مقر جمعية المصارف في بيروت.(أرشيف)
مقر جمعية المصارف في بيروت.(أرشيف)
الثلاثاء 23 يناير 2018 / 15:24

مصارف لبنانية كبيرة في مهب عاصفة عقوبات أمريكية جديدة على حزب الله

كتب الباحثان في معهد الدفاع عن الديمقراطيات جوناثان شانزر ومارك دوبوفيتش في موقع "العربية" الإنجليزي، أن الإدارة الأمريكية والديمقراطيين لا يتفقون على أمور كثيرة هذه الأيام، وتعطيل الحكومة الفيديرالية مثال على ذلك. ومع ذلك ثمة نقطة واحدة على الأقل ينسجم فيها الجانبان، وهي مكافحة حزب الله.

هل المصارف الواقعة في مناطق تفوذ حزب الله تخضع لقوانين المصرف المركزي أم للنفوذ المتزايد للحزب؟

 كانت الولايات المتحدة أطلقت هذا الشهر قوة تدخل جديدة للتدقيق في اتجار الحزب بالمخدرات وتبييض الأموال، بعد تحقيق مطول في مجلة "بوليتيكو" كشف أن إدارة أوباما تعمدت إضعاف "مشروع كساندرا"، وهي حملة تقودها ادارة مكافحة المخدرات، وذلك بهدف الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران.

عمليات الحزب في لبنان

ولفت تحقيق المجلة الأمريكية الانتباه في واشنطن إلى العمليات الخارجية لحزب الله في أمريكا اللاتينية والعالم. ولكن الإدارة الأمريكية قلقة أيضاً من عمليات الحزب داخل لبنان.

وعام 2011، كان واضحاً أن المصارف اللبنانية كانت قادرة على الاضطلاع بدور أكبر في تمويل حزب الله. ودفع البنك اللبناني الكندي عام 2013 نحو 102 مليون دولار كتسوية عندما ووجه بأدلة قوية على أنه استخدم النظام المالي الأمريكي لتبييض مكاسب حققها الحزب في الاتجار بالمخدرات عبر غرب أفريقيا وصولاً إلى لبنان.

مناطق نفوذ الحزب
ولكن الباحثين يلفتان إلى أن المخاوف من عدوى الحزب ازدادت. فقد أمسك بالنظام السياسي في لبنان، واستمر نفوذه في التوسع. وفي الوقت نفسه، يسيطر الحزب على مساحات واسعة من البقاع اللبناني وجنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت. ويتساءلان: "هل المصارف في تلك المنطقة تخضع لقوانين المصرف المركزي أم للنفوذ المتزايد للحزب؟ في الواقع ليس مؤكداً أن المصرف المركزي هو الوحيد الذي سقط ضحية الحزب.

أدلة على خروقات

ويضيف الباحثان أن اللقاءات التي عقداها مع مصرفيين لبنانيين تفترض أنهم ليسوا مستعدين لمواجهة المشكلة بطريقة استباقية. هم يصرون على أن المصارف ملتزمة تماماً المعايير الدولية، وأن الحزب لا يستغل النظام. ولكن في الوقت نفسه يقرون بأنه عندما تواجههم وزارة الخزانة بأدلة على خروقات للحزب، سيكون عليهم التحرك لإلغاء الحسابات وإلا واجهوا عزلة عن النظام المالي العالمي.

ولكن المصرفيين اللبنانيين لا يتحركون بطريقة استباقية، وهم يردون على المشاكل عندما يرغمون على ذلك، إلا انهم لا يدققون في حساباتهم بحثاً عن المال القذر لحزب الله.

مصارف لبنانية
ويكشف الباحثان أنه في الأسابيع والأشهر المقبلة، على المصرفيين اللبنانيين أن يتوقعوا من المسؤولين الأمريكيين تعليمات عن الخطوات الواجب عليهم اتخاذها لتلقيح النظام من خروقات الحزب. وهذا سيشمل مصارف كبيرة مثل "فرنسبنك" و"البنط اللبناني-الفرنسي" وبنك "بي أس أل" و"وفرست ناشونال بنك" ومصارف أخرى صغيرة أيضاً.

وختم الباحثان أن الجهد الأمريكي لمكافحة التمويل العالمي للحزب يتكثف. وهذا ليس مجرد إعادة إحياء لبرنامج كساندرا لاستهداف نشاطاته في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية فحسب، وإنما أيضاً المشاطات المصرفية للحزب في لبنان صارت أولوية أيضاً.