مقاتلتان من قوات سوريا الديمقراطية على مشارف الرقة.(أرشيف)
مقاتلتان من قوات سوريا الديمقراطية على مشارف الرقة.(أرشيف)
الثلاثاء 16 يناير 2018 / 12:49

العلاقات التركية-الأمريكية في سوريا بين التهديدات وعروض التعاون

24- زياد الأشقر

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد إنه "على رغم كل شيء، نعتقد أن لدينا مصالح مشتركة مع الولايات المتحدة في المنطقة ونأمل في أن نعمل سوياً، لأن هذا هو الوقت المناسب لتأهيل التعاون الاستراتيجي بيننا ودعم تركيا.. وآمل في الوقت ذاته أن لا يرتكب حلفاؤنا خطأ الوقوف في صف المنظمة الإرهابية خلال عملية عفرين".

دعوة أردوغان للولايات المتحدة يمكن أن تشكل فرصة جديدة لتعاون جديد ضد الإرهاب من دون إلحاق الأذى بتحالفهما

ولفت الكاتب مراد يتكين في مقاله في صحيفة "حريت" إلى أن أردوغان أدلى بهذه التعليقات في الخطاب نفسه الذي قال فيه إن تركيا قد تبدأ في الأيام المقبلة عملية عسكرية جديدة ضد معاقل حزب العمال الكردستاني في عفرين ومحيطها في شمال غرب سوريا القريبة من الحدود التركية.

التعاون مع وحدات حماية الشعب
وفي الساعات الأولى من 14 يناير (كانون الثاني)، بدأ الجيش التركي في قصف وحدات حزب العمال الكردستاني في المنطقة، المعروفة بغاباتها الجبلية التي تتداخل مع الحدود التركية. ونقل عن أردوغان أيضاً: "الآن، أعاد الأمريكيون تسميتهم بقوات سوريا الديمقراطية.. لن نقبل بذلك. هل تريدون أن تخدوعنا من طريق تغيير أسمائهم؟ أقول بوضوح للغرب إن التعاون مع منظمات إرهابية لمقاتلة منظمات إرهابية أخرى يضر بعلاقاتنا". وكان أردوغان يشير إلى التعاون الأمريكي مع وحدات حماية الشعب الكردية، التي تشكل امتداداً لحزب العمال الكردستاني، والتي كانت العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية في القتال ضد داعش.

مقاربة صحيحة ولكن

واستعادت قوات التحالف الغربي الرقة من داعش بواسطة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، لكن من غير المرجح ان تضع واشنطن حداً لتعاونها مع مجموعة منبثقة عن حزب العمال الكردستاني وفق ما كانت وعدت تركيا حليفتهم في حلف شمال الأطلسي، والتي يشن عليها حزب العمال الكردستاني هجمات قاتلة منذ ثلاثة عقود. وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أخيراً إن الولايات المتحدة لا تريد أن تفسح في المجال أمام بروز نسخة جديدة من داعش. صحيح أن هذه مقاربة سليمة بالمبدأ باستثناء حقيقة أن أنقرة تقرأ ذلك على أنه إشارة مقلقة ولا سيما تمديد التعاون مع التنظيمات المنبثقة عن حزب العمال الكردستاني، مما يعني مزيداً من الصعوبات أمام تركيا لمقاتلة الحزب في الداخل. وفعلياً، فإن حزب العمال الكردستاني هو منظمة مصنفة على لائحة الإرهاب في الولايات المتحدة أيضاً.

فرصة جديدة
واعتبر يتكين أن دعوة أردوغان للولايات المتحدة يمكن أن تشكل فرصة جديدة لتعاون جديد ضد الإرهاب من دون إلحاق الأذى بتحالفهما. ومن غير الواقعي توقع تعاون عسكري بين تركيا في سوريا من دون إبلاغ روسيا أو السعي لنيل موافقتها. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإردوغان في اتصال هاتفي الأسبوع الماضي، إنه لا يعتبر تركيا مسؤولة عن طائرات الدرون التي هاجمت القاعدتين الروسيتين في سوريا على رغم أن هذه الطائرات انطلقت من منطقة تسيطر عليها تركيا حول إدلب، التي هي قريبة أيضاً من الحدود التركية.

مشهد معقّد

وأشار إلى أن السلطات التركية تدرس أيضاً احتمال أن تنقل التنظيمات المنبثقة عن حزب العمال الكردستاني تحالفها مع الولايات المتحدة إلى سوريا، الراعي الأصلي لهذه التنظيمات. لكن تركيا وروسيا قد دخلتا في تعاون اقتصادي وثيق أيضاً، مما سيزيد من تعقيد المشهد.