السبت 16 ديسمبر 2017 / 10:54

صحف عربية: مواجهة أمريكية إيرانية العام المقبل

24 - معتز أحمد إبراهيم

كشف تقرير استراتيجي عن احتمال وقوع مواجهات أمريكية إيرانية محتملة هذا العام، فيما تتخوف مصادر عراقية من اختراق الميليشيات العراقية لأجهزة الأمن.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم السبت، تحاول جماعات مسلّحة غامضة تصعِيّد التوتُّر في العراق، بينما وضعت روسيا 5 شروط للتسوية في سوريا.

مواجهة أمريكية إيرانية محتملة
وفي التفاصيل، أنفردت صحيفة الشرق الأوسط بعرض تفاصيل تقرير استراتيجي أمريكي صدر عن "مركز العمل الوقائي"، التابع لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي. وحذر التقرير الوثيق الصلة بالدوائر الرسمية من احتمال حصول مواجهة عسكرية في العام المقبل بين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، من جهة، وإيران من جهة ثانية.

وتناول التقرير بحسب الصحيفة المخاطر الكبرى التي تهدد أمن الولايات المتحدة ومصالحها داخلياً وخارجياً في عام 2018. ويلقي التقرير باللوم على إيران بسبب تورطها في الصراعات الدائرة في المنطقة، والدعم الذي تقدمه إلى الميليشيات المنخرطة في حروب بالوكالة.

في المستوى نفسه، جاءت أيضاً الحرب في سوريا، وارتفاع وتيرة العنف من قبل النظام السوري برئاسة بشار الأسد. وتوقع التقرير تصاعد حدة الصراع بين القوات العراقية والجماعات الكردية المسلحة في العراق. واحتمالية أن تشهد المنطقة مواجهة جديدة بين الحكومة التركية والأكراد، سواء داخل تركيا، أو في دول الجوار.

وفيما يتعلق بإسرائيل، أشار التقرير إلى احتمالية حدوث صدام بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، خاصة في ظل التطورات الحاصلة بالملف الفلسطيني ومحاولة حزب الله استغلالها. جدير بالذكر أن 436 مسؤولاً حكومياً وخبيراً في السياسة الخارجية شاركوا في إعداد هذا التقرير، وهو ما يزيد من أهميته الاستراتيجية.

اختراق الميليشيات لأجهزة الأمن
من جهة أخرى، عكس موقف المرجعية الشيعية في العراق رغبة الميليشيات المسلحة المرتبطة بإيران في البحث عن شرعية دينية وسياسية لاختراق المؤسسة الأمنية والعسكرية في الدولة، في نفس الوقت، استباق الدعوات الدولية التي يمكن أن تطالب بنزع سلاح ميليشيات الحشد الشعبي، وتحويله إلى ورقة ضغط ضدها.

ونقلت صحيفة العرب عن الشيخ عبدالمهدي الكربلائي وكيل السيستاني قوله إن "النصر على داعش لا يمثل نهاية المعركة مع الإرهاب والإرهابيين"، محذراً مما وصفه بالخلايا النائمة.

وقال مراقبون عراقيون للصحيفة إن المرجعية، التي دأبت على الإفتاء بحماية أنشطة الميليشيات وإعطائها شرعية دينية، لم تفعل شيئاً سوى تحويل دعوات أطلقتها قيادات في الميليشيا المسلحة المرتبطة بإيران للاندماج في الجيش والشرطة.

وأشار المراقبون إلى أن إدماج المقاتلين في المؤسسة الأمنية والعسكرية سيجعلهم جاهزين دائماً للتحرك السريع وفرض وضع أمني يحكم سيطرة إيران ووكلائها العراقيين على البلاد بقوة السلاح، وهو ما يهدد العملية السياسية ذاتها التي تقوم على المحاصصة الطائفية.

وحذر مراقب سياسي عراقي، لم تذكر الصحيفة أسمه، في تصريح للصحيفة من أن دعوة السيد السيستاني لو وجدت طريقها إلى التنفيذ فإن ذلك يعني "استيلاء الميليشيات على الأجهزة الأمنية بطريقة قانونية، خاصة وإذا ما عرفنا أن وزارة الداخلية تدار من قبل أحد عناصر منظمة بدر فإن الطريق سالكة أمام الميليشيات لممارسة دور يمكن أن يكون أكثر خطورة من الدور الذي تمارسه الآن".

تصعِيد التوتُّر بين الكرد والتركمان
من جانب آخر، انخفض عدد السكان الكرد في طوزخرماتو العراقية إلى بضع عشرات على خلفية التوترات الأمنية التي شهدتها المدينة منذ دخول القوات الاتحادية إليها أواسط أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ويتهم مسؤولون تركمان في الطوز مع حديثهم لصحيفة المدى العراقية بعض القيادات في أحزاب كردية بالتحالف مع بقايا داعش أو ما بات يطلق عليهم (الرايات البيضاء) لزعزعة الأمن هناك.

ويكشف هؤلاء المسؤولون عن وجود تنظيم كردي متطرف غامض نشأ مؤخراً في مناطق جنوب القضاء، أغلب أعضائه من نازحي الطوز.

بالمقابل يؤكد مسؤولون كرد في محافظة صلاح الدين في حديثهم للصحيفة أيضاً أن فلول تنظيم داعش وبعض الجماعات المسلحة القديمة، التي ضعف دورها بعد 10 يونيو (حزيران) 2014، هي من تعبث بأمن طوزخرماتو. ويطالب الكرد بغداد بأخذ تدابير حقيقية لحماية المكون الكردي في القضاء، الذي نزح معظمه الى القرى المجاورة بعد عمليات حرق طالت منازلهم ومتاجرهم.

5 شروط روسية للتسوية السورية
وعلى صعيد آخر، وضعت روسيا ملامح لما تريده من العملية التفاوضية في سوريا، بعدما انتهت الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف من دون تحقيق أي تقدم. وكشفت صحيفة الحياة في تقرير لها تحديد موسكو لخمسة شروط أمام المعارضة لإنجاح التسوية.

وقالت الصحيفة إن أول هذه الشروط هي ضم إعلان المعارضة السورية لاستعدادها وجاهزيتها لمحاربة تنظيم داعش وجبهة النصرة. ثانياً دعم وقف القتال وإنشاء مناطق خفض التوتر. وثالثاً التناول عن فكرة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد كجزء من التوصل إلى حل . رابعاً امتناع المعارضة عن استخدام تعبير وفد النظام، عند الإشارة إلى وفد الحكومة السورية.

وخامساً التشديد على أن موسكو لا ترى تناقضاً أو تضارباً بين مساري جنيف، برعاية الأمم المتحدة، وسوتشي الذي دعا إليه الرئيس فلاديمير بوتين، ويأمل بعقده مطلع العام المقبل.
 
من ناحية أخرى كشفت الصحيفة أن روسيا حضت المعارضة السورية على "التفكير بإضافة نقاط مهمة إلى أجندتها التفاوضية، بما في ذلك التعبير عن دعمها وجاهزيتها للمشاركة في الصراع المشترك ضد ما تبقى من تنظيمات إرهابية، مثل داعش وجبهة النصرة في الأراضي السورية، والفصائل المسلحة الأخرى المتواطئة مع التنظيمين الإرهابيين".