نيكي هايلي تعرض جزءاً من صاروخ إيراني أطلق على السعودية (إي بي أيه)
نيكي هايلي تعرض جزءاً من صاروخ إيراني أطلق على السعودية (إي بي أيه)
السبت 16 ديسمبر 2017 / 13:26

إعلان هايلي.. بداية استراتيجية حاسمة ضد إيران

24 - رواد سليمان

سلط التقرير الأمريكي الأخير عن تزويد إيران للحوثيين في اليمن بأسلحة لضرب المملكة العربية السعودية، الأضواء مجدداً على دور نظام الفقيه في زعزعة الاستقرار في المنطقة، وكشف عن استراتيجية أمريكية حازمة لوقف الإرهاب الإيراني.

وتلقت طهران خلال الأيام الأخيرة صفعة جديدة أمام المجتمع الدولي، إذ كشفت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة في الأمم المتحدة، تزويد إيران الحوثيين في اليمن بالصواريخ لشن هجمات ضد السعودية، كما أظهر تقرير للأمم المتحدة أن حطام الصواريخ التي أطلقت على الرياض ومكة ذات منشأ واحد، فيما أكدت فرنسا أنها لن تقبل توسع طهران إلى البحر المتوسط.

إعلان هايلي
عرضت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة في الأمم المتحدة نيكي هايلي للصحافيين الخميس، بقايا صاروخ باليستي انطلق من اليمن باتجاه السعودية واقترب من ضرب مطار العاصمة الرياض، الشهر الماضي.

وقالت هايلي في مؤتمر صحافي "إن بقايا الصاروخ ربما كان عليها ملصق صنع في إيران أيضاً"، مشددة على أن إيران تنتهك قرارات الأمم المتحدة.

ولفتت مندوبة الولايات المتحدة إلى إن التفاصيل التقنية الخاصة بالصاروخ، غياب زعانف التثبيت وسلسلة من الصمامات على الجانب، تشير إلى أن الصواريخ صناعة إيرانية.

وذكرت هالي أن تلك الصواريخ لديها القدرة على قتل مئات المدنيين، ما يسلط الضوء على حقيقة لا يمكن إنكارها أن سلوك النظام الإيراني يزداد سوءاً.

وأضافت "يجب أن نتحدث جميعاً عن كشف ما يشكله النظام الإيراني، وهو تهديد السلام والأمن في العالم بأسره"، وقالت هايلي إنها اتخذت خطوة غير معتادة في رفع السرية عن المعلومات "عملاً بروح الشفافية والتعاون الدولي".

وشددت على أن "السلام والأمن الدوليين يعتمدان على العمل معا ضد العدوان الإيراني"، كاشفة عن أن الولايات المتحدة ستبني تحالفاً دولياً للرد على إيران، التي تشعل نيران الصراع في الشرق الأوسط.

ويرى مراقبون أن واشنطن ستتخذ إجراءات جديدة بحق طهران، قد يكون ضمنها إلغاء الاتفاق النووي رغم الخلافات حول ذلك مع أوروبا، مشيرين إلى أن إعلان هايلي يعكس وعياً جديداً لدى الإدارة الأمريكية بأن طهران ومن خلال تهديدها للسعودية والإمارات وبقية دول الخليج باتت تهدد مصالح الولايات المتحدة مباشرة، وبأن النفوذ الذي تمتلكه إيران في العراق وسوريا ولبنان بات يهدد الأجندات الأمريكية في المنطقة والمتعلقة بمكافحة الإرهاب.

الأمم المتحدة
وفي سياق متصل، خلص تقرير من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أن حطام الصواريخ التي أطلقت على الرياض والأخر الذي تم إسقاطه بالقرب من مكة، في تموز (يوليو) الماضي، تكشف أن منشأها واحد، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وتقول الولايات المتحدة إن التجارب الصاروخية البالستية الإيرانية التي جرت العام الماضي، انتهكت قرار مجلس الأمن الدولي الذي أقر الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية لعام 2015.

ويدعو القرار رقم 2231 إيران إلى "وقف أي نشاط يتعلق بالصواريخ البالستية المصممة لتكون قادرة على حمل أسلحة نووية، بما في ذلك عمليات الإطلاق التي تستخدم تكنولوجيا الصواريخ البالستية".

