مقاتلون في الحوثيين خلال تظاهرة.(أرشيف)
مقاتلون في الحوثيين خلال تظاهرة.(أرشيف)
الجمعة 12 يناير 2018 / 12:50

تقرير: الهزيمة مصير الحوثيين المحتوم

شدّد المستشار السياسي فهد ناظر على أنّ الحوثيين لا يستطيعون النجاة من العزلة التي يعانون منها. وكتب في صحيفة "ذي اراب نيوز" السعودية أنّ سنة 2017 كانت محورية بالنسبة إلى جهود المجتمع الدولي لضرب الإرهاب. فخلال العام الماضي، خسر داعش معظم الأراضي التي سيطر عليها بين سوريا والعراق منذ سنة 2014. وبتعبير آخر، خطا داعش خطوة كبيرة باتجاه مكانه الصحيح: مزبلة التاريخ.

الحوثيون لن يستطيعوا مواجهة هذه العزلة لفترة طويلة إذ إنّها مسألة وقت فقط قبل أن يخسروا جميع أراضيهم. وحين يصلون إلى هذه المرحلة لن يبقى لديهم الكثير من النفوذ على طاولة المفاوضات خلال محادثات ما بعد النزاع

بالاستناد إلى التطورات الأخيرة في المعارك اليمنية، يتساءل المرء ما إذا كانت السنة الحالية تحمل مصيراً مشابهاً للميليشيات الحوثية. مثل داعش، لم يجلب الحوثيون شيئاً باستثناء الموت والدمار والبؤس للشعوب التي حكموها. في وقت هنالك اختلاف مهم بين المجموعتين – على مستوى كون الحوثيين يمنيين وإمكانية ضمانهم مكاناً حول طاولة المفاوضات إذا تخلوا عن سلاحهم وانسحبوا من المناطق التي سيطروا عليها بالقوة – إلّا أنّ هنالك نقاط تشابه بارزة من ناحية أخرى.

هل يستخلصون الدروس؟

يؤكد ناظر أنّه من الحكمة استخلاص الحوثيين للدروس من مصير داعش ومجموعات إرهابية أخرى. وذكر أنّ عدداً من المسؤولين اليمنيين السابقين والحاليين، إضافة إلى محللين وصحافيين ومراقبي حقوق الإنسان، توصل إلى رؤية الحوثيين من خلال العدسة نفسها التي ينظرون بها إلى جماعات إرهابية دمرت اليمن بما فيها القاعدة في شبه الجزيرة العربية وداعش. فالحوثيون استولوا على سلطة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دولياً واستهدفوا مؤسسات مدنية مراراً واستخدموا الدواء والغذاء كأسلحة حرب وفرضوا حصاراً قاسياً على عدد من المناطق. وجندوا أيضاً الأطفال لمعاركهم كما استخدموا الألغام الأرضية بكثافة التي يميل الأطفال إلى الوقوع ضحية لها.

دعم ضعيف.. داخلياً وخارجياً

هذا الإرث هو العنصر الأساسي الذي جعل الدعم الذي يحصل عليه الحوثيون ضعيفاً خارج قاعدتهم في صعدة. بعد قتلهم لحليفهم السابق علي عبد الله صالح وجد الحوثيون أنفسهم من دون دعم أو حلفاء داخل اليمن، وقد عنى ذلك أنهم يقاتلون اليوم على عدة جبهات في البلاد. بعد قتلهم للرئيس اليمني السابق، انضمت كتيبتان كانتا مواليتين لصالح إلى التحالف العربي ضد الحوثيين على طول الساحل اليمني الغربي. وفي الوقت نفسه، دعم حزب الإصلاح التحالف من أجل فك الحصار عن مدينة تعز. إضافة إلى الدعم الداخلي الخفيف للحوثيين، فإنّ لدى هؤلاء دعماً ضعيفاً أيضاً على الصعيد الخارجي. إنّ الغالبية الساحقة من القوى في المجتمع الدولي تعترف بالرئيس هادي وحكومته على أنهما متمتعان بالشرعية. إيران هي الدولة الوحيدة التي دعمت الحوثيين سياسياً وعسكرياً في الوقت الذي ما زال الحوثيون يفرضون إرادتهم على سائر المجتمع اليمني.

تكتيكات من حزب الله أيضاً
وفيما أخذت هذه الميليشيات جزءاً من قواعد تصرف داعش والقاعدة في بعض النواحي، تبنوا أيضاً تكتيكات سيئة من مجموعة ميليشيوية أخرى: حزب الله. لقد بات موثقاً جداً إرسال الحزب مستشارين إلى اليمن لمساعدة الحوثيين على تقديم أجندتهم. ويساعد حزب الله الحوثيين أيضاً في حملاتهم الدعائية والإعلامية حيث يتمّ إنتاج معظم موادها من داخل معاقله في لبنان. من جهة ثانية، حاول مسؤولو الميليشيات الحوثية وخصوصاً عبد الملك الحوثي محاكاة النمط الخطابي غير المسؤول لأمين عام حزب الله حسن نصرالله. ويستغل الرجلان كل فرصة لإطلاق التهديدات ضد الدول المجاورة غير مباليين بأمن ورفاه شعبيهما.

مسألة وقت
يضيف ناظر أنّ الحوثيين لن يستطيعوا مواجهة هذه العزلة لفترة طويلة إذ إنّها مسألة وقت فقط قبل أن يخسروا جميع أراضيهم. وحين يصلون إلى هذه المرحلة لن يبقى لديهم الكثير من النفوذ على طاولة المفاوضات خلال محادثات ما بعد النزاع. سيكون من الحكمة التعلم من هزيمة التنظيمات الإرهابية مثل داعش. يجب عليهم تعلم أنّ العنف والتهديد وإذلال الناس الذين حكموهم لن تصبّ لصالحهم. عاجلاً أم آجلاً سيخسرون.