جانب من متحف اللوفر أبو ظبي (أرشيف)
جانب من متحف اللوفر أبو ظبي (أرشيف)
الأربعاء 27 ديسمبر 2017 / 15:08

2017 ... العزلة لقطر والإنجازات للسعودية والإمارات

ذكّرت مديرة تحرير صحيفة ذي اراب ويكلي إيمان الزيات بأنّ منطقة الخليج العربي خطفت انتباه الوسائل الإعلامية بشكل غير مسبوق في سنة 2017 خصوصاً أنها شهدت إصلاحات كبيرة وعانت في الوقت نفسه من نزاعات وخلافات عديدة.

افتتحت الإمارات متحف اللوفر في أبو ظبي وهو متحف مذهل للتاريخ الثقافي والعالمي إضافة إلى سعيها لتأدية دور بارز في السياسة الإقليمية. وعبر ذلك، بقيت الحكومة الإماراتية مركزة على تحقيق هدفها المعلن بجعل الإمارات واحدة من أفضل الدول في العالم بحلول 2021 وحلول عيدها الخمسين

من بين أبرز التطورات في المنطقة، كانت حرب اليمن التي قتل الحوثيون خلالها الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

إضافة إلى ذلك، برز استمرار التدخل الإيراني في شؤون الشرق الأوسط، والخلاف الخليجي الذي عزل الدوحة سياسياً واقتصادياً.

لقد حاولت المملكة العربية السعودية، القوة الرئيسية في المنطقة، أن تواجه هذه الأحداث المضطربة، فهدفت إلى الحفاظ على موقعها كلاعب رائد في الخليج لإعادة التوازن في وجه الطموحات الإيرانية.

وفي مقابل مخططات طهران التوسعية التي تغطيها مجموعة كبيرة من وكلائها في المنطقة، اتخذ السعوديون مقاربة مشروعة لمواجهتها.

خطر إيران ووكلائها
وتطرقت الزيات إلى الخطر الذي يشكله هؤلاء الوكلاء في المنطقة، إذ إنّ هؤلاء بمعظمهم من الشيعة الذين يتبعون عقيدة ولاية الفقيه المطلقة التي تشير إلى أنّ جميع المسائل بما فيها تلك السياسية والعائدة لصلاحيات الدولة يجب أن يبتّ بها الولي الفقيه. من بين وكلاء إيران، كان الحوثيون هم من أثاروا الضجة الكبرى في شبه الجزيرة العربية.

في 19 ديسمبر(كانون الأول) الحالي، أطلقوا صاروخاً بالستياً باتجاه الرياض للمرة الثالثة في شهرين، مذكّرين العالم بأنّ الاعتداءات الإيرانية لم تتحجّم بعد. من جهتها، إتهمت واشنطن طهران بطريقة مباشرة بأنها تسلح الثوار الحوثيين في اليمن.

 وبعدما شاركت أمريكا السعودية بمخاوفها في هذا الإطار، دعت إلى تحالف مناهض للإيرانيين في الشرق الأوسط.

قطر لا تدقق في سياساتها
ويبدو أنّه مع استمرار تأثيرات الأزمة الديبلوماسية التي اندلعت في 5 يونيو (حزيران) الماضي بين السعودية والإمارات ومصر والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى، لا تظهر الدوحة مؤشرات على إعادة التدقيق في سياساتها.

لقد قطع الرباعي علاقاته مع قطر لدعمها المجموعات المتطرفة ولعلاقاتها مع طهران التي تتشارك وإياها بأكبر حقل غاز في العالم. وبعد سبعة أشهر تقريباً على المقاطعة، رفضت الدوحة تأمين مطالب الرباعي وشنّت سياسات خارجية عدائية.

لقد قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إنّ دول الرباعي لن تلجأ إلى استخدام القوة العسكرية في النزاع بما أنّه "مشكلة صغيرة جداً". وكان هذا القول مؤشراً إلى أنّه من المرجح أن تستمر الأزمة الديبلوماسية في سنة 2018.

الإمارات ورؤية 2021
تتابع الزيات فتكتب أنّ العرب ركّزوا أنظارهم على مسائل أكثر إلحاحاً مثل مكافحة الإرهاب، إعادة إعمار سوريا، النزاع في ليبيا، تهديد إيران للأمن الإقليمي، الاستقرار في اليمن وتطبيق الإصلاحات الإقتصادية والاجتماعية.

وبالرغم من وجود هذه الخلافات والنزاعات، حقق الخليج العربي تقدماً ثقافياً واقتصادياً سنة 2017 وإصلاحات جوهرية في الإمارات والسعودية.

فالأولى أنجزت تقدماً جدياً خلال هذه السنة، فطورت مشاريع تنموية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي تماشياً مع رؤية 2021. كما افتتحت متحف اللوفر في أبو ظبي وهو متحف مذهل للتاريخ الثقافي والعالمي إضافة إلى سعيها لتأدية دور بارز في السياسة الإقليمية.

وعبر ذلك، بقيت الحكومة الإماراتية مركزة على تحقيق هدفها المعلن بجعل الإمارات واحدة من أفضل الدول في العالم بحلول 2021 وحلول عيدها الخمسين.

تحديث سعودي شامل
وبعدما أصبح الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد في السعودية، شهدت المملكة تغيرات سريعة فأدخل تحديثاً شاملاً أدّى إلى انفتاح الاقتصاد السعودي وتقليص اعتماده على النفط. هذه الرؤية التقدمية أدت إلى إصلاحات بارزة، من أبرزها رفع الحظر الذي يمنع النساء من القيادة في 26 سبتمبر (أيلول) الماضي، وإلغاء حظر دام 35 عاماً على السينما.

وقاد الأمير بن سلمان حملة ضد الفساد أدت إلى اعتقال عشرات المسؤولين والأعضاء من العائلة الحاكمة من أجل تخليص المجتمع السعودي من آفة منعت تطوره ونموه لعقود.

وكتبت الزيات أنّ على الدول الخليجية أن تبني على منجزاتها التي حققتها سنة 2017 والعمل معاً على تأمين الأمن والاستقرار في منطقة مأزومة من العالم. ويُتوقع أن تستمر السعودية باحتلال صدارة الحرب على أكبر تهديدين: التوسع الإيراني والإرهاب العالمي.