واشتكت فرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة من أن مركبة سيمرغ الفضائية، التي أطلقتها إيران لنقل أقمار صناعية إلى الفضاء في تموز (يوليو) الماضي "قادرة بطبيعة الحال على حمل أسلحة نووية" إذا تم تشكيلها لتكون صاروخ بالستي، مما قد يقود لتحالف دولي ضد إيران.

وزارة الدفاع
وشرحت وزارة الدفاع الأمريكية، بشكل مفصل الأسباب التي دفعتها للكشف عن دعم إيران لميليشيات الحوثي باليمن بالأسلحة والصواريخ.

وأظهرت الصور التي نشرتها وزارة الدفاع علامات تجارية إيرانية على أجزاء من الأسلحة، وكذلك الطبيعة المميزة لتصميم الأسلحة الإيرانية، وشمل ذلك تصميمات صواريخ "قيام" البالستية قصيرة المدى.

واستشهدت وزارة الدفاع بوجود علامات تجارية مطابقة لعلامات شركات دفاع إيرانية على أجزاء تستخدم في توجيه محركات الصواريخ، وعلى لوحة دوائر كهربائية تستخدم في نظام توجيهها، وأضافت الوزارة أن التصميم المميز لصمامات الصواريخ لا يوجد إلا في إيران.

وقالت إنه يبدو أن إيران حاولت التغطية على الشحنة بتفكيك الصاروخ لنقله، مشيرة إلى أنها خلصت لذلك من الطبيعة البدائية لتجميعه، وأوضحت المتحدثة باسم البنتاغون لورا سيل إن "الهدف من كل هذا العرض هو توضيح أن إيران وحدها هي التي تصنع هذا الصاروخ، ولم تقدمه إلى أي طرف آخر غير الحوثيين".

منطقة نفوذ
بدوره، انتقد وزير خارجية فرنسا جون إيف لو دريان طموحات إيران الإقليمية، قائلاً إن باريس لن تقبل توسع طهران إلى البحر المتوسط.

وصرح لو دريان في مقابلة مع القناة الثانية الفرنسية الأسبوع الماضي إن "أقول لا للوجود الإيراني والرغبة لخلق محور من البحر المتوسط لطهران"، مما يشير إلى أن فرنسا قد تدفع باتجاه وقف أنشطة طهران العدوانية ورغبتها بالتوسع، وفقاً لمراقبين.

وزادت التوترات بين إيران وفرنسا في الأسابيع الأخيرة، بعد أن قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن طهران يجب أن تكون أقل عدائية في المنطقة وتوضح برنامجها للصواريخ البالستية، كما أنتقد لو دريان ما سماه بـ"رغبة إيران في الهيمنة" في زيارة للسعودية الشهر الماضي.

تغير استراتيجي
حذر تقرير استراتيجي أمريكي صادر عن "مركز العمل الوقائي"، من احتمالية حدوث مواجهة عسكرية بين إيران وأمريكا وحلفائها في المنطقة، ويشير التقرير إلى أن احتمالية الحرب مع إيران في تزايد بسبب التوترات المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط بسبب السلوك الإيراني.

ويلقي التقرير باللوم على إيران بسبب تورطها في الصراعات الدائرة في المنطقة، والدعم الذي تقدمه إلى الميليشيات المنخرطة في حروب بالوكالة مثل الحوثيين في اليمن، وحزب الله اللبناني، مؤكداً أن خطر المواجهة بين واشنطن وطهران لا يقتصر على احتمالية الحرب، موضحاً أن المواجهة قد تحدث بين الطرفين في حال وقوع حادث أو اشتباك متعمد بين قوات البلدين في مياه الخليج.

وذكر مراقبون أن واشنطن أبلغت العالم من خلال مؤتمر هايلي، أنها ذاهبة إلى اتخاذ خطوات جدية وجذرية لوقف حالة الارتباك والضعف التي سادت السياسية الأمريكية اتجاه إيران خلال العقود الماضية.

وقد تقترح الولايات المتحدة على لجنة عقوبات اليمن التابعة لمجلس الأمن إدراج أشخاص أو كيانات على قائمتها السوداء في تحرك سيتطلب موافقة أعضاء المجلس الـ15بالإجماع.

أو قد تتقدم بمشروع قرار جديد لمجلس الأمن بهدف فرض عقوبات على إيران. ويتعين من أجل إقراره الحصول على تأييد 9 دول وعدم استخدام أي من الأعضاء الخمسة الدائمين بالمجلس، الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، حق النقض (الفيتو) ضده.