمات فتاكة ضد مدنيين، وحتى ضد منافسيهم في طالبان، في بعض المناطق.

لكن في باكستان المجاورة، لم يظهر للجهاديين في داعش أثر واضح، حيث تنشط مجموعات سنية أخرى متطرفة. وقد ادعى تنظيم جند الله، فرع داعش في باكستان، بمسؤوليته عن حادث إطلاق نار جماعي ضد حافلة في كراتشي، في مايو(أيار) 2015.

لكن الحكومة الباكستانية نفت أن يكون ذلك أول هجوم لداعش في البلاد، واتهمت به الهند، التي نفت بدورها مسؤوليتها عن تلك العملية.

تعزيز علاقات
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية قال وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، لرئيس هيئة الأركان الباكستانية، الجنرال عمر جافيد باجوا، إن إيران تعتبر القوات الأمنية الباكستانية مثل قواتها، وأن تعزيز العلاقات بين طهران وإسلام أباد بدأ "بالتزامن مع تقوية القدرات الدفاعية لكلا البلدين الجارين".

بؤر
ووفقاً للكاتب، بالإضافة لأفغانستان وباكستان، أنشأت تنظيمات تدين بالولاء لداعش بؤراً لها في مناطق أخرى حول العالم، بما فيها مناطق في القوقاز، وشبه الجزيرة العربية، وشمال وجنوب الصحراء الأفريقية الكبرى، وفي جنوب شرق آسيا، وخاصة في جنوب الفيليين. وباستخدام وسائل تواصله الاجتماعي وشبكته الافتراضية، تمكن داعش من إيصال خططه الدموية إلى جهاديين محتملين عبر العالم. ولربما كان أحدث مثال على ذلك، محاولة تفجير موقع في مدينة نيويورك، يوم الاثنين الماضي.

توزيع معلومات
وتأكدت تلك المعلومات عبر ما قاله إرنست باراجاس، خبير في تفكيك المتفجرات، عمل سابقاً ضمن قوات المارينز الأمريكية "إنهم يوزعون هذه المعلومات حول العالم. يجري ذلك في الفيليبين وفي أفريقيا، وفي مناطق عدة أخرى من العالم".

من ثم يقول أوكونور، إنه في الوقت نفسه، ما زال مصير زعيم داعش، أبو بكر البغدادي غامضاً، رغم تمكن حملة التحالف الدولي مع القوات العراقية وميليشيات شيعية عراقية، وحملة روسية – إيرانية- سورية، من اقتلاع داعش من أهم معاقله في العراق وسوريا، والقضاء على خلافته المزعومة هناك.