مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.(أرشيف)
مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.(أرشيف)
الأحد 21 يناير 2018 / 20:23

أيام صعبة في حياة زايد

من درس سيرة الشيخ زايد يعلم علم اليقين أن حياته لم تكن رخاء لا كدر فيه، أو راحة لا تعب فيها. فما شهده الشيخ زايد من أيام عصيبة يزلزل الجبال ويهدُّ قامات الرجال

في تلك الليلة التي ولد فيها الشيخ زايد – أو بعدها – وقف الشيخ سلطان بن زايد الكبير أمام القصر الشرقي الذي شاده في العين، وخط أبياتاً على بابه موثقاً هذه اللحظة التي قل أن يجود الزمان بمثلها. كتب:
لاح نجم السَّعد في باب العلا *** مجده باقٍ على طُول المعاند
أشرق التاريخ باليوم السعيد *** شاد قصر الملك سلطان بن زايد

ومن تلك الليلة التي أشرق فيها نجم السعد إلى هذه الليلة، سيبقى المجد الذي بناه وساسه زايد مجداً باقياً رغماً عن المتآمرين، ورغماً عن المعاندين.

من درس سيرة الشيخ زايد يعلم علم اليقين أن حياته لم تكن رخاءً لا كدر فيه، أو راحة لا تعب فيها. فما شهده الشيخ زايد من أيام عصيبة يزلزل الجبال ويهدُّ قامات الرجال.

سوف أتجاوز الحديث عن مرحلة حكمه للعين وما لقي من صعوبات داخلية وخارجية، وسوف أتجاوز مرحلة تأسيس الاتحاد وما فيها من مشقة وتعب جسدي ونفسي. لأتوقف عند مفاصل مهمة في حياة زعيم الأمة لا يتحدث عنها الناس كثيراً، لأني أرى فيها قرباً وشبهاً من الفترة المعاصرة.

من يذكر حادثة اختطاف الطائرة اليابانية في دبي عام 1973، لا بد أنه سيتذكر صورة الشيخ زايد وهو في غرفة المراقبة في مطار دبي متحدثا مع مسؤولي الشركة اليابانية. أما من رافق الشيخ زايد في تلك اللحظات فيروي عن سموه أنه رحمه الله لم ينم دقيقة واحدة في تلك الأيام.

وهذا أمر لا يُذكر إذا ما قورن بحاله رحمه الله بعد عشر سنوات من تلك الواقعة حين وصله خبر تفجير طائرة تابعة لطيران الخليج في أجواء الإمارات قادمة من كراتشي إلى أبوظبي، ومقتل جميع ركابها في عمل من تدبير "المناضل" أبو نضال. إذ أن الشيخ زايد في تلك الليلة لم يحضر حتى لقاء العشاء الرسمي مع ملك المغرب الراحل الحسن الثاني، وظهر في اليوم التالي في قمة التأثر والحزن.

ناهيك عن أيام عصيبة فقد فيها رجاله المقربين كوزير الدولة للشؤون الخارجية سيف بن غباش الذي اغتالته رصاصات غادرة في مطار أبوظبي وكذلك سفير الدولة في باريس خليفة المبارك، وقائمة مباركة من أبناء الوطن الذين أعدهم الشيخ زايد ليكونوا رجاله في البناء فاغتالتهم يد الغدر.

لم تغير هذه الأحداث من فكر الشيخ زايد، ولم تفت من عضده، بل واصل مسيرة البناء والوحدة.

أبناء الإمارات اليوم لا يستنكفون أن يتذكروا هذه المواقف، وهم يعلمون أن ما تدفعه الإمارات من ثمن كبير للأمة يتمثل في شهدائنا في اليمن، وفي الكراهية والبهتان التي يرمينا بها الأشقاء العرب، كل هذا ضريبة المجد والسؤدد.