احتجاج ضد زيارة مفترضة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى لندن.(أرشيف)
احتجاج ضد زيارة مفترضة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى لندن.(أرشيف)
الأربعاء 24 يناير 2018 / 15:21

جونسون: خطاب حزب العمال رجعي... على لندن استقبال ترامب

كتب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون مقال رأي في صحيفة ذا دايلي تيليغراف البريطانية ينتقد فيه وقوف حزب العمال البريطاني ضدّ زيارة كانت مقررة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة المتحدة. ورأى أنّه يحق لهذا الحزب أن يتبنى جميع أشكال الأفكار الصبيانية والرجعية لكن باعتراضهم على زيارة ترامب للبلاد فإنهم يخاطرون بإيذاء مصلحتها القومية. لقد اغتاظ المسؤولون في الحزب، بدءاً برئيسه جيريمي كوربن، ممّا كان يجب أن يكون حدثاً روتينياً في الروزنامة الديبلوماسية.

هنالك 7500 شركة أمريكية تعمل في بريطانيا وهي توظف ما مجموعه مليون ومئتي ألف شخص

لذلك، أعطاهم جونسون بعض الوقائع المرتبطة بالزيارة والعلاقات الثنائية. دونالد ترامب هو الرئيس المنتخب لأقوى ديموقراطية في العالم وهي أقرب حليف لبريطانيا. لقد صوّت الملايين من الأمريكيين لإيصاله إلى البيت الأبيض. ولبريطانيا روابط صداقة وقربى مع الشعب الأمريكي الطيب إضافة إلى علاقة اقتصادية ضخمة معه.

شراء 200 ألف سيارة بريطانية
في سنة 2016، لم ينتخب الشعب الأمريكي دونالد ترامب وحسب. لقد اشترى بضائع وخدمات بريطانية بقيمة 140 مليار دولار وهذا يساوي ضعف ما باعته بريطانيا إلى ألمانيا وهي ثاني أكبر سوق للمملكة المتحدة. إنّ نسبة خمس الصادرات البريطانية تذهب إلى الولايات المتحدة. لذلك، عندما يتحدّث حزب العمال عن "أمريكا دونالد ترامب"، عليه تذكر أنّ هؤلاء الأمريكيين المحلبين لبلادهم اشتروا 200 ألف سيارة بريطانية بما فيها 114 ألفاً من شركة جاغوار لاند روفرز فحافظوا بذلك على 40 ألف وظيفة للبريطانيين في مصانع مقاطعة وست ميدلاندز.

7500 شركة أمريكية في بريطانيا
وأضاف جونسون أنّه سيكون بإمكان حزب العمال تقييد غريزته المناهضة للأمركة كي يركز على أنّ الشركات الأمريكية استثمرت بقيمة 350 مليار دولار في بريطانيا وهي أكبر بكثير من أي قيمة لأي مستثمر أجنبي في البلاد. كما دعاه أيضاً للتركيز على أنّ هنالك 7500 شركة أمريكية تعمل في بريطانيا وهي توظف ما مجموعه مليون ومئتي ألف شخص. إنّ العلاقات الاقتصادية بين البلدين عبارة عن خط أنابيب ضخم في كلا الاتجاهين يضخ وظائف وبضائع وخدمات، يساعده في ذلك اقتصاد أمريكي قوي من دون أدنى شك. ويؤكد جونسون أنّه ليس لدى بريطانيا أي شريك اقتصادي على المستوى الفردي يستطيع تأمين ما تؤمّنه واشنطن للندن.

جهل كوربن
بناء على ذلك، حين يغضّ كوربن النظر عن هذه الشراكة ويقول إنّه لا يوجد أي شيء مميز فيها، فإنه يظهر جهله في المصالح الاقتصادية لبلاده. وتطرق الوزير إلى الالتزام المتبادل بين واشنطن ولندن بالأمن القومي الثنائي للعاصمتين وكذلك الأمن العالميّ. وأضاف جونسون أنّه كان من المفيد أن تكون رئيسة الوزراء تيريزا ماي واحدة من أوائل الزعماء الذين تحدثوا إلى ترامب. ويعود جزء من هذا الأمر إلى المحادثات الأمريكية البريطانية التي تستمر إدارة ترامب في خوضها مع منظمة حلف شمال الأطلسي لضمان الأمن المشترك الفائق الأهمية. وهذا يعني أنّ شعب الولايات المتحدة ملتزم بحماية أمن بريطانيا من الخطر الذي كان يفرضه الاتحاد السوفياتي والذي كان جونسون شاهداً عليه.

تشويه طفولي بسمعتها

إنّ هذا الالتزام هو موضوع عظيم ونبيل. إنّه التزام بالناتو وبالعالم والذي تستحق الإدارة الأمريكية الاحترام بسببه لا تشويهاً طفولياً لسمعتها. أمّا الادعاء بأنّ البيت الأبيض طالب بنوع من الانسحاب الأمريكي من الشؤون الدولية، فالوقائع تشير إلى عكسه. لقد أظهر ترامب إرادة جديدة بالانخراط من أجل المساعدة على إنهاء مأساة سوريا. فحيث رفض العالم من قبل الرد على استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية، تحرك ترامب. حين ارتكب الرئيس السوري مجزرة بالأطفال بواسطة غاز السارين في خان شيخون، ردّ ترامب من خلال تدمير جزء مهم من القوة الجوية السورية. "لم أسمع جيريمي كوربن يقول الكثير عن ذلك"، يضيف جونسون.

وقاتل البريطانيون والأمريكيون لسحق داعش في العراق وسوريا محققين نتيجة مهمة بتدمير الدولة التي بناها التنظيم بالرغم من أنّ الصراع معه لم ينتهِ. إنّ هزيمة داعش لم تتحقق بفعل أمريكا إنعزالية كما يوضح كاتب المقال. والشراكة بين البلدين تتخطى الاقتصاد أو السياسة الخارجية أو التبادل الاستخباري لتصل إلى الاتفاق حول القيم المشتركة كالحرية والديموقراطية التي يجب أن تكون مشتركة أيضاً بين المحافظين وحزب العمال. لكنّ الأخير ينتقد أمريكا ترامب ويلتزم الصمت إزاء انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها اليسار في فنزويلا. لقد كانت لترامب زيارات ناجحة إلى فرنسا وألمانيا واليابان والصين وأماكن أخرى. لذلك من الصواب أيضاً استقباله في بريطانيا في حين أنّه آن الأوان لحزب العمال إنهاء توتره وانفعاله وقد دعا جونسون كوربن إلى التزام الصمت في هذا المجال.