الثلاثاء 23 يناير 2018 / 08:41

الأغلى

خالد عبدالله تريم- الخليج

حريق الفجر في بيت الصريدي في الفجيرة، أحرق قلوب الإماراتيين جميعاً ووصل إلى كل بيت، وشعر كل أب أن الأطفال السبعة أطفاله، وفاضت دموع الأمهات في مختلف إمارات الدولة، وكأنهن الثكالى الفاقدات.

يوم أمس، أكد شعب الإمارات، في صوت واحد، مع قيادة الإمارات، أن "البيت متوحد"، تماماً كما غرس القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكما نهج الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وتماماً كما يرد في بيان وبنيان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وأخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

البيت الإماراتي واحد ومتوحد، والاقتباس من محمد بن زايد، ومن قول مضيء يجد تمثلاته واقعاً شامخاً في الواقع. البيان في هذا المقام يطاول البنيان، حيث الإنسان هو الأغلى، وحيث فجيعة بيت الصريدي في ضدنا في الفجيرة هي فجيعة بيت الإمارات، ولئن حضرت المشاعر الدافئة الدفاقة إزاء تفاصيل حادث الحريق، الذي أودى بسبعة أطفال مواطنين من عائلة واحدة، بل من أب واحد وأم واحدة، فإن العلم والعمل يحضران أيضاً نحو مواجهة كل طارئ مماثل أو مشابه مستقبلاً، عبر التدخل الحكومي المبادر والعاجل، متمثلاً في أمر محمد بن راشد، بربط منازل المواطنين بالدفاع المدني، وتحمل الحكومة تكلفة من لا يستطيع، تأسيساً لمزيد من الثقة والوعي، فليست إلا حكومة التمكين، وليست إلا قيادة القوة مطوقة بالمحبة واليقين.

شوق وخليفة وأحمد وعلي وشيخة وسارة وسمية، ليسوا أولاد سعيد الصريدي وحده، هكذا قالت قيادة الإمارات وهكذا تكلم الشعب، وقال محمد بن راشد: "المواطن أغلى ما نملك، وحياته حياة للوطن"، وفيما توجه محمد بن زايد بأصدق وأعمق الكلمات لذوي الضحايا، غمرت شعب الإمارات من أقصاه إلى أقصاه، المشاعر الغامرة نفسها، في مشهد معبر عن الحقيقة التي صنعها زايد الخير، فأصبحت أمثولة نادرة من التلاحم والانتماء والوفاء. الأغلى هي دولة الإمارات التي تنظر إلى الإنسان، في مطلق المعنى، باعتباره الأغلى، والأغلى هي دولة الإمارات التي تكرم الكرماء، وتكرم كل مخلص بما يستحق، والشاهد هنا محيي الدين، العامل الهندي، الذي أبى الأبي محمد بن زايد إلا أن يودّعه، بعد خدمة أربعين عاماً في ديون ولي العهد، بكل ما تكتنزه دولة الإمارات من أخلاق وحضارة وذوق.

الأغلى هو الوطن، والأغلى إنسان الوطن، الأغلى دولة الإمارات العربية المتحدة، والأغلى شوق وخليفة وأحمد وعلي وشيخة وسارة وسمية، الذين هم ليسوا أولاد سعيد الصريدي وحده.
الأغلى أطفال الإمارات عنوان مستقبلها. الأغلى شباب الإمارات الذين أثبتوا جدارتهم من التعليم إلى الوظيفة، ومن العطاء إلى التضحية بالروح، نحو المحافظة على المبادئ والقيم والأوطان والمقدسات.

الأغلى غرس زايد ونهج خليفة، والأغلى إنسان الإمارات، المنتمي لماضيه وحاضره وطموحه والمستقبل.