تعزيزات تركية إلى الحدود مع سوريا.(أرشيف)
تعزيزات تركية إلى الحدود مع سوريا.(أرشيف)
الأربعاء 7 فبراير 2018 / 12:30

عفرين حرب مفتوحة.. خسائر الجيش التركي تتزايد

24- زياد الأشقر

كتب سميح إيديز في صحيفة "حريت" أن الوضع في سوريا يتجه إلى مزيد من التعقيد. فبعد إخفاق روسيا في إحضار ممثلين عن الأطراف المتحاربة إلى سوتشي، تقدم البعد العسكري مجدداً. وقد تكون الأنظار انتقلت إلى محادثات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة، لكن ثمة أملاً ضئيلاً في أن تسفر هذه المساعي عن تقدم، إذا ما أخذنا في الاعتبار المناخ الحالي من العداء المستمر بين أطراف الصراع.

واشنطن جعلت من بقائها في سوريا مسألة استراتيجية، ونشوب مواجهة تركية-أمريكية هي أقرب مما كانت عليه في أي يوم مضى

وقال إيديز إن الروس والنظام السوري يواصلون مجزرتهم في إدلب، التي يريدون تطهيرها من كل عناصر المعارضة، وليس فقط المجموعات الإسلامية الراديكالية مثل النصرة. ومن المحتمل أن يفاقم إسقاط مقاتلة روسية، بواسطة مقاتلي النصرة معركة انتقامية هناك.

"عملية مفتوحة"
وأشار إلى أن الهجوم التركي على عفرين ضد وحدات حماية الشعب الكردي، يحقق أيضاً تقدماً وفق بيانات الحكومة والجيش التركيين. لكن حتى المحللين يقولون إن هذه "عملية مفتوحة"، وإن لا أحد يعرف الوقت الذي يحتاج إليه الجيش التركي لتحقيق أهدافه. ومن المرجح أم يصبح هذا السؤال الأكثر أهمية بالنسبة إلى الرأي العام التركي مع تزايد الإصابات في صفوف الجنود الأتراك. ولم تكن الأيام الماضية جيدة على هذا الصعيد، على رغم أن الخسائر التي تكبدتها القوات التركية قد لا تضعف عزيمة الحكومة التركية عن مواصلة العملية العسكرية.

منبج

وأوضح إيديز أن الولايات المتحدة وحلفاءها في وحدات حماية الشعب الكردية، قد استفادوا من الإنشغال في عفرين وإدلب. فمع إدراكهم عزم تركيا العلني على تطهير كامل الحدود التركية-السورية من مجموعات تعتبرها أنقرة "إرهابية"، فإن هؤلاء تمترسوا شرق نهر الفرات وغربه، مستعدين لكل الاحتمالات. ويشمل ذلك مواجهة محتملة بين القوات التركية والأمريكية بعد التصريحات الأخيرة الصادرة عن أنقرة. وكرر نائب رئيس الوزراء بكير بوزداغ في مقابلة مع شبكة "سي إن إن ترك"، أن تركيا ستذهب في النهاية إلى منبج، التي تقع شرق الفرات وتسيطر عليها وحدات حماية الشعب التركية المدعومة من الولايات المتحدة.

مواجهة أمريكية-تركية
وحذر بوزداغ الجنود الأمريكيين من ارتداء بزات المقاتلين الأكراد لأنهم سيستهدفون في هذه الحالة. وأعلن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس قبل بضعة أيام أن المباحثات مع أنقرة مستمرة من دون ان يعطي تفاصيل. ويتعين علينا تحليل معنى ذلك، إذا ما اخذنا في الاعتبار التصميم الأمريكي على البقاء في سوريا. وعلمنا من وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أن واشنطن جعلت من بقائها في سوريا مسألة استراتيجية. وباختصار، فإن نشوب مواجهة تركية-أمريكية هي أقرب مما كانت عليه في أي يوم مضى.

اعتماد على روسيا

وفي الوقت ذاته، يتساءل المحللون وكتّاب الأعمدة في الصحف عما إذا كان على تركيا الاعتماد على روسيا بهذا القدر في سوريا. وتبقى أنقرة وموسكو على خلاف حيال مسائل كثيرة لا سيما في ما يتعلق بجوهر الصراع في سوريا بين النظام والمعارضة. ويمكن أن تسوء هذه العلاقة بسرعة كبيرة، بما في ذلك تصميم روسيا على عدم خسارة الأكراد بالكامل لمصلحة أمريكا. ولا مؤشر واضحاً على أن أنقرة وموسكو تتفقان، أكثر مما تتفق أنقرة وواشنطن حول شكل سوريا ما بعد الحرب. وفي غياب رؤية دولية جماعية حول مستقبل سوريا، فإن الخيار الوحيد الموجود هو استمرار الحرب.