الإثنين 5 فبراير 2018 / 13:26

التحرك الجديد ضدّ الإخوان متأخر.. لكن مرحّب به

تطرّق الصحافيّ داميان ماك إلروي إلى تصنيف حركة حسم ولواء الثورة المصريين على لائحة الإرهاب الأمريكية، واصفاً الأمر بأنه انتصار كبير للديبلوماسية الصبورة في محاربة الإخوان المسلمين. وفي صحيفة ذا ناشونال الإماراتية، كتب عن جهد الديبلوماسيين المصريين في إكساب صنّاع القرار الغربيين الفهم حول تصاعد الميول العنفية داخل هذا التيار، فيما الأخطار التي يفرضها اللواء والحركة تتصدّر الواجهة الأمنيّة.

فجرت حسم سفارة ميانمار في القاهرة، واغتال لواء الثورة الرائد المصري عادل رجائي وقد أوضحت المجموعتان أنّهما تتبعان أيديولوجيا الإخوان المسلمين

وكان هناك اقتداء أمريكي بالتحرك البريطاني في ديسمبر (كانون الأوّل) الماضي لتصنيف فروع الإخوان المسلمين كحركات إرهابية وحظر أي نشاط لأعضائها وفتح طريق قانونيّ لاستهداف سلوكها المشبوه. وتوقع ماك إلروي أن يكون اتخاذ الاتحاد الأوروبي للمسار نفسه مسألة وقت فقط.

تبدل كبير في النظرة البريطانية
حين أعلنت المملكة المتحدة تحرّكها ضدّ فروع الإخوان، قال السفير البريطاني في مصر جون كاسون إنّ التصنيف كان جزءاً من تبدّل واسع في النظرة إلى التنظيم من قبل حكومة بلاده. وفي حسابه على تويتر كتب: "نحن جميعنا نواجه الشر الإرهابي نفسه ولن نترك مصر تحارب وحدها". وأضاف ماك إلروي أنّ التطور الجديد في الموقف البريطاني المتشدد تجاه الإخوان المسلمين جاء بعد جهد كبير، ذاكراً أنّ وزير الخارجية البريطاني استخدم مقالاً ورد في صحيفة مصرية السنة الماضية ليقلب سياسة حكومية دامت لعشر سنوات رأساً على عقب. وأشار الوزير إلى أنّ القوانين التي تحظّر الحض على الكراهية أو تبرير الإرهاب ستنطبق على الإخوان المسلمين معرباً عن التزامات حكومية باستهداف المنظمة.

الإخوان يراوغون
منذ الإطاحة بمحمد مرسي من الحكم، شهدت مصر عدداً من الهجمات الدموية التي صدرت من داخل التنظيم نفسه. لقد استغرق فهم المسؤولين الغربيين لتسارع الخطابات العنيفة خلال السنوات الخمس الأخيرة، وقتاً طويلاً. من الواضح اليوم أنّ التنظيم يستخدم المراوغة لإخفاء أجندته المتطرفة في لندن كما في القاهرة. إنّ الشبكات الإخوانية العالمية يمكن استهدافها لا من خلال جهود مكافحة الإرهاب الدولية وحسب بل من خلال الوعي المتزايد لدى مديري التعليم والجمعيات الخيرية ومسؤولي الهجرة. إنّ نظام مراقبة مذهلاً آخذ بالتشكل في هذا الإطار.

المعركة إلى مستوى جديد
يشير ماك إلروي إلى أنّ تعيين ساره خان على رأس المفوضية البريطانية لمكافحة التطرف هو خطوة نوعية في مسار نقل المعركة إلى مستوى جديد. وبالنظر إلى أعداء خان وطريقة انتقادهم لها، يمكن توقع عهد ذي تأثير كبير خلال تولّيها مسؤوليتها الجديدة. إنّ مؤسسة رعت سياسات استشارية فاشلة لأكثر من عقد تحدّثت عن خان وكأنها مناوئة لها. إنّ كثيراً من الانتقادات ضدها، بما فيها التي صدرت عن نساء، كانت مبنية على أساس جندري. لكنّ الكاتب يشدد على أنّ مقاربة أكثر وعياً وتشدداً مطلوبة أكثر من أي وقت مضى.

أبرز العمليّات الإرهابيّة للمجموعتين
إنّ حركة حسم ولواء الثورة تأسسا في صيف 2016 وقد استهدفا المصالح الأمنية والديبلوماسية في مصر. لقد فجرت حسم سفارة ميانمار في القاهرة، واغتال لواء الثورة الرائد المصري عادل رجائي وقد أوضحت المجموعتان أنّهما تتبعان أيديولوجيا الإخوان المسلمين. وتبدي قنواتهما الدعائية إعجاباً بمحمد كمال، قيادي سابق في تنظيم الإخوان معروف بتطرفه. ومن المعروف أيضاً أنّ أعضاء في الإخوان عزّزوا صفوفهم وقد ربطوا أنفسهم بشخصية يناقش أتباعها على منصات التواصل الاجتماعي كيفية استخدام أساليب وأجهزة جديدة لمحاربة السلطات. لقد كان كمال هو من شكّل ما يسمّى بلجان العمليات الخاصة التي حرّكت الشارع الإخواني لمحاربة السلطات الأمنية بعد الإطاحة بمرسي. وأعلنت وزارة الداخلية المصرية أنها قتلت كمال بعد فترة قصيرة من تأسيس الحركة واللواء.

مظلّة حظر أوسع
يكتب ماك إلروي أنّ أشهراً من الحض على العنف الطائفي والعنف الموجّه ضد الدولة ترك إرثاً مستمراً حتى اليوم. إنّ حركة العقاب الثوري التابعة للإخوان المسلمين حذّرت جميع الأجانب من البقاء في مصر داعية إياهم إلى مغادرتها. ويمكن للتصنيفات الجديدة أن تعرقل عمليات واتصالات المجموعتين خصوصاً في الفضاء الرقمي. وقال مسؤولون بريطانيون  إنّهم يريدون من دولتهم أن تكون الأكثر نشاطاً في الغرب على مستوى مواجهة الإخوان المسلمين. لكن إلى الآن، قاومت بريطانيا الدعوات إلى حظر العضوية الدولية للإخوان.

 بدون ذلك، ستبقى هنالك ثغرات في محاربة التنظيم. بالنظر إلى العلاقات المثبتة بين حسم ولواء الثورة، سيشكل تحرك وزارة الخارجية الأمريكية مظلة لحظر أوسع وأشمل. وسيعزز الجهود لدفع مزيد من الدول إلى أخذ أيديولوجيا التنظيم بطريقة أكثر جدية لفرض قيودها الخاصة على نشاطاته.