دبابات تركية تقصف عفرين.(أرشيف)
دبابات تركية تقصف عفرين.(أرشيف)
الإثنين 22 يناير 2018 / 12:15

عفرين.. مغامرة جديدة خارجية لأردوغان لكسب دعم داخلي

24- زياد الأشقر

على رغم التحذيرات الأمريكية، أعلنت وزارة الدفاع التركية بدء عملية عفرين التي تهدد المنطقة التي تعاني أصلاً تشرذماً بسبب الحرب التي مضى عليها سبعة أعوام.

هذه معركة غبية يورط بعض المعارضين السوريين أنفسهم فيها. وبصرف النظر أن لا مصلحة للمعارضة في هذا القتال، فإنها تسبب الضرر لما تبقى من قضيتها

وتقول تركيا إن الميليشيات الكردية في سوريا هي جزء من منظمة إرهابية تهدد أمنها، وتبذل جهوداً كي تحصل على تأييد للتدخل ضد هذه الميليشيات. وهي تشكو منذ أشهر من الدعم الأمريكي للأكراد السوريين. وتسيطر على عفرين وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبر امتداداً لحزب العمال الكردستاني التركي الذي يخوض تمرداً منذ ثلاثة عقود ضد الدولة التركية.

السياسة المحلية لتركيا

ونقلت كارلوتا غول وآني بارنارد في صحيفة "نيويورك تايمز" عن الأستاذ المشارك في العلاقات الدولية بجامعة قدير هاس في إسطنبول أحمد هان، أن العملية التركية "لها علاقة بالسياسة المحلية". واعتبر أن التهديد الكردي يشكل قلقاً أمنياً حقيقياً، لكن الحكومة تعمل أيضاً على تأمين دعم قومي لها في الداخل.

وفي المقابل، تطرقت الكاتبتان إلى الاعتراض الأمريكي على العملية، وأوردتا ما قالته الناطقة باسم وزارة الخارجية هيثر نويرت من أن القتال ضد ما تبقى من فلول داعش، هو الأولوية في سوريا. وفي إجراء منفصل، تساعد الحكومة الأمريكية في تشكيل قوة حدودية يقودها الأكراد لحماية المناطق التي تمت استعادتها من داعش. واعترضت تركيا بقوة على انشاء مثل هذه القوة، قائلة إن هذه الخطوة ستسفر عن تمركز ألاف من المقاتلين الأكراد على حدود سوريا مع تركيا.

ضوء أخضر روسي؟
ونسبت الصحافيتان إلى محللين أتراك أنه لولا الضوء الأخضر الروسي، لما كانت العملية التركية ممكنة. ولكن قال الأستاذ المحاضر في العلاقات التركية-الروسية بجامعة موسكو كريم هاس يقول إن "ثمة صورة من المصالح المتضاربة بين تركيا وروسيا، وروسيا غير راغبة في التورط بقتال عمره مئة عام مع الأكراد، وأنه من الممكن أن لا يساعد الروس القوات التركية إذا ما واجهت مشاكل في عفرين.

وذكّرت الكاتبتان بسلسلة من التوغلات التركية في سوريا. ففي أغسطس (آب) 2016، خاضت القوات التركية قتالاً ضد داعش لمدة أسابيع من أجل السيطرة على مدينة الباب في شمال سوريا، بدعم أساسي من سلاح الجو الروسي. وفي الأيام الأخيرة، اتخذ المقاتلون والمدنيون الأكراد موقفاً متحدياً. إذ نظمت تظاهرات في عفرين ضد الهجوم التركي. ونشر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري في موقعه الالكتروني، صوراً لتظاهرات تلوح بعلم وحدات حماية الشعب الكردية. وفي مدينة منبج، التي هددت الحكومة التركية باجتياحها بعد عفرين، قال مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، إنهم يحصنون مواقعهم استعداداً للقتال.

قرار خاطئ
أما موقف الناشطين المؤيدين للمعارضة السورية، فقد اتخذوا موقفاً حذراً واعتبروا أن عملية عفرين بمثابة قرار خاطئ. وقال المحلل السوري حسن حسن على تويتر: "إن هذه معركة غبية يورط بعض المعارضين السوريين أنفسهم فيها. وبصرف النظر أن لا مصلحة للمعارضة في هذا القتال، فإنها تسبب الضرر لما تبقى من قضيتها".