مسعفون ينقلون جرحى بعد هجوم نسب إلى حركة الشباب في مقديشو.(أرشيف)
مسعفون ينقلون جرحى بعد هجوم نسب إلى حركة الشباب في مقديشو.(أرشيف)
الخميس 18 يناير 2018 / 15:06

تعليق المساعدات الأمريكية ليس كفيلاً بحماية الصومال

في نهاية العام الماضي، قررت الحكومة الأمريكية تعليق مساعدتها العسكرية إلى الجيش الوطني الصومالي، حتى إظهار الحكومة الفيدرالية في مقديشو مستوى أفضل من المساءلة وتحسين أداء قواتها.

يستثمر الشباب الانقسامات القبلية، حيث يصطف مع العشائر الأضعف ويوفر لهم الحماية والموارد اللازمة

لكن عند إجرائها بحثاً حول الوضع في الصومال، توصلت فاندا براون، كاتبة مساهمة في تحرير موقع "ذا هيل"، إلى خلاصة تفيد أنه، حتى مع زيادة عدد الضربات الجوية ضد تنظيم الشباب الجهادي، تبقى السياسة الأمريكية حيال الصومال غير مجدية.

الإدارة الداخلية
وبرأي براون، من أجل الحد من التهديدات الإرهابية، وتعزيز الاستقرار في الصومال، لا بد للولايات المتحدة من التراجع عن قرارها. في هذا السياق، تشير الكاتبة إلى وجوب تركيز واشنطن على الإدارة الداخلية وبناء الدولة في الصومال، والتركيز على توسيع إطار المساءلة في الحكومة الفيدرالية والدوائر الحكومية، وإشراك مواطنيها في صنع القرار السياسي، وإلا فإن تنظيم الشباب الوحشي، أو أمثاله، سوف يواصلون عملياتهم الإرهابية هناك.

250 مليون دولار للأمن
وتشير الكاتبة إلى تلقي الصومال، في عام 2016، حوالي 250 مليون دولار من المجتمع الدولي لصالح قطاعها الأمني، بعد سنوات من تلقيها مساهمات مماثلة. لكن ما زال الجيش الصومالي عاجزاً حتى عن المشاركة في دوريات مشتركة تجريها قوات بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال ( أميسوم)، ناهيك عن التمسك بمناطق بعد تحريرها من تنظيم الشباب.

فساد وسرقات
وبحسب الكاتبة، بسبب السرقات والفساد، لا تدفع رواتب الجنود بانتظام، وذلك بالرغم من نجاح الرئيس الصومالي الحالي محمد عبد اللاجي" فارماجو" محمد في تقليص مدة المستحقات المتأخرة من ستة أشهر إلى شهرين. وكما هو الحال في عدد من ملامح الحياة الاجتماعية والسياسية الصومالية، غالباً ما يكون ولاء الجنود للعشائر المتناحرة، لا للدولة.

وتقول براون إن القوات الوطنية الصومالية لم تقاتل الشباب، كما هو حال قوة آميسوم بعديدها المكون من 22 ألف جندي، والمتمركزين داخل تحصيناتهم الثابتة، منذ أكثر من عامين.

ملء فراغ
وعلاوة عليه، عندما تنسحب آميسوم من بعض المناطق، كما جرى في عام 2017، فإنه غالباً ما تتدهور الأوضاع الأمنية، حيث يملأ عادة تنظيم الشباب الفراغ. من ثم يتفاقم الوضع الأمني عندما يبدأ الشباب بالانتقام من كل من يتعاون مع آميسوم، أو الحكومة الصومالية.

ورغم أنه بات أضعف مما كان عليه في عام 2012، ما يزال الشباب يسيطر على مناطق واسعة، ويشن هجمات بانتظام عبر أنحاء عدة في البلاد، بما فيها العاصمة مقديشو، مما أوقع أعداداً كبيرة من الضحايا في صفوف المدنيين وقوات الأمن والجيش الصومالي.

مكاسب خاصة

وفي الوقت نفسه، لا تزال عمليات سياسية تجرى ضمن مؤسسات عامة داخل جيوب العشائر المتنفذة. ولكن غالباً ما تنطوي ممارسات زعماء تلك العشائر على تمييز ضد منافسيهم وتقديمهم المصالح الضيقة، واغتصاب الموارد العامة لتحقيق مكاسب خاصة.

كما يستثمر الشباب الانقسامات القبلية، حيث يصطف مع العشائر الأضعف ويوفر لهم الحماية والموارد اللازمة. ولكن، بحسب الكاتبة، كي تنجح الولايات المتحدة في إضعاف تنظيم الشباب، لا بد لواشنطن من تشجيع الحكومة في مقديشو على أن تصبح محل مساءلة من مواطنيها، وأن توفر لهم الخدمات الأساسية، وأن تقلل من التمييز بين العشائر، مع الامتناع عن استبعاد عشائر الأقليات.