الثلاثاء 26 ديسمبر 2017 / 18:22

الإمارات والمواهب.. نحو 90% من الطلبة يستفيدون من البرامج المعنية

24 - الشيماء خالد

في أواخر نوفمبر الماضي تقدمت الإمارات مرتبتين في مؤشر المواهب العالمي 2017، الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية (آي إم دي) ومقره سويسرا محتلة المركز 25 عالمياً برصيد 67.09 نقطة عن ترتيبها السابق في 2016 متفوقة على دول عريقة مثل فرنسا واليابان وإسبانيا وإيطاليا وروسيا.

وتسعى الإمارات لتقديم أفضل الدعم للمواهب من مواطنيها وخاصة الطلاب والشباب، ممن اشتهروا أخيراً بإنجازات ملفتة في مجالات متنوعة بين الفن والعلوم والموسيقى وريادة الأعمال وغيرها، على مستوى العالم.

كما تضع الإمارات مناهج مخصصة للموهوبين واكتشافهم ودعمهم، ناهيك عن مبادرات عديدة في هذا الشأن.

وذكرت وزارة التربية والتعليم في رد خاص حول خطط دعم الموهوبين لموقع 24، أنها تولي اهتماماً كبيراً بفئة الطلبة الموهوبين والمتفوقين أكثر من ثماني سنوات، حيث أنها أطلقت مبادرتين إحداهما وضع نظام متكامل لاكتشاف الطلبة الموهوبين والأخرى لرعاية الطلبة الموهوبين.

النخبة
وقالت رئيس قسم برامج الموهوبين والمتفوقين، موزة سعيد الخاطري: "وزارة التربية تعمل بصورة متكاملة مع إدارة المناهج وتقويم الاختبارات لوضع بطارية مقننة على البيئة الإماراتية لاكتشاف الطلبة الموهوبين ولتصنيفهم ضمن قاعدة البيانات الإلكترونية وتنمية مواهبهم وتأهيلهم من خلال برامج تنمية الذات وتدريبهم على حل مشكلات متعدد من خلال حل المشكلات بطرق إبداعية، وقد قويت المناهج ببرامج إثرائية في كل مادة يدرسها الطالب توسع مداركة وتشبع فضوله المعرفي كما كان هناك برنامج للطلبة النخبة الموهوبين أكاديمياً في فصول خاصة في عدد من المدارس في الدولة يدرسون مناهج تناسب قدراتهم وتقوي لديهم التحدي".

برامج الموهبة

وأضافت الخاطري: "وفي عام الخير تم إطلاق مبادرة تبرع بموهبتك ليكون لموهبة الطالب الفنية معنى مادى ومعنوي وتقيم من قبل خبراء متطوعين ويتم المزايدة على المنتج من قبل مؤسسات خاصة لها دور تطوعي ويتم بيعها وريعها جزء للموهوب وجزء منه للجهات الخيرية، وقد حرصت وزارة التربية والتعليم بإعطاء الطلبة الموهوبين فرصة للاطلاع على أفضل الممارسات في مجموعة من الدول، حيث تم إطلاق سفرائنا 2017 (ابتكار، عطاء، مستقبل) لإيفاد 350 طالباً وطالبة إلى خارج الدولة وضمن خطة مدروسة وبرامج متنوعة للطلبة في الدول التي يزورونها.

وقد أجرت الوزارة دراسة لقياس نسبة مدى استفادة الطلبة من برامج الموهبة، وكانت النسبة 84% من وجهة نظر الطلبة، ويجري العمل حالياً على عدد من البرامج التي سيتم إطلاقها مع بداية سبتمبر القادم سيتم من خلالها تفجير طاقات الطلبة الموهوبين الإبداعية المتنوعة لتجد مجراها في البرامج المتعددة وتبرز بعمل فريد في معارض ومسارح الدولة.

الخطة الوطنية لرعاية الموهوبين

ويُعد تعليم الموهوبين واحداً من الأولويات التعليمية الكبرى في دولة الإمارات، الي تضع خططاً تلو الأخرى لبرامج موجهة خصيصاً لهم.

وقالت الخبير التربوية والأخصائية الاجتماعية، فاطمة علي: "تقدم الخطة الوطنية لرعاية الموهوبين في دولة الإمارات إطارًا مثالياً لقيادة العمل في تخطيط وتنفيذ برامج الموهوبين في الدولة خلال السنوات الخمس القادمة، وقد تم بناء الخطة الوطنية لرعاية الموهوبين في الدولة بالاعتماد على أحدث الممارسات في ميدان تربية الموهوبين".

وأضافت: "تعتبر الخطة الوطنية لرعاية الموهوبين إطار مرجعي ومنهجي ينظم كل الممارسات التي توجه الجهود نحو تعزيز الموهبة ورعاية الموهوبين، بحسب ما ذكره موقع جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المميزة، بأهمية رعاية الموهوبين".

وتم تصميم الخطة الوطنية لرعاية الطلبة الموهوبين وفق أحدث ممارسات الرعاية والأدوات والمنهجيات الحديثة، لتحقيق نقلة نوعية في مجال رعاية الموهوبين.

الكنز البشري
وتعرف الخطة الوطنية الطلبة الموهوبين بأنهم أولئك الذين يمتلكون استعدادات و قدرات استثنائية،  أو الذين يظهرون أداءً متميزا و ملحوظاً يفوق أقرانهم في القدرات العقلية أو في التحصيل الدراسي أو القيادة، والتي يقدرها المجتمع المحلي.

وقال الأخصائي الاجتماعي، سالم البادي: "تعد الإمارات أبنائها المتفوقين بمستقبل مشرق حقاً، ولا تترك فرصة لاكتشافهم ودعمهم في شتى المجالات، لذا لاحظنا في السنوات الخمس الأخيرة ظهوراً متزايداً لمواهب شابة وأطفال متميزين، وباعتقادي المواهب موجودة دائماً لكنها بحاجة للتنقيب عنها في الوقت نفسه الذي نقدم فيه الدعم لتلك الواضحة، إذ أن لا شيء يحزننا كتربويين، أكثر من قدرات كامنة ومواهب مدفونة تمر مرور الكرام أو تضيع، وأؤمن أن جميع المسؤولين في الإمارات يتعاملون مع مواهب أطفالنا وأجيالنا القادمة بكل ما يليق بهذا الكنز البشري من اهتمام".