الإثنين 25 ديسمبر 2017 / 18:50

تعرف على أبرز أنواع الأطفال الموهوبين وأسرار معاملتهم

24 - إعداد: الشيماء خالد

يعتقد الكثيرون أن الطالب الموهوب يكون ذكياً بشكل مميز وأفضل من في صفه، وربما الأروع على الإطلاق، وهذه تعتبر نظرة نمطية لازالت سائدة على غير المتوقع، بيد أن الموهوبين أنواع، بعيدا عن خرافات الكمال، يؤكد خبراء علم النفس التربوي أن أنواع الأطفال الموهبين كثيرة وربما أبرزها 6 أنواع، لهم أسرار لمفاتيح التعامل معهم لمساعدة هؤلاء الطلاب على كل المستويات التي ستؤثر في مستقبلهم حتماً.

وتقدم الخبيرة النفسية الأمريكية، كارتر أندرسون، شرحاً لبعض أبرز أنواع الموهوبين الواعدين من الأطفال، وكيفية مساعدتهم وأسرار التعامل معهم للأهل والمعلمين.

وتقول أندرسون: " أياً كان نوع الطالب الموهوب، فإن الجميع يحتاج لثلاث أمور أساسية، هي القبول والدعم والتوجيه، بعد ذلك تتنوع الاستراتيجيات والطرق بحسب استيعاب المعلمين والأهل لنوع الطالب".

الناجح
هذا النوع الأكثر بروزاً من الأطفال الموهوبين، وعادة يستطيع من حوله تمييزه بسهولة، إذ يتميز بقدرته على التعامل مع النظام التعليمي باقتدار وتحقيق المتوقع والمطلوب منهم بسلاسة.

يظهر هذا النوع شغفاً كبيراً بإثارة إعجاب الآخرين، ويستمتع باعتباره متميزاً، وعادة لا يعاني مشاكل سلوكية، ولكن غالباً ما يصبح مملاً، واتكالياً على النظام العام في مستقبله فيما بعد، وقد يصبح ينجز أقل ما يجب في كبره، وهو أيضاً يطور مع الوقت خوفاً من الفشل وشعوراً بالقلق لرغبته الدائمة بإثارة الإعجاب.

مفاتيح التعامل معه
على أولياء الأمور منح هذا النوع من الطلاب حرية واستقلالية، ودفعهم بشكل غير مباشر وغير مقحم إلى أخذ فرص المخاطرة.

على المعلمين السماح لهؤلاء الموهوبين بالاستفاضة في التعليم، وينصح بإثراء مناهجهم وإضافة مهام على كاهلهم لجعلهم يتعاملون أحياناً مع المواد والمهام كغيرهم من الطلاب المتوسطين.

يحتاج الموهوب من النوع الناجح إلى استكشاف رغباته الشخصية واهتماماته خارج المعتاد بشكل أكبر من غيره.

المتحدي
هذا النوع من الطلاب الموهوبين صعب تحديده، فهم غالباً متميزين ومبتكرين ولكن كأفراد غير متفقين مع النظام، ولا يعرفون كيفية استغلاله لصالحهم حتى، مما يجعلهم غير واضحين له.

هؤلاء غالباً يشعرون بالإحباط من النظام التربوي، والإجحاف ممن حولهم حيث لم يستطيعوا تمييز قدراتهم.

تدور الصراعان غالباً بين هذا النوع من الطلاب والأهل والمعلمين، ويعتبرهم الآخرون مصدر قلق وإزعاج، ويكمن الخطر في أنهم قد يلجؤون تحت هذا الضغط لعادات ضارة كالتدخين والمخدرات والكحول أو الاشتراك مع فئات مخربة أو نحو ذلك.

مفاتيح التعامل معه
على ذويهم أن يدافعوا عنهم في المدرسة، وأن يتقبلوا اختلافاتهم، والسعي لمحاولة فهمهم واحتوائهم، وتجنب تضييق الخناق عليهم.

أما المعلمين فينصحوا بوضع الطلاب مع معلمين قادرين على فهم احتياجات هذا النوع وتقديم الأفضل له، يستطيعون القيام بتواصل واضح وعميق وتفهم مع الطالب الموهوب المتحدي والعمل على تحسين مهاراته الاجتماعية.

الخفي
كثيراً ما يكون النوع الخفي من الموهوبين هن إناث من المدرسة المتوسطة، إذ تلجأن لإخفاء مواهبهن لتصبحن متقبلات في المجموعة أو مع الطلبة غير الموهوبين، وهذا النوع يحتاج لأكبر دعم ممكن في هذه الفترة بالذات.

