مقاتلون من حركة حسم.(أرشيف)
مقاتلون من حركة حسم.(أرشيف)
الأحد 4 فبراير 2018 / 13:50

الحركات الإخوانية والميليشيات الإيرانية.. ضمن التصنيف الأمريكي نفسه

ذكّر مشروع كلاريون الأمريكي لمكافحة التطرف بلجوء إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى فرض مزيد من العقوبات على إيران بسبب نشاطاتها الإرهابيّة، في وقت عزّزت السلطات الإيرانيّة استراتيجيتها القاضية باعتقال وسجن مواطنين أمريكيين.

لا يمكن تخيل أنّ الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب ستخضع للضغط الإيراني الذي خلقته طهران من خلال عمليّة الاعتقال لكي تدفع واشنطن الفدية. بدلاً عن ذلك، سينقلب الضغط على الإيرانيين أنفسهم

وأشار إلى أنّ تلك الاستراتيجية أثبتت أنها مثمرة خلال عهد الإدارة السابقة بقيادة باراك أوباما. فبعد فترة قصيرة على توقيع الاتفاق النووي، دفعت تلك الإدارة 400 مليون دولار نقداً إلى طهران حين أطلقت سراح أربعة أمريكيين، من بينهم أشخاص مزدوجو الجنسية. وكانت السلطات الإيرانية قد اعتقلتهم وسجنتهم بتهم زائفة.

على الرغم من أنّ الإدارة أنكرت أنّ المال المدفوع أتى في مقابل إطلاق سراح هؤلاء، اعترف مسؤولون أمريكيون بأنّ الإيرانيين طالبوا بهذا المبلغ. وخلال بضعة أشهر، عادت إيران وأوقفت المزيد من المواطنين الأمريكيين من أصول إيرانية، وكذلك فعلت مع مواطنين مزدوجي الجنسية من فرنسا وكندا والمملكة المتحدة.

التّهم نفسها
يذكر مشروع كلاريون أنّ آخر انتهاك للعدالة ارتكبته طهران بحق مواطن أمريكي في إيران كان إنزالها حكماً بكاران فافاداري، صاحب نشاط فنّي دوليّ، قضى بسجنه لمدة 27 عاماً. وجاءت التهم تقليدية: تجسس، تآمر ضدّ الأمن القومي، ومحاولة الإطاحة بالنظام الإيراني. فافاداري وزوجته الإيرانية أفارين نيصري التي تحمل البطاقة الخضراء والتي حُكمت بالسجن لمدة 16 عاماً، عادا إلى وطنهما كي يستثمرا فيه ويفتتحا معرضاً فنياً، على ما أوضحه الرجل من سجن إفين الإيرانيّ.

سبب الاعتقال ليس دينياً أو فنياً
لقد تمّ اعتقالهما أساساً سنة 2016 ووُجهت إليهما اتهامات باستضافة حفلات مختلطة لديبلوماسيين أجانب وامتلاك مشروبات روحية في منزلهما، علماً أنّ فافاداري زرادشتي، وكان يحق له بحسب القانون الإيراني أن يحتسي مشروباً روحيّاً محلّى داخل منزله الخاص. لكنّ فافاداري قال إنّه مستهدف بسبب نشاطاته الدولية في عالم الفن وبسبب معتقده الديني. أمّا مشروع كلاريون فيرجح أن يكون السبب وراء اعتقاله مع زوجته هو محاولة إيران توجيه صفعة إلى أمريكا وكي تستغلّ الأمر لاحقاً في صفقة تبادلية.

عقوبات أخرى
في آخر ما فرضته الولايات المتحدة من عقوبات على إيران بسبب نشاطاتها الإرهابية على المستوى الدولي، أنزلت واشنطن في 31 يناير (كانون الثاني) الماضي عقوبات جديدة على حركة الصابرين وهي ومنظمة فلسطينية إرهابية تعمل في الشرق الأوسط ومدعومة من طهران. وتنشط حركة الصابرين في قطاع غزة إضافة إلى مناطق أخرى من بينها الحدود مع إسرائيل. ويشير موقع "واشنطن فري بيكون" إلى أنّ التنظيم يتلقى 10 ملايين دولار سنوياً من إيران، يتمّ تهريبها عبر أنفاق تحت الحدود بين مصر وغزّة. إضافة إلى هذا، صنّفت واشنطن زعيم حركة حماس اسماعيل هنيّة على لائحة الإرهاب، وحماس منظمة إرهابية تعتبر نفسها فرعاً لتنظيم الإخوان المسلمين الذي تصنفه عدة دول أيضاً على لائحة الإرهاب.

تهديدهم جدي.. ترامب لن يخضع
وقال مصدر في الكونغرس الأمريكي إلى الموقع نفسه إنّ العقوبات الجديدة تتصدى لرعاية طهران للإرهاب الدولي: "إنّ التصنيفات اليوم تثبت أنّ الإدارة تحاول الكشف عن شبكات الإرهاب التي غضّت إدارة أوباما النظر عنها مراراً. ليست مصادفة أنّ هذا الإعلان يستهدف المنظمات الجهاديّة العنيفة التي تشنّ العمليّات ضدّ حلفائنا". وأضاف المصدر أنّ هذه المجموعات تشكل تهديداً للاستقرار الأمريكي وهي تذكير بأنّ الإسلاميين السياسيين الراديكاليين لا يميّزون بين أهدافهم. ولاحظ المصدر أنّ "وضع الأجنحة العسكرية للإخوان المسلمين في نفس مستويات وكلاء إيران هو اعتراف صريح بجدية هذا التهديد".

يشير مشروع كلاريون إلى أنّ إيران لن تجد على الأرجح إدارة ترامب هدفاً محتملاً للابتزاز. في الواقع، لا يمكن تخيل أنّ الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب ستخضع للضغط الإيراني الذي خلقته طهران من خلال عمليّة الاعتقال لكي تدفع واشنطن الفدية. بدلاً عن ذلك، سينقلب الضغط على الإيرانيين أنفسهم.