مدرسة في أفغانستان يعتقد أنها تابعة لمؤسسة فتح الله غولن.(أرشيف)
مدرسة في أفغانستان يعتقد أنها تابعة لمؤسسة فتح الله غولن.(أرشيف)
الثلاثاء 19 ديسمبر 2017 / 13:17

كابول تدفع ثمن تقاربها مع أنقرة

بدأت أفغانستان بتنفيذ خطة تركية تقضي بمعاقبة وملاحقة كل من ينتمي لحركة غولن، الداعية الإسلامي المتهم بتدبير الانقلاب الفاشل في تركيا، في صيف العام الماضي.

بينما كان الرئيس الأفغاني أشرف غاني في طريقه إلى اسطنبول، في 12 ديسمبر ( كانون الأول)، قامت السلطات الأفغانية باعتقال أربعة معلمين ودهم مدرسة يقال إنها تابعة لمنظمة غولن

وبرأي كاثرين بوتز، مديرة تحرير مجلة "ذا ديبلومات"، المتخصصة في شؤون وسط آسيا وأفغانستان، يبدو أن كابول مستعدة لدفع ثمن تقاربها مع أنقرة، والثمن هو بضعة معلمين أتراك.

غارة على مدرسة

وبحسب بوتز، بينما كان الرئيس الأفغاني أشرف غاني في طريقه إلى اسطنبول، في 12 ديسمبر (كانون الأول)، قامت السلطات الأفغانية باعتقال أربعة معلمين ودهم مدرسة يقال إنها تابعة لمنظمة غولن.

وأفيد أن قوى الأمن الأفغانية اعتقلت أربعة معلمين، أحدهم أفغاني وثلاثة أتراك، كانوا في طريقهم إلى عملهم في مدرسة للبنات. وقيل إن المدرسة تعمل بإشراف منظمة أفغان ترك( آتكي) غير الرسمية، التي تدير عدداً من المدارس في جميع أنحاء أفغانستان، منذ عام 1995. وتقول المنظمة إنها مستقلة، ولكن أنقرة ترى أنها تابعة لشبكة غولن.

ونقلت وكالة "رويترز" عن نعمان هومان، رئيس مجلس إدارة آتكي، أنه لم يتلق أي إخطار من الحكومة الأفغانية، ونفى فكرة أن منظمته على صلة بالتطورات في تركيا، قائلاً: "لا علاقة لنا بما يجري من تطورات في تركيا، وليس أي من معلمينا متورطاً فيها، والاتهامات ضدنا لا أساس لها من الصحة".

"منظمة غولن الإرهابية"
وتشير بوتز لقيام السلطات التركية، قبل الانقلاب الفاشل في يوليو (تموز) 2016، بالإشارة لحركة غولن بوصف "منظمة غولن الإرهابية"، أو فيتو. وبحسب محطة بي بي سي البريطانية، تم تصنيف المنظمة رسمياً في مايو ( أيار) 2016، بأنها إرهابية. ولكن الضغوط على الحركة وأعضائها ( فضلاً عن شبكات شركاتها، ودور نشرها) بدأت تتصاعد خلال عام 2015.

لغز خطير
وتشير الكاتبة لإشراف حركة غولن، منذ تسعينيات القرن الماضي، على ما يقدر بنحو 2000 مدرسة حول العالم. واليوم أصبحت هذه الشبكة من المدارس وعدد كبير من خريجيها هدفاً لقمع الحكومة التركية. وقد تحول كل ذلك إلى لغز خطير في وسط وجنوب آسيا حيث تتواجد مدارس تركية، أسستها منظمات مرتبطة بغولن أيام كانت الحكومة التركية تعتبر الحركة بمثابة أداة لقوة ناعمة، لاتخاذ تدبير موقت حيوي حيال هياكل تعليمية ضعيفة.

ضغوط
ووفقاً لبوتز، مارست أنقرة ضغوطاً كبيرة في عدد من المناطق عبر وسط وجنوب آسيا، لكنها لم تؤثر على جميع دول المنطقة.
وفي نوفمبر ( تشرين الثاني) 2016، وقبل زيارة قام بها الرئيس التركي، أردوغان، إلى باكستان، طالبت أنقرة إسلام أباد بطرد طاقم تركي من مدارس ومعاهد تابعة لشبكة باك ترك الدولية في البلاد. واستجابت باكستان للطلب.

وكان بعض الحكومات في وسط آسيا تحرك ضد حركة غولن قبل أردوغان ذاته. فقد أغلقت أوزبكستان مدارس غولن في البلاد في 2000. كما أغلقت تركمانستان، في 2011، معظم مدارس غولن، عندما بدأت الخلافات بين غولن وأردوغان. وفي 2015، أغلقت طاجيكستان سبعة مدارس تابعة لحركة غولن. لكن كازاخستان وقيرقيزستان لم تغلقا منظمات تعليمية مرتبطة بالحركة.

كازاخستان

وتقول بوتز بأنه بعد اجتماع عقد مع أردوغان، في أغسطس 2016، تعهد الرئيس القازاقي، نور سلطان نزارباييف، بطرد معلمين أتراك على صلة بغولن. ولكن بعد شهر، أعلن نزارباييف بأن المدارس التركية- القازاقية تابعة لكازاخاستان، ولذا لن تطرد أستانة معلمين ما لم يثبت تورطهم في ارتكاب جرائم. وفي نهاية المطاف، تم تسليم 11 مدرساً تركياً، ولكن تلك المدارس واصلت عملها.