(أرشيف)
(أرشيف)
الثلاثاء 23 يناير 2018 / 11:19

انتشال قطر.. الاعتراف بالخطأ أولاً

المدينة السعودية - سلطان عبدالعزيز العنقري

سأتحدث في مقال اليوم من وجهة نظر نفسية بحتة، بحكم التخصص، بعيداً عن السياسة وألاعيبها، والتي أدخلت دول العالم في متاهات ودهاليز لا نهاية لها، وجعلتها تصرف أموالاً طائلة في التكتل السياسي والاقتصادي والإعلامي وغيره، وكذلك التكتل المضاد والذي جعل فئة من المنتفعين والانتهازيين يستغلون الفرصة لنهب ثروات الآخرين وخداعهم بالاصطفاف لجانب هذا التكتل تارة وذاك التكتل تارة أخرى.

ولنتحدث عن الجانب النفسي عن الأزمة بين قطر ودول المقاطعة، فحكام قطر نشبههم بذلك المدمن على شيء لا يمكن الانفكاك والتخلص منه إلا بتكاتف الجميع ونقصد هنا عائلتنا الخليجية وأسرتنا الخليجية الواحدة وإلا فإننا سنشهد انتكاسة لهذا المدمن على عادته التي أدمن عليها تصل إلى نسبة 80% ونسبة الشفاء 20%، وهي نسبة ضئيلة جداً طبقاً للمعايير العالمية للشفاء من الإدمان، فسبب حدوث وتكرار الانتكاسات والرجوع إلى الإدمان على أية عادة سيئة يعود إلى البيئة الحاضنة لتلك العادة السيئة ونقصد بها تحديداً "أصدقاء السوء"، والذين يتمنون لذلك الشخص المدمن أن يستمر في إدمانه لكي يكون "بقرة حلوباً" يحلب في أي وقت وفي أي مكان، فأصدقاء السوء لا يهمهم ذلك المدمن بل يهمهم شفط ما لديه من أموال وعندما يفلس فإنهم يستخدمونه لكي يصبح أداة مطواعة بأيديهم ينفذ أجنداتهم ومطالبهم الإجرامية بحذافيرها وإلا فإن أساليب التأديب جاهزة لديهم.

قطر مثل ذلك المدمن الذي يجب انتشاله وإعادة تأهيله لكي يصبح عضواً صالحاً نافعاً لمجتمعنا الخليجي ولا تترك لأصدقاء سوء يتلاعبون بها وبشعبها العزيز علينا، ولكن في المقابل فإن على ذلك المدمن (حكام قطر) أن يعترفوا بأنهم أدمنوا على تلك العادة السيئة كأول خطوة في العلاج الناجح لمعالجتهم، فعندما يعترف المدمن بأنه بالفعل مدمن ويحتاج إلى علاج ومخلّص فإنها الخطوة الأولى في انتشاله من إدمانه وإلا فإننا كمعالجين نفسيين نمتنع عن تقديم المساعدة ومد يد العون له لأن فيه مضيعة للوقت ولا نستطيع علاجه، أما الخطوة الثانية فهي التخلص من أصدقاء السوء وعدم الرجوع إلى بيئاتهم الحاضنة حتى لا تنتكس مرة أخرى بل ومرات أخرى.

دول الخليج العربي وبعد أن تعترف قطر بأخطائها وتبتدي رغبتها بالعودة إلى الحضن الخليجي، عليها القيام بذلك الدور الحاضن لقطر وحكامها وإبعادها عن أصدقاء السوء الذين يريدون أن يفعلوا معها ما يشاؤون لتهرب من بيتها الخليجي وتلجأ للشارع فيتصيدها أصدقاء السوء، وفي المقابل حكام قطر عليهم أن يقدروا الحضن الخليجي والوساطة الكويتية والبعد عن كل ما يبعدهم عن دفء ذلك الحضن الذي يحمي قطر من أصدقاء سوء يفرحون ويهللون بل ويصبون الزيت على النار لكي تستمر مشتعلة، ويستمر أصدقاء السوء في ابتزازها، فانتشال قطر من قبل الوسيط الكويتي وباقي دول الخليج العربية بعد أن تعترف بخطئها وتتراجع عن سياساتها العدوانية، أمر في غاية الأهمية حتى لا يستغل تلك الفرصة دولة أو دول أو جماعات أو أفراد ويتفردوا بها ويخلقوا لها بيئة حاضنة لكي تعود لممارسة عاداتها السيئة التي تجعلها ترتمي في أحضان أصدقاء السوء وتبتعد عن حضنها الخليجي.