الرئيس الإيراني حسن روحاني.(أرشيف)
الرئيس الإيراني حسن روحاني.(أرشيف)
الثلاثاء 23 يناير 2018 / 15:07

هل تذعن إيران لضغوط ترامب؟

نجح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في رسم خطة تجعل إيران تبدو في صورة المذعن لمطالب الولايات المتحدة، رغم زعم قادتها بنقيض ذلك.

يعمل حالياً ديبلوماسيون أوروبيون للحصول على مزيد من المعلومات من البيت الأبيض من أجل فهم واضح لما يريده ترامب، وحول كيفية تلبية مطالبه خلال موعد حدده وأقصاه 120 يوماً

في هذا السياق، كتب في مجلة "ناشونال إنترست"، جيسون برودسكي، مدير سياسة الولايات المتحدة ضد إيران النووية، أن اتخاذ ترامب، في الأسبوع الأخير، قراراً بوضع خط أحمر على الصفقة النووية، مع فرض مزيد من العقوبات ضد إيران، قوبل بتوعد من قبل ملالي طهران بـ "رد قوي" ضد الإدارة الأمريكية.

خطاب فارغ
ويرى برودسكي أنه رغم خطاب طهران الناري والمتوعد، سيكون ردها السريع محدوداً، على الأرجح، بسبب ثلاث حقائق: حاجة الإيرانيين للصفقة النووية أشد من حاجة واشنطن، ولأمريكا أصول محدودة في إيران، بالإضافة لتمدد الجمهورية الإسلامية في المنطقة.

بداية، يقول الكاتب، لن تتخلى إيران عن الصفقة النووية بسبب استفادتها من رفع العقوبات، ولدرجة أن الرئيس الإيراني حسن روحاني تعهد، عندما روج لمزايا الصفقة، بأنها "ستحقق تطوراً اقتصادياً، وسوف تفتح نوافذ جديدة لتطوير علاقات اقتصادية مع العالم".

بطالة وارتفاع أسعار
ولكن، بحسب برودكسي، لم يشهد الإيرانيون التطور الاقتصادي الذي وعدهم به روحاني، بل لمسوا ارتفاع مؤشر البطالة وارتفاع الأسعار. وفي أكتوبر ( تشرين الأول) 2017، حذر وزير الداخلية الإيراني من خطر وصول نسبة العاطلين عن العمل في بعض المدن، إلى 60٪ من القوة العاملة. وبحسب سعيد لايلاز، اقتصادي إيراني: "من بين أكثر من 80 مليون إيراني، يعيش 35 مليون تحت خط الفقر، وفي كل ليلة ينام 3.2 ملايين إيراني وهم جوعى. ولذا خرج الإيرانيون في مسيرات احتجاج في شوارع مدن عدة، وهم يصيحون "خبز، فرص عمل وحرية". لذا لن تتخلى طهران عن الصفقة النووية لأنها تمثل شريان حياة لنظامها.

أصول محدودة
وفي الوقت نفسه، يرى الكاتب أن طهران تملك قدرة محدودة على الانتقام من واشنطن بسبب فرض مزيد من العقوبات. وقد تأكدت تلك الحقيقة بعدما فرضت إيران، في العام الماضي، إجراءات عقابية بحق 15 شركة أمريكية، بحجة أنها تتعاون مع إسرائيل، وتدعم نشاطات إرهابية في الداخل الإيراني، ليتبين لاحقاً أنه ليس لتلك الشركات وجود في السوق الإيرانية.

عقاب ذاتي
ويلفت مراقبون لاحتمال وضع إيران شركة "بوينغ" لإنتاج الطائرات على قائمتها السوداء. ولكن طهران وقعت مع الشركة صفقة شراء بقيمة 8 مليارات دولار، وفي حال أوقفت الصفقة تكون أشبه بمن أطلق النار على قدمه. فقد وعدت إيران بشراء تلك الطائرات، في إطار الصفقة النووية، بهدف تحديث أسطولها الجوي الشديد القدم.

ضغط دولي
ووفقاً لرأي الكاتب، تواجه إيران، فضلاً عن ضغوطات داخلية، ضغطاً من قبل المجتمع الدولي الساعي لاحتواء تمددها في المنطقة. فقد اتفق، في الأسبوع الماضي، وزراء خارجية كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا مع إيران على "استضافة حوار جاد ومكثف" بشأن صواريخها الباليستية وآلياتها الإقليمية.

وكما أشارت، يوم أمس، صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية: "يعمل حالياً ديبلوماسيون أوروبيون للحصول على مزيد من المعلومات من البيت الأبيض من أجل فهم واضح لما يريده ترامب، وحول كيفية تلبية مطالبه خلال موعد حدده وأقصاه 120 يوماً".

وتبعاً لكل ما سبق ذكره، يخلص برودسكي بأن الرد الإيراني الفوري على هذه الديناميكية الدولية الجديدة سيكون ضعيفاً لا ساحقاً.