وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش (أرشيف)
وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش (أرشيف)
الأحد 14 يناير 2018 / 20:11

اختراق الأجواء

صراخ قطري جديد. وأراهن أنه لم يأتِ عبثاً، إذ ربما يراد منه أن يشعل الأزمة بدلاً من أن يمضي بها إلى طريق الحل. فالجارة تقدمت بشكوى إلى الأمم المتحدة تتهم الإمارات باختراق أجوائها، مدعية بأن مقاتلة إماراتية اخترقت مجالها الجوي في شهر ديسمبر(كانون الأول) من العام الماضي.

هل تأملت مندوبة قطر في الأمم المتحدة وهي تتحدث عن اختراق الأجواء والتعدي على السيادة في ما فعلته قطر لأكثر من عقدين من الزمن من التعدي على سيادة دول قريبة وبعيدة، ودعم لجماعات تسعى لتقويض أنظمة الحكم

هذا التصعيد لم يأت هذه المرة من قناة مفلسة أو حسابات مرتزقة، فهذا أمر يحدث يومياً، بل أتى من مندوبة قطر في الأمم المتحدة، شكوى مصحوبة بتهديد ووعيد!! والسؤال الذي ينبغي أن يسأله عقلاء القوم هناك عن سبب هذا التطور والتصعيد في الخطاب القطري. ولماذا الإمارات دائماً هي المستهدفة؟

ويبدو أن الحسابات القطرية كانت مرتبكة كالعادة. فبعد "أنصاف" الاعترافات بالتآمر الصريح والواضح على المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، وبعد "الاعتراف الكامل" بأن حسابات السياسة القطرية لم تكن دقيقة في الربيع العربي، وبعد سقوط مبادئ نصرة الشعوب وإسماع العالم صوت الثورة التي رفعت في الربيع العربي حين بزغ الربيع الإيراني، بعد هذا كله لم تجد السياسة القطرية مخرجاً أفضل من من الادعاء بأن: "الإمارات اخترقت أجواءنا".

المضحك في هذه الشكوى هو أنها تأخذ من المثل العربي "رمتني بدائها وانسلت". فهل تأملت مندوبة قطر في الأمم المتحدة وهي تتحدث عن اختراق الأجواء والتعدي على السيادة في ما فعلته قطر لأكثر من عقدين من الزمن من التعدي على سيادة دول قريبة وبعيدة، ودعم لجماعات تسعى لتقويض أنظمة الحكم.

موقف الإمارات مبدئي وواضح وصريح. أعلنه وزير الدولة للشؤون الخارجية، وسوف يقدم عليه الدليل والإثبات، بل سوف تمضي السياسة الإماراتية أبعد من ذلك، إذ ستصر على المحاسبة، فسور الإمارات ليس حائطاً مائلاً. وأجواؤها نقية لا تقبل الاختراق.