رجال شرطة ألمان ينفذون عملية دهم لمنزل إيرانيين متهمين بالتجسس.(أرشيف)
رجال شرطة ألمان ينفذون عملية دهم لمنزل إيرانيين متهمين بالتجسس.(أرشيف)
الجمعة 26 يناير 2018 / 13:49

تطمين الغرب لإيران يشرّع أبوابه لجواسيسها

ذكر الدكتور مجيد رافي زاده في مقاله ضمن صحيفة "ذي أراب نيوز" السعودية، أنّ تحقيقاً أجرته وكالة مخابرات ألمانيّة دفع المدعي العام الفيديرالي إلى إصدار توجيهاته للشرطة كي تداهم منازل أشخاص يشتبه بكونهم جواسيس إيرانيين. ويُعتقد أنّ العملاء الإيرانيين قد تجسسوا لصالح وحدة مخابراتية مرتبطة بإيران التي رفضت سلطاتها التعليق على هذه المسألة الجوهرية هرباً من تحمّل المسؤولية. ونجح النظام الإيراني بتفادي مواجهة المسؤولية عن هذه الأعمال منذ تأسيسه سنة 1979.

إيران تشن حملات التجسس من خلال الأشخاص أو الهجمات السيبيرية. ويتعرض الصحافيون والأساتذة الجامعيون غالباً لتلك الحملات من أجل رشوتهم أو إقناعهم بكتابة مقالات أو كتب لصالح النظام

يفرض التجسس تهديداً على برلين كما على أمن الاتحاد الأوروبي. ودعا كاتب المقال أوروبا وألمانيا إلى أخذ هذه المسألة على محمل الجدّ بأقصى حدّ ممكن وإلى إعادة تقييم دعمهما الكامل للاتفاق النووي الموقع مع إيران. يضاف إلى ذلك، ضرورة إعادة النظر بالعقود والتجارة المتنامية مع النظام الإيراني لأنّ هذه السياسات تعزز قوة مؤسسات النظام التي تقف خلف سلوك الكراهية واللاشرعية الذي تعتمده طهران.

السياسات التطمينية نتائجها عكسية

وكتب رافي زاده أنّ السياسات التطمينية لألمانيا ومستوى التجارة المتصاعد مع النظام يسهّل كثيراً اختراق الجواسيس الإيرانيّين لبرلين. إنّ التجسس الإيراني في الغرب يسلط الضوء على واقع أنّ اللجوء إلى تطمين الزعماء الإيرانيين بالتجارة ورفع العقوبات يؤدّي إلى تقويتهم الأمر الذي يجعلهم أكثر تدميراً في الوقت الذي يتّبعون طموحاتهم التسلطية والأيديولوجية. وهذا يؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار والنزاعات، كما يؤكد الكاتب.

مصدر التجسس ... مؤسستان
هنالك مؤسستان إيرانيتان بارزتان تخططان وتنسقان عمليات التجسس في الدول الأجنبية. الأولى هي فيلق القدس التابع للحرس الثوري أمّا الثانية فهي وزارة المخابرات التي يقودها رجل الدين المتشدد محمود علوي والذي تمّ تعيينه من قبل من يسمى بالرئيس المعتدل حسن روحاني. إنّ العملاء والجواسيس الإيرانيين لا يستهدفون فقط المؤسسات السياسية من أجل الحصول معلومات أو تغيير سياساتها. فهم يستهدفون أيضاً الجامعات والمدارس والصحافيين والمؤسسات المدنية ولأسباب متعددة. يشرح رافي زاده أنّ إيران تشن حملات التجسس من خلال الأشخاص أو الهجمات السيبيرية. ويتعرض الصحافيون والأساتذة الجامعيون غالباً لتلك الحملات من أجل رشوتهم أو إقناعهم بكتابة مقالات أو كتب لصالح النظام الإيراني. أمّا الجامعات فهي تُستهدف في غالبية الأحيان لمعرفة اتجاه أبحاثها والتأثير على مناهجهم الدراسية.

أمثلة التجسس أكثر من أن تحصى
تعجبت وسائل إعلامية بارزة من تجسس الإيرانيين على ألمانيا. لكن من المهم الإشارة إلى أنّ النظام يتمتع بتاريخ طويل من التجسس وتمّ ربطه سابقاً باغتيال المعارضين واستهداف أولئك الذين يعتبرونهم أعداءهم. على سبيل المثال، استدعت ألمانيا في وقت سابق من هذا الشهر السفير الإيراني في برلين بعد اتهام شاب باكستاني يبلغ من العمر 31 عاماً بالتجسس لصالح طهران على رينهولد روبي وهو سياسي ألماني من الحزب الديموقراطي الاجتماعي. وطلبت اللجنة الأمريكية اليهودية في برلين من السلطات الألمانية طرد السفير الإيراني من البلاد. ووجّه مدعون عامون فيديراليون في الماضي مجموعة اتهامات إلى رجلين يشتبه بتجسسهما لصالح النظام الإيراني على معارضين ينتمون إلى مجاهدي خلق. وفي أغسطس (آب) الماضي، أوقفت السلطات الكويتية 12 شخصاً حُكِم عليهم غيابياً بالتجسس لصالح النظام الإيراني وحزب الله. وفي أكتوبر (تشرين الأول) أدانت محكمة بحرينية مجموعة من 19 شخصاً بتهمة تسريب معلومات للحرس الثوري وحزب الله مقابل الحصول على دعم مادي من طهران. وفي أواخر سنة 2016 أدانت محكمة في المملكة العربية السعودية 15 شخصاً بسبب تجسسهم لحساب الإيرانيين.

دعوة لطرد سفرائها
ودعا رافي زاده المجتمع الدولي إلى محاسبة النظام الإيراني وتوجيه الاتهامات إلى فيلق القدس ووزارة المخابرات الإيرانية. ويجب على الدول التي تقع ضحية للتجسس الإيراني أن تقطع علاقاتها الديبلوماسية والاقتصادية مع طهران إضافة إلى طرد سفراء النظام. وغالباً ما يتم استخدام سفارات طهران كمقرات مهمة لهكذا شبكات، من هنا، إنّ هذه التوصيات السياسية ستبعث برسالة قوية للنظام الإيراني كي احترام القواعد الدولية.