الأربعاء 17 يناير 2018 / 09:02

تكريس العزلة القطرية أمر مطلوب

سامي الريامي- الإمارات اليوم

الإعلام المدفوع له من قطر يتعامل مع الرأي العام العربي وكأنه المصدر الوحيد للأخبار، وتالياً فهو يمارس الكذب المستمر، ويقلب الحقائق، ويجتزئ من الأخبار ما يناسب توجهاته الخبيثة، وهذا أسلوب قديم جداً، يرجع إلى نهاية حقبة الستينات، عندما كانت وسائل الإعلام محدودة، وتوجهها الحكومات، للتعتيم على شعوبها، فتبث ما تشاء وتحجب ما تشاء!

الغريب أن فطاحلة الإعلام، الذين تدفع لهم الدوحة المليارات، يعتقدون أن هذا الأسلوب مجدٍ، وأن القارئ والمشاهد العربي غير مطلعين، وغير مثقفين، ولا يمكنهما اكتشاف الحقيقة، كما يعتقدون أن الفضاء الإلكتروني لهم وحدهم، وأن الحقيقة لن تصل إلى الناس أبداً، عبر مئات القنوات الأخرى، النزيهة، وذات الصدقية، وعبر الإعلام الموثوق، ومئات الآلاف من المواقع الإخبارية الرسمية المعتمدة في العالم!

ممارسة الكذب والتحريف القطري يطالان حتى البيانات الرسمية التي تصدر من مسؤولين دوليين، أو حكوميين، حدث ذلك مراراً وتكراراً، ومنه تزييف التصريحات المنسوبة إلى القيادة الأميركية المركزية في قاعدة العديد، فرغم أن التصريح كان "عدم رصد القيادة لأي عملية اعتراض، لكونها لا ترصد كافة التحركات أصلاً"، ورغم وضوح المقصود من التصريح، وعدم نفيه لواقعة اعتراض المقاتلات القطرية للطائرات المدنية الإماراتية، إلا أن قطر حاولت استغلال هذا الموضوع بشكل غير مهني لقلب الحقائق، ونشرت من التصريح جزءاً واقتطعت منه بقية الأجزاء!

قطر تواصل الكذب على الأرض، وتواصل استهتارها بالقانون الدولي في الجو، من خلال ممارستها التي تهدد الأمن والسلم الإقليميين، دون أي اعتبار للقوانين الدولية، وهي باعتراضها طائرتي "الإمارات" و"الاتحاد"، فإنها تتعمد تهديد أمن وسلامة الطائرات المدنية، وهذا تطور خطر، لا يمكن السكوت عنه، لما ينطوي عليه من تهديد للمدنيين، والتأثير في حركة الملاحة الجوية بالمنطقة، ويؤكد سلوكها العدواني المتصاعد والمتطور، من التصعيد الإعلامي الرديء إلى تعريض أرواح الأبرياء للخطر، وهو تصعيد أخطر بكثير من ممارسة التزييف والكذب والإساءة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل المملوءة بالمرتزقة والمأجورين!

الاستفزاز القطري الجديد، وتهديد ركاب طائرات مدنية، هو ليس اعتداءً على طائرات دولة الإمارات وحدها، بل هو اعتداء وتطاول على المجتمع الدولي بأسره، فركاب الطائرتين مواطنون ينتمون إلى مختلف جنسيات دول العالم، وهو تهديد للأمن والسلام الإقليميين، كما أنه خرقٌ واضح وصريح لاتفاقية شيكاغو للطيران المدني الدولي لسنة 1944 وملحقاتها، التي تضمن سلامة وأمن الطيران وكفاءته، واستدامة الطيران المدني الدولي!

النظام القطري يعاني عزلة شديدة، وافتعال مثل هذه الأزمات محاولات يائسة للهروب إلى الأمام، بعد أن ضعف موقف الدوحة، كما أنها محاولات لجذب الاهتمام، وإعادة القضية إلى الواجهة مرة أخرى، بعد أن رأت دول المقاطعة تجاوزها، والتفتت إلى موضوعات وقضايا وملفات أهم بكثير من الملف القطري، لذلك فإن الحل الأمثل هو استمرار وتكريس عزل هذا الكيان الشاذ عن منظومة دول مجلس التعاون، مع عدم التفريط في اتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة بإيقاف هذا النظام عند حده!