مستشار الأمن القومي الأمريكي أتش آر ماكماستر (أرشيف)
مستشار الأمن القومي الأمريكي أتش آر ماكماستر (أرشيف)
الخميس 14 ديسمبر 2017 / 15:13

ماكماستر: تركيا وقطر راعيا الإرهاب في المنطقة

كتبت مراسلة صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتيّة في واشنطن جويس كرم عن إدانة مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي الجنرال أتش آر ماكماستر لقطر وتركيا حول "دور جديد" لهما كراعيين ومصدرين أساسيّين لتمويل الأيديولوجيا الإسلامية المتطرفة التي تستهدف المصالح الغربية.

لم نعر انتباهاً كافياً كيف أنّها (الأيديولوجيا الإسلاميّة الراديكالية) كانت تُقدَّم من خلال الجمعيات الخيريّة والمدارس (الدينية) ومنظمات اجتماعيّة أخرى

"الأيديولوجيا الإسلاميّة الراديكالية هي تهديد خطير لجميع الناس المتحضّرين"، يشرح ماكماستر، مضيفاً أنّ هذا الخطر تمّ تحديده معه في السابق ب "قصر نظر".

"لم نعر انتباهاً كافياً كيف أنّها (الأيديولوجيا الإسلاميّة الراديكالية) كانت تُقدَّم من خلال الجمعيات الخيريّة والمدارس (الدينية) ومنظمات اجتماعيّة أخرى".

وخصّص ماكماستر قطر وتركيا كداعمين أساسيّين حاليّين للأفكار المتطرّفة، مشيراً إلى أنّ مشاكل تركيا المتنامية مع الغرب نتجت بشكل أساسي عن بروز حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

أربع مصالح حيوية

وتشرح كرم أنّه في ظهور سياسيّ نادر مع نظيره البريطاني مارك سدويل في ندوة نظمتها مؤسسة الرأي الأمريكية بوليسي أكستشاينج ومقرّها واشنطن، كشف ماكماستر أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعلن استراتيجية الأمن القومي الأمريكي يوم الإثنين المقبل. وسيتم إيلاء الأولوية لأربع مصالح قومية حيوية: حماية الوطن والشعب الأمريكي، تعزيز الازدهار الأمريكي، الحفاظ على السلام من خلال القوة، وتعزيز النفوذ الأمريكي.

تهديدان مباشران للشرق الأوسط

بعدما تمّ تعيينه لقيادة مجلس الأمن القومي في فبراير (شباط) الماضي، قال ماكماستر إنّ المقاربة ستواجه ثلاث تهديدات كبيرة للمصالح الأمريكية على الصعيد العالمي.

ومن أصل هذه التهديدات الثلاثة، هنالك اثنان يملكان تأثيراً كبيراً على الشرق الأوسط.

ينظر البيت الأبيض إلى الصين وروسيا على أنّهما قوّتان تراجعان سياستهما للاعتداء على حلفاء الولايات المتحدة وتقويض النظام العالمي.

وهنالك خطر آخر يتمثل بالأنظمة المارقة مثل إيران وكوريا الشمالية اللتين تدعمان الإرهاب وتسعيان للحصول على أسلحة الدمار الشامل، كما قال الجنرال الأمريكي.

ويأتي التهديد الثالث من المنظمات الإسلامية المتطرفة.

معجب بدراسة تحذّر من الإسلام السياسي

وتحدّث الجنرال ماكماستر بنبرة حادّة ضدّ موسكو قائلاً: "نواجه تهديداً من روسيا يتضمن أيضاً ما يسمّى حرب الجيل الجديد".

وأضاف: "هذه حملات متطورة جداً من الإخضاع والتضليل الإعلامي والدعاية السياسية، مستخدمة أدوات سيبيرية تعمل في مجالات متعددة تحاول تقسيم مجتمعاتنا داخل دولنا".

ووصف الجنرال نفسه بالمعجب الكبير بإحدى الدراسات التي أجراها الديبلوماسي البريطاني السابق السير جون هوبكينز. يُعتقد أنّ هذه الدراسة التي لم تنشرها الحكومة البريطانية تحذّر من الإسلام السياسي.

لا "مرسي آخر"
أشار ماكماستر إلى أنّ إدارة ترامب ملتزمة بمكافحة الأيديولوجيات المتطرفة وتمويلها لافتاً النظر إلى المركز الذي أنشئ لهذه الغاية خلال زيارة الرئيس الأمريكي إلى المملكة العربيّة السعوديّة.

وتحدّث عن مشكلة كبيرة تظهر من خلال بناء الأيديولوجيا الراديكالية الإسلامية جسراً باتجاه الإسلام السياسي.

ورغم قوله إنّ فروع الإخوان المسلمين ليست جميعها متشابهة، إلا أنه ركّز على ضرورة بناء مجموعات معارضة تحترم الحريات الفردية وذلك لتفادي ظهور "نموذج آخر لمرسي" الذي أطاح به المصريون سنة 2013.

وقال إنّ الإخوان عملوا بطريقة سرية محتكرين المعارضة بعد سقوط الرئيس المصري السابق حسني مبارك.

مشكلة العدالة والتنمية لتركيا

وإلى جانب الإخوان، تحدّث ماكماستر عن حزب العدالة والتنمية في تركيا الذي عمل من خلال المجتمع المدني على تعزيز السلطة أيضاً عبر الحزب الواحد ممّا أنتج مشكلة إبعاد تركيا عن الغرب.

ووصف الجنرال الأمريكي حكومة طهران بـ "النظام المارق" معرباً عن الحاجة إلى مكافحة نشاطاتها المزعزعة للاستقرار خصوصاً في سوريا، وكذلك، بالنسبة إلى صدّ دعم هذا النظام لوكلائه ومساراته باتجاه الحصول على الأسلحة النووية.

ودافع أيضاً عن فرض العقوبات على طهران من خارج الاتفاق النووي وعن ضرورة الابتعاد عن مقاربة باراك أوباما التي جعلت الاتفاق نفسه نقطة أساسية في الاستراتيجية تجاه إيران.

وكتبت كرم أنّ ماكماستر اضطرّ إلى مغادرة المحادثة من خلال القول إنّه تلقى اتصالاً هاتفياً عليه الإجابة عليه، لكن بعد تركيزه على أنّ الولايات المتحدة لا تريد تغييراً للنظام في كوريا الشمالية بل إزالة الأسلحة النووية في شبه الجزيرة.