من تظاهرات إيران(تويتر)
من تظاهرات إيران(تويتر)
الأحد 31 ديسمبر 2017 / 20:22

قولوا للجزيرة

في زمن الذكاء الاصطناعي، والتفكير الإبداعي، ومهارات القرن الحادي والعشرين، تظل بعض الأفهام قاصرة وإن ادّعت الكمال، وتظل بعض العقول ضالة وإن ادعت الرشد، وتظل بعض العيون عمياء ولو امتلكت شبكة من الشاشات والقنوات.

واحسرتاه على عواصم ومدن كانت الجزيرة سبباً في خرابها، وواحسرتاه على شعوب كانت الجزيرة سبباً في تشردها، ويا أسفي على أرواح أزهقت ودماء سفكت ستظل الجزيرة ومن يدعمها شركاء في تحمل إثمها

قناة الجزيرة كالدولة التي ترعاها، "فهذه العصا من تلكم العصية، وهل تلد الحية إلا الحية". وكما كنا بحاجة إلى أن "نقول" لقطر، فإننا بحاجة إلى أن نقول لقناة الجزيرة - وهي تمتلك فضاءها الواسع وأقمارها التي تكشف العالم وشبكة مراسليها التي تنتشر في كل الدول وكاميراتها التي ترصد الحدث وطابوراً طويلاً من المذيعين والمحللين والإعلامين والمطبلين - أن نقول لها منبهين ومذكرين بالميثاق الإعلامي: هناك مظاهرات في إيران!!

شبكة الحزيرة الإعلامية التي كانت دائمة مهووسة بالسبق الإعلامي هوساً يجنح بها إلى الخيال ويدفعها إلى اختراع أخبار تخدم أجندتها السياسية والفكرية، وربما يوقعها في أخطاء مهنية تضطر للاعتذار عنها مراراً وتكراراً، فاتها أن تكتشف أن هناك مظاهرات في إيران، لكنها بعد يومين من التأخر أو التخاذل الإعلامي عادت إلى قلب الحدث مرة أخرى لتنفرد في سبق صحفي وتنقل في اليوم الثالث خبر انطلاق مظاهرات مؤيدة للنظام الإيراني.

مهلا أيها المفكرون والإعلاميون الذين يحترمون أنفسهم... إننا نطلب منكم أن تحترموا عقول المشاهدين. ألم تكن الجزيرة هي من رددت ذات يوم من الأيام أنها اختارت أن تقف في صف الشعوب وحقها في التعبير عن رأيها، وأنها تنأى بنفسها عن أن تكون بوقاً للحكومات. ألا يستحق الشعب الإيراني أن تنقل الجزيرة خبراً عن ثورته أو مظاهراته حتى لو كانت في مستوى الوقفات المفبركة التي تنظمها هي بنفسها حول سفارات الإمارات في لندن ونيويورك.

فواحسرتاه على عواصم ومدن كانت الجزيرة سبباً في خرابها، وواحسرتاه على شعوب كانت الجزيرة سبباً في تشردها، ويا أسفي على أرواح أزهقت ودماء سفكت ستظل الجزيرة ومن يدعمها شركاء في تحمل إثمها.

لو قُدِّر للتاريخ أن يكتب عن قناة الجزيرة شيئاً، فسوف يكتب في تاريخها كتابا ًعنوانه "عشرون عاماً من الخديعة". ولو قُدِّر للميثاق الإعلامي أن يملك لساناً ينطق به لطلب أن تكون له قدم لكي يركل بها الجزيرة إلى مزبلة التاريخ.