الثلاثاء 6 فبراير 2018 / 09:04

الإمارات ودورها في دعم اللاجئين

سلطان حميد الجسمي- الخليج

مع بداية عام جديد ودخولنا في 2018 إلا أن مشكلة تدفق اللاجئين حول العالم تزداد يوماً بعد يوم، وترجع إلى أسباب كثيرة كالحروب والنزاعات المسلحة والاضطهاد والفقر والكوارث الطبيعية. بعضهم يهرب من بلاده بسبب الجوع والفقر كما الحال في بعض الدول الإفريقية التي يتدفق منها اللاجئون الأفارقة عبر الصحارى إلى مياه المتوسط باتجاه أوروبا، والبعض الآخر يهرب من القتل والتعذيب بسبب عرقه ودينه كما هو حال مسلمي الروهينجا، والبعض الآخر يهرب من بلاده بسبب الحروب والنزاعات مثل الأشقاء السوريين والفلسطينيين، والبعض الآخر يهرب من بلاده بسبب الكوارث الطبيعية مثل الباكستانيين والنيباليين وغيرهم، وتجد دولة الإمارات في مقدمة من ينتظرهم لتقديم المساعدة العاجلة لهم.

لا شك أن أعداد اللاجئين اليوم في تزايد، ففي نهاية 2017 وصل عدد اللاجئين في العالم إلى 22.5 مليون لاجئ بحسب منظمة الأمم المتحدة، مما يهدد العالم بخطر كبير.

تسعى دولة الإمارات حكومة وشعباً إلى مد يد العون للاجئين وتلبية النداء الإنساني في الظروف القاسية والمؤلمة التي يعيشونها وهم يبحثون عن الأمن والاستقرار، بتوفير كل المساعدات لهم، سواء الغذائية أو الطبية أو بناء المخيمات وتوفير كل وسائل العيش الأولية لهم، ما يؤكد الدور الريادي لدولة الإمارات عالمياً في دعم اللاجئين حول العالم.

تنقل دولة الإمارات أنصع صورة للعالم عن المجتمع الإماراتي الإنساني في مساعدة المعوزين والفقراء واللاجئين، مؤكدة احترام القيم الإنسانية والتي هي بالأساس منبثقة من وجدان شعب يسعى دائماً إلى مساعدة الآخرين دون تمييز في لونهم أو عرقهم أو دياناتهم وفق مبدأ التسامح وحب الخير واحترام الآخرين، من هنا ترى سفينة دولة الإمارات ترسو في جميع نقاط تجمع اللاجئين في العالم، محملة بالخير والرحمة.

منظومة الإمارات في دعم ومساعدة اللاجئين بدأت منذ القدم، وبدأها باني دولتنا المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، للأشقاء العرب في فلسطين ولبنان ودول إفريقية أخرى، ويكمل مسيرته حامل راية العز لدولتنا الحبيبة قائدنا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله ورعاه، وإخوانه أصحاب السمو، فتوسعت أعمال الخير ومساعدة اللاجئين في كل بقاع الأرض مع تزايد تدفق اللاجئين.

مع احتلال دولة الإمارات الصدارة بين الدول في تقديم المساعدات الخارجية الإنسانية، إنما تقوم بواجبها وبما فطرت عليه، وذلك إيماناً منها ويقيناً بأن المساعدات الإنسانية للاجئين تخفف المعاناة عنهم، وتنقلهم من مرحلة المعاناة والألم إلى مرحلة الرجوع للحياة، وأغلى هدية تقدمه للإنسان هو أن تجعله يسترجع حياته بعدما كاد يفقدها.

نرى اليوم سفينة دولة الإمارات وبجميع مؤسساتها الخيرية تنقل بشائر الخير، وتمد يد العون إلى اللاجئين حول العالم، ففي فلسطين ومنذ القدم دعمت دولة الإمارات اللاجئين الفلسطينيين سواء باحتضانهم على أرضها وتكريمهم ومعاملتهم أفضل معاملة والتخفيف عنهم وتوفير جميع وسائل الحياة الكريمة لهم أو مساعدة اللاجئين الفلسطينيين المنتشرين في الأردن ولبنان وسوريا وغزة، وبقيت داعمة مستمرة لهم بجهودها أو بدعم برامج المنظمات العالمية الإنسانية، وها هي اليوم تدعم وكالة غوث اللاجئين «الأونروا» بملايين الدولارات لدعمها كي تتمكن من القيام بدورها الإنساني تجاه اللاجئين الفلسطينيين وإعادة الأمل لهم، وتجاوز الألم والحرمان جراء قمع الاحتلال «الإسرائيلي» وتهجيرهم من ديارهم، فتقف دولة الإمارات مع الشعب الفلسطيني في معاناتهم وتخفف عنه وتوفر له الحياة الكريمة.

ما يعيشه لاجئو الشعب السوري الشقيق اليوم من ألم وحرمان مع دخول العام الثامن من الحرب المجنونة على أرضه، فإن دولة الإمارات لم تتخل يوماً عن تقديم المساعدة لهم سواء في الأردن أو لبنان أو في دول الجوار الأخرى، فتجدد دولة الإمارات بذلك التزامها بتقديم كل ما يلزم من دعم إنساني للنازحين في مخيماتهم، فوفرت لهم الغذاء والأدوية والدفء والتعليم والصحة وحتى وسائل الترفيه للأطفال لتحمل لهم البهجة والسرور، وهي إذ تقدم هذا الدعم من منطلق إنساني ووطني وقومي.

تؤكد دولة الإمارات حكومة وشعباً أن دعم اللاجئين ومساعدتهم هي في صدارة اهتماماتها وأولياتها، وخاصة أولئك الذين يعانون أوضاعاً غير مستقرة وغير آمنة.