علما السعودية والإمارات.(أرشيف)
علما السعودية والإمارات.(أرشيف)
الأحد 4 فبراير 2018 / 20:06

السعودية والإمارات .. التناغم الجميل

لأني إماراتي، قلت في صدر المقال: "السعودية والإمارات". وربما لو كان الكاتب سعودياً لقال: "الإمارات والسعودية". هذا واقع لا يخفى على أحد، ليس ادعاء ولا طلباً لرجاء. إنه الواقع الذي يفخر به من صدقت أقواله وأفعاله، ويحلم به صدق قلبه ونواياه، ويغتاظ منه من طمع وفجر وتآمر وخان.

تنادى محبو الأوطان في الأيام الماضية إلى الهتاف معاً بأن السعودية والإمارات بلد واحد، وقد كان هتافاً صارخاً، مسمعاً من به صمم، هذا الهتاف الذي شرّق وغرّب، ليس رداً على من لا يستحق الردّ

قامت المملكة العربية السعودية على الوحدة، فقد وحدها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود، فلمَّ شمل القبائل والأقاليم والجهات، فكانت الدولة السعودية الثالثة تأكيداً لواقع الوحدة الذي يمثل الأصل على هذه الأرض، وما عداه فهو استثناء.

وكذا فقد قامت دولة الإمارات العربية المتحدة على الوحدة، فقد بذل المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وقته وماله وعمره ليتحقق الاتحاد بين إمارات سبع تتهادى على سواحل الخليج. حقق بذلك حلم جده زايد الأول، زايد الكبير، الحلم الأول والحلم الكبير الذي نبت في هذه الأرض باكراً، وصار واقعاً راسخاً.

وحين أسس المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الإمارات، غرس في جذور وحدتها وفي قلوب أبنائها حباً لعلاقات راسخة مع المملكة. وسيرى من يتصفح صور القائد المؤسس في عامه ومئويته أن هناك صورا ًكثيرة له وفي مراحل عمرية مختلفة وهو يؤدي العمرة أو الحج. والأمر أبعد من ذلك وأعمق، إنها رحلات في عمق الإيمان بالوحدة. إيمان صادق بأن الوحدة ستتعمق أكثر على يد الملهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

تنادى محبو الأوطان في الأيام الماضية إلى الهتاف معاً بأن السعودية والإمارات بلد واحد، وقد كان هتافاً صارخاً، مسمعاً من به صمم، هذا الهتاف الذي شرّق وغرّب، ليس رداً على من لا يستحق الردّ. بل إكراماَ لأرواح المؤسسين الطاهرة، وإهداء إلى دماء الشهداء الزكية، واستشرافاَ لمستقبل الأجيال القادمة.

وحدة المسار والتوجه في المملكة والإمارات تنبع من وحدة المصير والهدف، وتقود إلى بناء صرح شامخ راسخ مستقر في منطقة تلاعبت بها رياح الفتنة والتحريض، وانهكتها مراهقات سياسية، وأطماع حزبية.

ثمة أصابع خفية، وحسابات وهمية، ومشاهير مرتزقة، ومنابر ضلال، وقنوات كذب، تسعى إلى قلب هذه الحقيقة، والحقيقة أنه على دعاة الانقلاب تنقلب الأمور.