دبابات تركية على الحدود الجنوبية المحاذية لسوريا (رويترز)
دبابات تركية على الحدود الجنوبية المحاذية لسوريا (رويترز)
الجمعة 19 يناير 2018 / 01:53

تركيا: جهود لإقناع روسيا وإيران بالحملة على عفرين السورية

أرسلت تركيا قائد الجيش إلى موسكو أمس الخميس للحصول على موافقة روسية على حملة جوية ضد عفرين السورية التي يسيطر عليها الأكراد، وذلك رغم تحذير دمشق من أنها قد تسقط أي طائرات تركية تدخل أجواءها.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن زيارة رئيس الأركان خلوصي آكار إلى موسكو تأتي في إطار مشاورات مع روسيا وإيران، الداعمين الرئيسيين للرئيس السوري بشار الأسد، للسماح لطائرات تركية بالمشاركة في حملة عفرين.

والرحلة هي أقوى مؤشر حتى الآن على نية تركيا العمل العسكري المباشر في أراضٍ تسيطر عليها فصائل كردية، الأمر الذي سيفتح على الأرجح جبهة جديدة في الحرب الأهلية السورية.

ويعني ذلك مواجهة الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة في وقت تقترب فيه العلاقات بين أنقرة وواشنطن من الانهيار.

وحثت وزارة الخارجية الأمريكية تركيا أمس الخميس، على تلافي العمل العسكري في عفرين ومواصلة التركيز على محاربة داعش.

وقال تشاووش أوغلو لمحطة سي.إن.إن ترك: "سنتدخل في عفرين" مضيفاً أنه لا يتوقع معارضة روسيا لعمليات هناك.

وتابع يقول: "نُجري مباحثات مع الروس وإيران حول استخدام المجال الجوي".

وزادت تركيا في الأسبوع الماضي تهديداتها بتحرك عسكري في عفرين، رداً على خطط أمريكية لتشكيل قوة من 30 ألف فرد لحماية المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في منطقة كبيرة إلى الشرق من عفرين.

ووثقت واشنطن تحالفها مع أكراد سوريا الذين أصبحوا وكلاءها الرئيسيين على الأرض في الحرب ضد داعش في العامين الماضيين.

وأثار ذلك غضب أنقرة التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية السورية، امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي يخوض تمرداً ضد الحكومة التركية منذ عقود.

ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان القوة الحدودية المزمعة على حدودها بـ "جيش إرهابي" وتعهد "بإجهاضها قبل ولادتها".

وباتت المسألة واحدةً من قضايا عدة أثرت على العلاقات بين الولايات المتحدة وحليفتها في حلف شمال الأطلسي.

والعلاقات بين البلدين متوترة أصلاً، بسبب رفض واشنطن طلب تسليم رجل الدين التركي المقيم بالولايات المتحدة فتح الله غولن إلى تركيا التي تتهمه بتدبير محاولة الانقلاب في 2016، ومحاكمة مصرفي تركي في أمريكا بتهمة التحايل على العقوبات الأمريكية على إيران التي شهدت في جلساتها التطرق إلى أسماء مسؤولين أتراك كبار.

وفي الأيام القليلة الماضية، نشرت تركيا دبابات قرب الحدود مع سوريا في الجهة المقابلة لعفرين، وقال إردوغان إن الجيش التركي قصف القوات الكردية هناك.

ومنذ نشوب الحرب السورية قبل سبعة أعوام ظلت تركيا من أقوى معارضي الأسد وانضمت للولايات المتحدة في تأييد المعارضة التي تقاتل للإطاحة به، لكنها تعاونت في الآونة الأخيرة مع إيران، وروسيا داعمي الأسد الرئيسيين، للحد من القتال بين القوات الحكومية والمعارضة، ووصفت الأكراد بأنهم أكبر تهديد لها.

وقال وزير الخارجية التركي إن آكار سيتحادث في موسكو مع قائد القوات المسلحة الروسي لبحث قضايا عفرين وإدلب و"مستقبل سوريا".

وقال الوزير إن تركيا في حاجة لأن تأخذ في الحسبان وجود بعض المراقبين الروس في عفرين.

وأوضح قائلاً في هذا الصدد: "عندما ننفذ تدخلاً نحتاج للتنسيق في هذا الشأن ولا ينبغي أن يؤثر ذلك على المراقبين الروس".

وأوضح وزير الخارجية أن تركيا تعرضت يومياً إلى هجمات من عفرين، مضيفاً أن المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا تعرضت أيضاً لهجمات.

وقال: "ردنا على هذا هو حقنا الشرعي في الرد بالمثل وقد أبلغنا الولايات المتحدة بذلك" مضيفاً أن تركيا غير راضية عن مساعي الولايات المتحدة لتهدئة مخاوفها بسبب دعمها للقوة الحدودية المزمعة.

وكان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قال إنه اجتمع مع نظيره التركي لتوضيح الأمر وأضاف أن الموقف "أسيء طرحه وأسيء تفسيره. وكان كلام البعض غير دقيق".

وقال الوزير التركي: "عبرنا عن انزعاجنا في الاجتماعات مع وزيري الدفاع والخارجية... لكن تصريحات الولايات المتحدة لا ترضينا بشكل كامل".

وأضاف قائلاً: "شكنا في الولايات المتحدة لا يزال قائماً".