الخميس 14 ديسمبر 2017 / 15:40

الشعبة البرلمانية الإماراتية تدعو إلى العمل الجاد للتصدي للقرار الأمريكي بشأن القدس

دعت الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي الإماراتي إلى ضرورة العمل الجاد على الصعيد البرلماني الدولي من أجل التصدي للقرار الأمريكي بشأن القدس، والذي قررت فيه الولايات المتحدة الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة.

وفقاً لبيان صحافي حصل 24 على نسخة منه، طالبت الشعبة باحتواء تبعات هذا القرار من خلال التصدي للمساعي الإسرائيلية الرامية إلى إقناع دول أخرى بإصدار قرارات مماثلة ونقل سفاراتها إلى القدس، في محاولة إسرائيلية مرفوضة لإيجاد واقع ضاغط يقوض فرص الحل العادل والشامل.

جاء ذلك خلال كلمة وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية التي ألقاها رئيس الوفد النائب الثاني لرئيسة المجلس الوطني الاتحادي عبدالعزيز عبدالله الزعابي، نيابة عن رئيسة المجلس الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، خلال مشاركته في قمة رؤساء المجالس البرلمانية العربية، الدورة الاستثنائية للاتحاد البرلماني العربي، لبحث التطورات الأخيرة المرتبطة بوضع مدينة القدس المحتلة، والتي عقدت اليوم 14 ديسمبر 2017، في مقر مجلس النواب بالعاصمة المغربية الرباط.

تحرك عالمي

وأكدت الشعبة البرلمانية على ضرورة العمل والتنسيق مع الاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية، ولاسيما البرلمان الأوروبي وكذلك دول الاتحاد الأوروبي الرافضة للقرار الأمريكي لدعم وقيادة تحرك عالمي يتصدى لهذا القرار، وضرورة تشجيع الاتحاد الأوروبي على القيام بالدور المنوط به كشريك رئيسي فاعل ومؤثر في عملية السلام بالشرق الأوسط، مشيرة إلى أن القدس تمثل جوهر عملية السلام التي تشكل الضامن الأساسي للاستقرار، وأنه بدونها فإن المنطقة والعالم سيكونان مهددان بغياب السلم والأمن والاستقرار.

وأضافت أنه "يتعين على البرلمانات العربية مسؤولية تاريخية في مواجهة تداعيات هذا القرار عبر آليات وخطط سياسية فاعلة ومدروسة، لافتة إلى أن هذه الجهود يجب أن تؤسس على عدة اعتبارات منها: أن القرار الأمريكي لا يمكن أن يترتب عليه أي أثر قانوني، لأن قرارات الأمم المتحدة، والفتاوي القانونية لمحكمة العدل الدولية، خاصة فتواها الصادرة في 9 يوليو (تموز) 2004 تؤكد جميعها الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للقدس، واعتبارها أرضا محتلة، ومن ثم لا يجوز لسلطة الاحتلال وفق القانون الدولي تغيير الطبيعة القانونية أو التاريخية لأي أرض محتلة. لذا يجب التركيز على مخاطبة العالم بهذه الأسس القانونية عوضاً عن لغة الإدانة والشجب والاستنكار فقط".

إرادة منفردة
وأكد عبدالعزيز الزعابي خلال الكلمة أن الإرادة المنفردة للقرار الأمريكي بشأن القدس تصطدم بالشرعية والمرجعيات الدولية، وتتنافر مع إرادة بقية أعضاء المجتمع الدولي، التي انعكست بجلاء في اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي عقد يوم الجمعة الماضية 8 ديسمبر (كانون الأول) 2017، وكذلك موقف وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم ببروكسل يوم الحادي عشر من ديسمبر (كانون الأول) 2017.

وأشار إلى أن القرار الأمريكي يستفز مشاعر العرب والمسلمين في توقيت يبدو العالم فيه أحوج ما يكون إلى الحكمة والتعاون وإعلاء قيم التعايش والتسامح في مواجهة ثقافة الكراهية والتحريض والتعصب والتطرف والإرهاب، وهذا ما تؤكد عليه القيادة الحكيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أن هذا القرار يُمَكن خطاب التطرف وفق ما أكد عليه نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كما يمثل هذا القرار "طوق نجاة للجماعات الإرهابية والتنظيمات المسلحة التي بدأت تخسر قواعدها في المنطقة" وفق ما أشار إليه ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وأوضح الزعابي أن هذا القرار الأمريكي يمثل اختباراً للأمم المتحدة لتثبت فاعلية قراراها وحدود مسؤوليتها القانونية في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وكذلك اختباراً لنا كعرب للتحرك بشكل فاعل من خلال الدبلوماسيتين البرلمانية والرسمية، والتحدث بخطاب سياسي واحد يعكس موقفاً موحداً دفاعاً عن القدس.

تحدي صارخ

وتابع أن "القرار يمثل كذلك تحدياً صارخاً وانتهاكاً لأسس ومبادئ القانون الدولي ويخالف قرارات مجلس الأمن الدولي، التي أكدت على عدم المساس بوضعية مدينة القدس والحقوق التاريخية الثابتة للشعب الفلسطيني فيها، خاصة قرارات مجلس الأمن الدولي رقم 465 و476 و478 لعام 1980 والقرار رقم 2334 لعام 2016".

وقال الزعابي "نجتمع اليوم وسط ظروف وتحديات سياسية بالغة التعقيد والحساسية، حيث فرض القرار الأمريكي بشأن مدينة القدس نفسه على أولوياتنا جميعاً بحكم مكانة المدينة ورمزيتها التاريخية والدينية العميقة، لذا كان لزاماً علينا أن نجتمع كممثلين للشعوب العربية للتعبير عن نبض شعوبنا، التي ترفض وتستهجن هذه الخطوة الأمريكية التي من شأنها طمس هوية القدس الإسلامية والعربية، بما يخالف كافة الأعراف والشرائع والقرارات الدولية ذات الصلة".