يمكن ملاحظة تغيرات مفاجئة في سلوك هذا النوع من الموهوبين، وغالباً ما يستجيب الأهل لهذا بالضغط على الفتيات لتقديم الأفضل في المدرسة، وهذا يجعل الوضع أسوأ بكثر، فهن في الواقع يردن أن يقبلن كما أصبحن يظهرن.

مفاتيح التعامل مع هذا النوع
يجب التركيز على نقطة القبول بالنسبة للأهل، وتذكير الفتاة بأنها تمتلك خيارات، والسماح لها بوقت خاص مع طلبة من عمرها من الموهوبين، وينصح أيضاً بتقديم مثال أعلى يمكن معايشته.

يفضل أن يتم تدريس هذا النوع بحسب الجنس نفسه، معلم للصبي، ومعلمة للفتاة، والسماح لهما بأخذ فترات استراحة مستقطعة للاطلاع على حياة الموهوبين، وصفوف دراستهم إن وجد.

تحت الضغط أو لا شيء
هذا النوع من الطلاب غاضب من نفسه ومن حوله، خاصة من الأكبر، لأن النظام لم يقدم حاجتهم يوماً ولم يتفهم طبيعتهم المميزة، وغالباً ما يكون هؤلاء واضحين في الثانوية العامة، ولا يبذلون مجهوداً سوى في آخر لحظة، وهؤلاء أيضاً لا يتم تحديدهم كموهوبين إلا في وقت متأخر من حياتهم الأكاديمية.

وكون اهتماماتهم المتميزة غالباً لا تأتي موضوعة في المنهاج الدراسي، لا يتلقى هؤلاء الدعم والتشجيع الكافي، أو ما يليق مع قدراتهم واهتماماتهم.

مفاتيح التعامل معه
يستطيع الأهل مساعدة هذا النوع من الطلاب عن طريق المشورة النفسية والاجتماعية، للتعامل مع غضب وحزن هذا الطفل.

يمكن للمعلمين محاولة خلق تجربة تعليمية خارج الصف، والسماح لهم باستكشاف قدراتهم في العمق.

ذي الوجهين
هذا النوع ليس فقط صاحب موهبة، بل مصاب بإعاقة عقلية أو جسدية، وغالباً لا ينتبه لهم أحد إطلاقاً، إذ يعتبرهم الناس بشكل نمطي في مستوى مقبول أو جيد ويذهب الكثيرون منهم لبرامج لتأهيل المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، ويعزز فيهم الضعف عوضاً عن القوة.

الطلاب من هذا النوع كثيراً ما يبدون مشتتين وغير واثقين بأنفسهم، ويعتبرون مدرستهم مملة والواجبات غبية، كونها في الواقع لا تتلاءم واحتياجاتهم.

مفاتيح التعامل معهم
على الأهل التمعن في التحديات التي تواجه الطفل من هذا النوع، والدفاع عنه وتشكيل حجر الأساس في التحدث عن موهبته في المدرسة والمجتمع المحيط، كما ينصح بتزويده بمهام وأنشطة تحوي طابع المخاطرة والمغامرة وحس التجربة الحقيقي.

أما المعلمين، فيجب عليهم السعي لوضع الطفل الموهوب من هذه الفئة ضمن برامج الموهوبين، وتقديم كل ما هو مطلب لوضعه الخاص، وتقديم مصادر تعلم بديلة وتعزيز ثقته بنفسه.

الواثق
هذا النوع يشبه النوع الناجح، وهؤلاء يعرفون كيفية استخدام النظام العام حولهم، وعوضاً عن انجاز المطلوب، يقوم هؤلاء باستغلال الفرص وتشكيلها لصالحهم.

وهؤلاء غالباً ناجحين ومحترمين في مجتمعهم، واستقلاليين بشكل واضح، ويشعرون بالأمان في حياتهم الأكاديمية والشخصية.

مفاتيح التعامل معهم
يمكن للأهل مساعدتهم على النجاح بتوفير فرص لهم لاستكشاف شغفهم الشخصي، والسماح لهم بعقد صداقات مع فئات عمرية مختلفة، وتعزيز هذه الثقة في أنفسهم عن طريق احترامهم والدفاع عنهم في المدرسة والحياة اليومية.

يمكن للمعلمين المساعدة بإبداء التسامح معهم، وتقديرهم، والسماح لهم بدراسة المواضيع في عمقها، والنظر في إمكانية التسجيل المبكر في الجامعة أو تخطي الصفوف.