تعزيزات عسكرية تركية على الحدود السورية.(أرشيف)
تعزيزات عسكرية تركية على الحدود السورية.(أرشيف)
الجمعة 19 يناير 2018 / 13:38

ما هي خطة أردوغان لعفرين؟

24- زياد الأشقر

عن أهمية مدينة عفرين التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، كتب يوسف كانلي في موقع صحيفة "حريت" التركية، أن أنقرة تستعرض عضلاتها، وتعزز انتشارها العسكري على الحدود مع سوريا، وترفع خطابها السياسي، وكذلك ديبلوماسية القنوات الخلفية. وفي الوقت ذاته، وزعت صحيفة موالية للحكومة فيلماً يشيطن الولايات المتحدة واصفاً إياها بأنها "الوغد العالمي الجديد"، الأمر الذي يعكس توجهاً الى تصعيد حملة العداء مع الولايات المتحدة.

تركيا لن تسمح للمجموعات الكردية السورية أو لحزب العمال بالسيطرة على حدودها مع سوريا

ويتساءل الكاتب: لماذا؟ إن التنديد بإسرائيل ساعد النخبة الحاكمة لبعض الوقت، لكن تركيا دفعت ثمناً باهظاً في المقابل. وإذ كان الحصاد الأولي للمواجهة مع روسيا جيداً، ألم تكن مؤلمة حقاً الاستدارة من أجل تحقيق نصف تطبيع في العلاقات؟ ومع ألمانيا وهولندا والكثير من دول الاتحاد الأوروبي ومؤسساته، اتخذت تركيا مسار الأزمات لوقت طويل. ولا أحد يعرف كيف ستخرج من هذا الوضع.

محاولة الانقلاب  
ورأى كانلي أنه من خلال التقارير الوافرة ورسائل ما بين السطور الواردة في التصريحات أو التقارير الإعلامية، يجب أن لا يكون خافياً على أحد أن الرئيس رجب طيب إردوغان يعتقد بحزم أن العقل المدبر لانقلاب يوليو (تموز) 2015 هي الولايات المتحدة أو بعض المؤسسات الأمريكية العامة. ومع بقاء فتح الله غولن لاجئاً في بنسلفانيا، وكذلك قضية انتهاك العقوبات على إيران، تعتبر تركيا "وجود كل عنصر الحملة العدائية المنظمة" ضدها.

تهديد لتركيا
وأشار الكاتب إلى أن بقاء مدينة عفرين السورية الحدودية تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبر امتداداً لعصابة حزب العمال الكردستاني الإنفصالي، يشكل تهديداً كبيراً لتركيا لأسباب أخرى مهمة جداً. وفي مقدمة هذه الأسباب، أن عفرين هي نقطة مرور الدعم اللوجيستي الذي يتلقاه حزب العمال الكردستاني، وفضلاً عن ذلك، فقد تحولت هذه المنطقة إلى أرض تدريب لهذه العصابة. وألم يكن مثيراً للاهتمام معرفة أن الذخائر وأنظمة الأسلحة التي استولت عليها تركيا خلال عملياتها، هي من صنع أمريكي أو روسي؟ وهل هو أمر تافه أن يكون حزب العمال الكردستاني قد حصل على هذه الأسلحة عبر عفرين؟

جيش قوي
وأكد كانلي أن تركيا لن تسمح للمجموعات الكردية السورية أو لحزب العمال بالسيطرة على حدودها مع سوريا. وفي الوقت الحاضر، يسيطر الأكراد السوريون على نحو 65 % من الحدود السورية-التركية. وإذا ما أُنشئ جيش قوي من 30 ألف عنصر بدعم أمريكي وتم تعزيز وحدات حماية الشعب الكردي، فإن تركيا يمكن أن تواجه تهديداً وجودياً أخطر.

تهديد أمني مباشر
وحذر الكاتب الصحافي من أن مثل هذا التطور من شأنه أن يعرض للخطر الوحدة القومية للأراضي التركية. ومع وجود حزب العمال الكردستاني في عفرين من كيليس إلى هاتاي، فإن منطقة واسعة من تركيا ستكون تحت تهديد أمني مباشر. وبناء عليه، سيكون من الصعب وضع حد لتسللات حزب العمال الكردستاني. والأسوأ من ذلك، فإنه مع استمرار الوضع على ما هو عليه، فإن هذه العصابة سيكون لها ممر إلى البحر، وتوافر قدرات لوجستية مباشرة. وفضلاً عن ذلك، فإن إنشاء قوة من 30 ألف عنصر لن يشكل تهديداً فقط لسوريا وإنما لآمال خروج سوريا من فوضاها الحالية وأراضيها موحدة.