الأربعاء 7 فبراير 2018 / 09:09

الإمارات ومصر.. علاقات استثنائية

افتتاحية الخليج

كانت علاقات دولة الإمارات ومصر باستمرار علاقات مميزة واستثنائية، تنطلق من مبادئ تمتد جذورها عميقاً في بُعديها القومي والوطني، وتستلهم في مسيرتها كل معاني الأخوة والتقدير والاحترام المتبادل.

مصر والإمارات نموذج لعلاقات راسخة بين دولتين شقيقتين، كانتا وما زالتا تؤكدان بالممارسة، فعل إيمان بأهمية العمل المشترك والتضامن كرافعة لمواجهة كل التحديات ومجابهة كل المخاطر التي تواجه المنطقة العربية، كالعدوان "الإسرائيلي" المتواصل بشتى الأشكال، والإرهاب الذي يلبس لبوس الدين، والتدخل الخارجي بشؤون الدول العربية.

وتأتي زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الإمارات من منطلق استمرار التواصل بين البلدين والوقوف على آخر المستجدات في المنطقة، وتعزيز التعاون في مواجهة التحديات الخطيرة وغير المسبوقة التي تواجهها المنطقة والدول العربية.

إن نتائج اجتماع الرئيس السيسي مع نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان،  تؤكد من جديد ثبات ورسوخ العلاقات الثنائية بين البلدين، والاتفاق على أن الهمّ واحد، والمصير واحد، والتحديات واحدة، والمجابهة واحدة، لذلك يأخذ التنسيق بين البلدين مداه في مختلف المجالات من منطلق حماية الأمن القومي العربي، وضرورة قطع دابر التطرف والإرهاب، ومواجهة أي تلاعب خارجي بالمنطقة، قد يهدّد أمنها واستقرارها، باعتبار أن أمن منطقة الخليج جزء من أمن مصر، والعكس صحيح، وهذا ما أكدته الإمارات خلال اجتماع الأمس بالدعم "الثابت والراسخ للشقيقة الكبرى مصر، لأن أمنها واستقرارها من أمن كل العرب واستقرارهم"، كما جدّدت تضامنها مع مصر"في حربها على الإرهاب، والثقة في قدرتها على مواجهته، ومواصلة مسيرتها التنموية ورؤيتها الهادفة إلى تحقيق تقدّم ورفاهية شعبها".

وامتداداً للعلاقات الثنائية، كان لا بد للجانبين من الإطلالة على الأوضاع العربية الراهنة، نظراً لارتباطها وتداخلها مع الوضع العربي ككل، فقد تم التأكيد على وحدة وسيادة الدول التي تواجه الأزمات، وصون مقدرات شعوبها، وتمكين مؤسساتها الوطنية من الاضطلاع بمسؤولياتها في حفظ الأمن والاستقرار ودعم التنمية والبناء والتطور فيها، وضرورة تعزيز جهود العمل العربي المشترك، بما يحقق مصالح الشعوب العربية ومواجهة مساعي التدخل في شؤونها الداخلية التي تستهدف أمنها واستقرارها.

وهكذا، تأتي زيارة الرئيس السيسي إلى دولة الإمارات في إطار علاقات استراتيجية ثابتة بين بلدين، يشكّلان نموذجاً للعلاقات العربية القائمة على أخوة راسخة وواثقة.