الرئيس الإيراني حسن روحاني.(أرشيف)
الرئيس الإيراني حسن روحاني.(أرشيف)
الثلاثاء 6 فبراير 2018 / 12:32

أساطير حول إيران بددتها الاحتجاجات الشعبية

قبل شهر تقريباً، تحولت احتجاجات خرجت في شمال شرق إيران، إلى تظاهرات ضد النظام امتدت نحو معظم أرجاء البلاد.

أصبح الإصلاحيون، بعدما تعرضوا لمحاكمات شكلية، ولإقامات جبرية، بمثابة لوحات للزينة لصالح النظام السياسي الإيراني، بحيث يتم تسليط الضوء عليهم أحياناً بهدف تفادي انتقادات غربية، ومن ثم يتم تجاهلهم

وبرأي بيهمان بن طاليبلو، محلل إيراني بارز لدى "مركز الدفاع عن الديمقراطيات"، يمكن تلك التظاهرات التي عبرت عن سخط واستياء، والتي فاجأت الولايات المتحدة، أن تبطل صحة فرضيات بشأن سياسات إيرانية أصبحت بمثابة فكرة سائدة في واشنطن. 

وبحسب طاليبلو، بنيت تلك الفرضيات على أساس استخفاف باستعداد الشعب الإيراني لمعارضة النظام، فضلاً عن مبالغة في تقدير قوة الإصلاحيين في إيران. ولذا، من المطلوب اليوم، أن تضع واشنطن في اعتبارها كيفية معالجة عدد من التحديات المنبثقة عن إيران، وأن تعيد التفكير في أسس معرفتها بذلك البلد.

قوة الشعب
يقول كاتب المقال إن أول أسطورة قضت عليها تلك الاحتجاجات، وهو ما تم تداوله سراً في واشنطن، تقوم على أن النظام بعدما سحق الحركة الخضراء في صيف 2009، استطاع أيضاً القضاء على عزم الشعب الإيراني على معارضته، وبأنه لا يتوقع خروج تظاهرات حاشدة ضده ثانية. 
ويضاف إليه، بحسب الكاتب، مزاعم بشأن طفرة تأييد شعبي للنظام، بفضل ارتفاع المد القومي، والخوف من شرق أوسط تمزقه حروب، علاوة على ازدراء الشعب الإيراني للإدارة الأمريكية الجديدة.

سوء قراءة
فقد تبين أن تلك قراءة سيئة لنضال الشعب الإيراني على مدار مائة عام لأجل تحقيق العدالة، وأن يحكم من سلطة تمثله، وأنه لم يتخل عن تلك الأهداف رغم خيبات أمل متلاحقة. ولذا خاطر محتجون بحياتهم عندما هتفوا بعبارات مثل "الموت للديكتاتور"، وكانوا يقصدون المرشد الأعلى. كما عرضت صور لأفراد من الباسيج (قوة قمعت الحركة الخضراء) وهم يحرقون بطاقات عضويتهم كرمز للاحتجاج.

أداء لا إصلاحي

ويلفت كاتب المقال إلى تأسيس الفكرة الخاطئة الثانية على قوة الحركة الإصلاحية، وأنه طالما اختار الإيرانيون الإصلاحيين، فسوف يبقى هؤلاء بمثابة أكبر قوى دافعة من أجل تحقيق تحول سياسي. ويرجع ذلك لميل معظم المحللين الغربيين لقراءة كتابات وصحف تصدر بأقلام إصلاحيين، وتجاهل ما يصدر عن المحافظين، بمن فيهم قادة الحرس الثوري الإيراني.

ولكن، بحسب الكاتب، أصبح هؤلاء الإصلاحيين، بعدما تعرضوا لمحاكمات شكلية، ولإقامات جبرية، بمثابة لوحات للزينة لصالح النظام السياسي الإيراني، بحيث يتم تسليط الضوء عليهم أحياناً بهدف تفادي انتقادات غربية، ومن ثم يتم تجاهلهم.

وأد محاولات
ثم ينتقل الكاتب للحديث عن أثر النقاشات حيال الصفقة الإيرانية ومصيرها، في القضاء على محاولات غربية للفت الأنظار لقضايا أخرى يعاني منها معظم أبناء الشعب الإيراني، كقمع الحريات والفقر وارتفاع معدل البطالة، وخاصة في الريف. والأسوأ منه، ما كان يقوله المدافعون عن الاتفاق النووي، من أن استهداف كيانات وهيئات إيرانية تشارك في عمليات القمع، ما هو إلا حجة لإلغاء الاتفاق.

تدقيق
وبحسب طاليبلو، إن كانت الاحتجاجات الأخيرة في إيران أثبتت شيئاً، فهو وجوب مواصلة المحللين التدقيق في فرضياتهم حيال إيران والمجتمع الإيراني. ولكن الأهم منه، يجب العمل على دراسة التأثير الكلي للأساطير الآنفة الذكر بشأن نظرة صناع السياسة في العالم للمسار الإيراني.

ويختم الكاتب رأيه، بأنه لو استمر النظر إلى إيران من خلال نفس الإطار الخاطئ، فإن الجولة القادمة من الاحتجاجات ستأتي أيضاً كمفاجأة. ولكن هذا يخفي الطبيعة التراكمية لسخط الإيرانيين.