عرض عسكري لحزب الله.(أرشيف)
عرض عسكري لحزب الله.(أرشيف)
الأحد 17 ديسمبر 2017 / 13:20

العصبية الدينية والعشائرية... أهم الركائز العسكرية لحزب الله

قبل أيام، نشرفي وسائل إعلام موالية لحزب الله اللبناني، تقرير بعنوان "قصة شهيدين"، إبرهيم وأحمد شهاب، وهما ابنا عمومة نشآ معاً في بلدة برعشيت في جنوب لبنان، حيث ربطت بينهما صداقة عميقة، والتحقا ب "الجهاد" سوياً في يونيو (حزيران) 2016، وحاربا في "الخندق نفسه" في سوريا وقتلا، بعد ذلك بوقت قصير، إلى جانب صديق قديم من بلدتهما، كان أيضاً من عشيرة شهاب الكبيرة.

في سوريا والعراق استثمر الحزب أيضاً العلاقات الأسرية والعشائرية والشبكات الدينية، لمساعدة إيران على توسيع امتداد شبكة ميلشيات شيعية عالمية موالية لها

وبحسب مايكل آيسينستادت، مدير برنامج الدراسات الأمنية والعسكرية لمركز كاهن، وكيندال بيانشي، مساعد باحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، تسلط حكاية ابني العمومة، وصداقتهما الضوء على أساليب عمل تنظيمات مثل حزب الله، الذي تحول من حركة مقاومة سرية وميليشيا شعبية، إلى قوة شبه عسكرية. وفي عدد من الحالات، ينتمي أعضاء الحزب إلى نفس العائلة أو العشيرة، أو يكونون أصدقاء.

ويرى الباحثان أن تلك الظاهرة تنطبق، في الواقع، على عدد من الميليشيات المحلية والأجنبية التي شاركت في الحرب الأهلية السورية. ولربما ساهمت تلك الروابط الاجتماعية الوثيقة في فعالية تلك الميليشيات، وخاصة بالنسبة لحزب الله الذي ما زال عدد كبير من أعضائه ينتمي إلى عائلات محددة معروفة في جنوب لبنان.

حالة حزب الله
ووفقاً لآيسننستات وبيانشي، قد يعد حزب الله أشهر ميليشيا عربية، وقد توفر معرفة كيفية نشأته ونقاط قوته وضعفه، إجابات بشأن كيفية استثمار جيوش عربية لتلك العوامل في تحسين مستوى فعاليتها العسكرية.

فقد تأسس الحزب في 1982 كميليشيا شيعية سرية لمحاربة قوات أجنبية في لبنان. ولكنه بات اليوم يشارك في صراعات في سوريا وفي مناطق أخرى في المنطقة، برعاية إيران.

ويقول الباحثان إنه بالرغم من إجراء دراسات عدة مفيدة حول تاريخ حزب الله كتنظيم عسكري، وحول إيديولوجيته وسياساته، وتورطه في عمليات إرهابية، ما زالت هناك حاجة لإجراء مزيد من الأبحاث من أجل كشف الغطاء عن موارد نجاحه العسكري.
  
عوامل مباشرة
وباعتقاد آيسننستات وبيانشي، ترجع فعالية حزب الله العسكرية لأسباب مباشرة. فقد لعب قادة عسكريون ونشطاء في مجال الإرهاب، من أمثال القتيل عماد مغنية وابن عمه وقريبه، مصطفى بدر الدين، والذي قتل أيضاً في سوريا، دوراً كبيراً في تحويل حزب الله إلى تنظيم عسكري فعال.
ويعود العامل الثاني للسرية الفائقة وشدة الحذر التي اتبعها حزب الله منذ نشأته كحركة مقاومة خفية. وأما العامل الثالث فيرجع لتمسك الحزب القوي بثقافة الجهاد والشهادة، ومن ثم معرفة مقاتليه الواسعة بطبيعة المنطقة التي يحاربون فيها. ويضاف إليه الدعم الإيراني بالسلاح والعتاد والتدريب والتمويل والاستخبارات، فضلاً عن الدعم اللوجيستي.

عامل العصبية

ولكن الباحثين اكتشفا من خلال دراستهما لسير حياة أكثر من 2100 مقاتل لحزب الله من الذين "استشهدوا" في القتال من 2017-1982، عن عامل رئيسي آخر. فقد اعتمد الحزب على العائلة والعشيرة والتضامن الاجتماعي، أو العصبية، مبدأ التضامن داخل جماعات معينة، والذي عرفه المفكر العربي الشهير ابن خلدون، كي يجند مقاتلين، وليبني وحدات فعالة متماسكة.

علاقات عشائرية
فقد كشفت قاعدة معلومات لعدد كبير من قتلى حزب الله أنهم ينتمون لعائلة أو عشيرة محددة. ومن بين قرابة900 قتيل قضوا بين 2107- 2012، عرفوا بأسمائهم، تبين أن حوالي 5 ٪ أشقاء أو أبناء عمومة أو أبناء أخوة شهيد آخر من الحزب. ويضاف إليه أن نسبة حوالي 30٪ من هؤلاء القتلى حملوا ذات الأسماء، ما يوحي بانتمائهم لعائلة أو عشيرة واحدة، كما كان في حالة عائلة الموسوي، التي يقيم أفرادها في بلدة نبي شيت.

ويلفت الباحثان لدور حزب الله الرئيسي، أيضاً في تجنيد وتدريب عدد من الميليشيات الشيعية الأصغر في سوريا والعراق، وحيث استثمر الحزب أيضاً العلاقات الأسرية والعشائرية والشبكات الدينية، لمساعدة إيران على توسيع امتداد شبكة ميلشيات شيعية عالمية موالية لها.