جايدا فرانسين، نائبة زعيم منظمة "بريطانيا أولاً"، اليمنية المتطرفة التي ألغي حسابها على تويتر أخيراً.(أرشيف)
جايدا فرانسين، نائبة زعيم منظمة "بريطانيا أولاً"، اليمنية المتطرفة التي ألغي حسابها على تويتر أخيراً.(أرشيف)
الإثنين 15 يناير 2018 / 12:19

ما الفرق بين بروباغندا داعش وخطاب النازيين الجدد على الانترنت؟

كتب جاكوب ديفي، باحث ومنسق مشروع لدى معهد الحوار الاستراتيجي، منظمة غير حكومية، مقرها لندن، تعمل على محاربة التطرف العنيف، عن الفارق بين بروباغندا النازيين الجدد، وتلك التي تبثها تنظيمات إسلامية متطرفة.

أصبحت استراتيجية داعش للترويج لإيديولوجيته عبر وسائط التواصل الاجتماعي من بين أهم سماته. ولكن النازيين الجدد أصبحوا أيضاً على دراية بسهولة الترويج لأفكارهم عبر النت

ففي نهاية العام الماضي، أثيرت ضجة حول عملية عرفت باسم "التطهير"، حيث تم إلغاء حسابات لمتطرفين على "تويتر"، بمن فيهم شخصيات بريطانية بارزة مثل جايدا فرانسين، نائبة زعيم منظمة "بريطانيا أولاً"، اليمنية المتطرفة. واتخذ "يوتيوب" إجراءً مماثلاً يقضي بحجب أي مضمون يحتوي على كراهية، ولكن ما زال هناك عدد من الحسابات التي تواصل بث أفكار تنظيمات متطرفة.

وقبل أكثر من عام، حُجب حساب منظمة "ناشونال أكشن" اليمينية المتطرفة، والتي احتفل أعضاؤها بمقتل النائبة عن حزب العمال جو كوكس. وكان ذلك أول إجراء يتخذ في بريطانيا تطبيقاً لقانون محاربة الإرهاب. ولكن، بعد مدة قصيرة، أعاد أعضاء ذلك التنظيم الظهور بمسميات وشعارات جديدة مثل "الفجر الاسكتلندي Scottish Dawn "، مقلدين حسابات منظمات إسلامية متطرفة. لكن سرعان ما تم حظر تلك الأسماء المستعارة.

هتلر مثالاً
 وقال ديفي في صحيفة "إندبندنت" البريطانية، إن تصريح المتحدث باسم تنظيم "ناشونال أكشن" "نازي يعتبر هتلر مثالاً له".
وقد دين، قبل أسبوع، خمسة رجال وامرأة لارتباطهم بالتنظيم، ولكونهم أعضاء في لجنة، وكانوا يحضرون لأعمال إرهابية.

ويرى ديفي أن تلك الاعتقالات هامة وتؤكد العمل على ملاحقة البنية التحتية للتنظيم الإرهابي، ولكنها ليست إلا جزءاً في الجهد المطلوب لمواجهة تلك الحركات. وعلاوة على العمل على إفشال خططهم، واستهداف أعضائهم النشطين، لا بد من بذل جهود أكبر للتصدي لوجودهم عبر الانترنت.

هدية
ولكن، بحسب ديفي، تمثل القدرة على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من أجل تجنيد أعضاء جدد بمثابة هدية قدمت إلى تنظيمات إرهابية. فقد أصبحت استراتيجية داعش للترويج لإيديولوجيته عبر وسائط التواصل الاجتماعي من بين أهم سماته. ولكن النازيين الجدد أصبحوا أيضاً على دراية بسهولة الترويج لأفكارهم عبر النت، وعملوا على استخدام الشبكة العنكبوتية، منذ بعض الوقت.

اختلاف
لكن، بحسب الكاتب، فيما تصعب متابعة ما تبثه مجموعات متطرفة مثل داعش، دون معرفة وثيقة بقنوات التواصل المشفرة التي يستخدمها إرهابيون ومتطرفون إسلاميون، لا يمكن قول الشيء نفسه عن منشورات متطرفة لأصحابها صلة باليمين المتطرف. فإن مجرد إجراء بحث بسيط على غوغل يكفي للوصول إلى مواقع مثل "الفجر الاسكتلندي"( Scottish Dawn ) وNS 131، وللاطلاع على صفحات تحتوي على بيانات خاصة بتلك التنظيمات، فضلاً عن بروباغندا تروج لإيديولوجياتهم السامة. وفيما لا يوجد موقع يحمل اسم ISIS.com ، يمكن بسهولة العثور على موقع Scottish Dawn، فضلاً عن توفر فيديوهات خاصة بالتنظيم على موقع يوتيوب.

منصات هامشية
ويشير ديفي لامتناع مواقع تواصل اجتماعي مشهورة مثل "تويتر" و"فيس بوك" عن نشر مواد يمينية متطرفة تبث الكراهية، ولكن في الوقت ذاته، يبدو أن عدداً من المنصات الهامشية باتت توفر ملاذاً لمتعاطفين مع تلك الأفكار.

وكثيراً ما تروج تلك المواقع لنفسها بأنها أدوات تفسح المحال للتعبير عن حرية الرأي، ولكن تلك المنصات توفر مساحة لبث خطاب يحث على العنف والكراهية.