الناشطة ليندا صرصور.(أرشيف)
الناشطة ليندا صرصور.(أرشيف)
الثلاثاء 23 يناير 2018 / 15:14

ليندا صرصور.. آخر من يحقّ له الدفاع عن النساء والمسلمين الأمريكيين

علّق الكاتب السياسيّ في شؤون التطرف أحنف كلام على ما جاء في خطاب للناشطة ليندا صرصور ألقته في ديسمبر (كانون الأول) الماضي والذي يتسبب بالأذى لصورة المجتمع المسلم في أمريكا، موضحاً أنّ الخطاب جاء أمام حشد من مئات الأشخاص الذين حضروا مأدبة سنوية أقامها فرع سان فرنسيسكو لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير".

بدلاً من أن تستخدم صرصور منصّتها لمناصرة النساء اللواتي وقعن ضحايا للاعتداء الجنسيّ، تقوم بخلق الانقسام بين الأمريكيين المسلمين ومجتمعات أمريكية أخرى

ولفت في موقع "ذا دايلي واير" الأمريكي إلى وصف مجلة "تقرير واشنطن حول شؤون الشرق الأوسط" كلام صرصور على أنّه "حام الحريات المدنية، وممكّن المسلمين الأمريكيين وباني تحالفات تنشر العدالة والتفاهم المتبادل" في وجه "ازدياد العنصرية وجرائم القتل ضدّ المسلمين في السنة الماضية".

تهميش نساء مسلمات
يشير الكاتب إلى أنّ هذا الخطاب دافع عن الصورة النمطية المضرة بالمجتمع المسلم التي تظهر كلّ عضو في هذا المجتمع وكأنه في تعارض مع الولايات المتحدة. وقالت صرصور: "لا خيار أمامكم إلّا أن تكونوا مسيّسين، انخرطوا وكونوا جزءاً من المقاومة للدفاع عن حقنا في أن نكون مسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية. الممانعة هي أعلى شكل من الوطنية في دولة كالولايات المتحدة".

 صرصور هي ناشطة أمريكية-فلسطينية وتتمتع بنمط خاص من الدعوة النسوية. لكن بغضّ النظر عمّا تريد من الناس أن يحفظوه عنها، إنّ صرصور ليست ناقدة بناءة للمجتمع الأمريكي من أجل تطويره بالاستناد إلى دوافع وطنية وغيريّة. فهي تستخدم حقها بالتعبير عن رأيها للدفاع عن تقييد هذه الحقوق نفسها بالنسبة للآخرين من خلال تهميش نساء مسلمات تعرضن للاعتداء من رجال مسلمين.

تهديد
وبصرف النظر أيضاً عن كونها مشاركة في ترؤس مسيرة النساء في واشنطن وتمتعها بصورة تظهرها كأيقونة نسوية، تم الكشف مؤخراً عن أنّ صرصور أسكتت امرأة مسلمة تُدعى أسما فتح الباب وكانت تعمل لصالح صرصور ضمن الجمعية الأمريكية العربية في نيويورك. خلال الشهر الماضي، كشفت فتح الباب أنّ صرصور رفضت الأخذ بالاعتبار شكواها حول تعرّضها للاعتداء الجنسيّ من رجل مسلم. وقد هدّدتها بطردها من الوظيفة وإبقائها عاطلة عن العمل بشكل دائم في المجتمعين العربي والمسلم. ويوضح الكاتب أنّ صرصور، وبدلاً من أن تستخدم منصّتها لمناصرة النساء اللواتي وقعن ضحايا للاعتداء الجنسيّ، تقوم بخلق الانقسام بين الأمريكيين المسلمين ومجتمعات أمريكية أخرى.

تحقير المختلفين معها في الرأي

في خطاب أمام الجمعيّة الإسلامية لأمريكا الشماليّة، حثّت أتباعها على إطلاق شكل من أشكال "الجهاد" من خلال النشاط السياسي ضدّ "أولئك الذين يقمعون مجتمعاتنا ... هنا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث لديكم فاشيون وعنصريون بيض ورُهابيو الإسلام الحاكمون في البيت الأبيض".

وذكّرت في الخطاب نفسه أنّ "أبرز وأول أولوية لدينا هي الدفاع عن مجتمعنا لا استيعاب أو إرضاء أشخاص آخرين أو السلطة". وبالمدى نفسه الذي تشجّع فيه المسلمين على مواجهة كل أشكال التمييز في أمريكا، تبدو مسرورة جداً في تحقير أي شخص يختلف معها في الرأي على أساس عنصري. في مايو (أيار) 2017، واجهها طالب بتغريدة كانت قد كتبتها سنة 2011 ضدّ ناشطتين أعربت خلالها عن رغبتها ب "استئصال رحميهما – لأنّهما لا تستحقان أن تكونا امرأتين". فقامت صرصور بالردّ على لون بشرته: "لديّ رجل شاب أبيض في الخلف غير متأثر بأيٍ من المسائل التي ذكرتها".

دفاع عن نشاطها الجهادي
على الرغم من كل ذلك، ما زالت فئة كبيرة من الإعلام والجمهور تنظر إلى صرصور على أنها مناصرة لحقوق الإنسان، تماماً كما سارع كثر إلى الدفاع عن النوع الجهادي للنشاط السياسي في خطابها أمام الجمعية الإسلامية لأمريكا الشماليّة. لكنّ الكاتب يؤكد أنّه في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، بناء التحالفات، تمكين المسلمين الأمريكيين والدفاع عن حقوق الإنسان، يجب على ليندا صرصور أن تكون آخر شخص يُدعى للحديث في هكذا مواضيع.