مسعفون ينقلون جريجاً أصيب في قصف للنظام السوري على الغوطة الشرية.(أرشيف)
مسعفون ينقلون جريجاً أصيب في قصف للنظام السوري على الغوطة الشرية.(أرشيف)
الخميس 8 فبراير 2018 / 12:55

داعش يستغل الفوضى للعودة إلى العراق وسوريا

حذرت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية من أن داعش يستغل الفوضى في إعادة ترتيب صفوفه وشن هجمات في العراق وسوريا، وبخاصة لأن الصراعات الطائفية باتت تقسم القوى التي كانت تقاتل معاً من أجل دحر التنظيم الإرهابي.

يُقال إن بقية الداعشيين قد عبروا إلى تركيا، كما اتهمت قوات سوريا الديمقراطية بتوفير ممرات آمنة لخروج مئات الداعشيين الذين استسلموا في الرقة

ويشير التقرير الذي أعده كل من هانا لوسيندا سميث وريتشارد سبنسر، أن داعش يشن هجمات يومية منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول)، وعاد إلى قتال قوات نظام الأسد في شمال غرب سوريا، حيث انطلق التنظيم الإرهابي قبل أكثر من عامين. إلى ذلك، ظهر الداعشيون من جديد في محافظة حماة في أواخر العام الماضي وسرعان ما توسعت سيطرتهم على حساب جماعات المعارضة الأخرى حتى سيطروا على منطقة تبلغ مساحتها أكثر من 400 متر مربع على حدود محافظات حلب وحماة وإدلب.

عودة ظهور داعش
وبحسب بيانات ذكرتها مجموعات المراقبة في العراق، فقد شهدت البلاد وقوع 440 عملية تفجير ومجموعة من الاشتباكات وعمليات الاغتيال والخطف نفذها داعش أو مهاجمون مجهولون في المناطق التي تضم وجوداً كبيراً لداعش خلال 100 يوم. ويبدو أن داعش يتمتع بوجود قوي بشكل خاص في محافظة ديالى الشرقية ومناطق محافظة الموصل والأنبار حيث يُعتقد أن أبو بكر البغدادي زعيم داعش يختبئ هناك.

إلى ذلك، شن داعش 112 هجوماً باستخدام الهجمات الانتحارية والسيارات المفخخة، وقد تضاعف معدل تلك الهجمات منذ بداية العام الحالي، وظهر الداعشيون بجرأة في المناطق التي احتفل فيها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بالانتصارات المبكرة على التنظيم. وعلى سبيل المثال، في بلدة الحمام العليل (التي تم تحريرها من داعش في شهر نوفمبر(تشرين الثاني) للعام 2016) قام الداعشيون بإنزال العلم العراقي يوم 29 يناير (كانون الثاني) وهددوا السكان بعدم إعادته. أما في الريف بغرب الموصل فقد أفاد السكان أن داعش قدم عرضاً عسكريا يوم 6 يناير (كانون الثاني) لاستعراض نفوذه في المنطقة.

تداعيات النزاع على كركوك

ويلفت تقرير "ذا تايمز" أن تنظيم داعش الإرهابي يقوم بإعادة تنظيم صفوفه واستعادة نفوذه في العراق وسوريا منذ اندلاع الاشتباكات ما بين قوات البشمركة الكردية وقوات الحكومة العراقية (رغم أنهما كانا يحاربان داعش معاً)، وذلك بسبب النزاع على مدينة كركوك في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ويرى أنطوني فرانكس، المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، أن العراق استطاع في غضون ثلاث سنوات بالشراكة مع حلفائه (البشمركة وإيران) تحويل كارثة إستراتيجية إلى نجاح عسكري، ولكن إذا لم يتم إصلاح المرض السياسي الكامن في العراق الذي يتمثل في انتشار الطائفية والفساد، فإن التمرد يمكن أن يشعل النار مرة أخرى بسهولة، لاسيما أن داعش عاد إلى تكتيكات إثارة التمرد، فقد وقع العديد من عمليات الاغتيال لرؤساء البلديات وزعماء القبائل، إضافة إلى عمليات الخطف للحصول على فدية. ومنذ أواخر شهر أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، قتل داعش ما لا يقل عن 390 مدنياً عراقياً فضلاً عن 142 جندي من قوات الأمن المختلفة في البلاد.

خطأ الانسحاب الأمريكي من العراق
وينوه التقرير إلى وجود قرابة 7000 جندي أمريكي في العراق يتم سحب العديد منهم؛ إذ ينتقل القتال ضد داعش من استعادة الأراضي إلى الحفاظ على الأمن، ولكن الولايات المتحدة حريصة على تجنب تكرار ما حدث في عام 2011 عندما قاد انسحاب قواتها من العراق إلى خلق فراغ ملأته الطائفية وصعود التنظيمات الإرهابية بعد ثلاث سنوات.

وينقل تقرير "ذا تايمز" عن الكولونيل ريان ديلون، المتحدث باسم عملية "الحل المتأصل" التي تشنها قوات التحالف ضد داعش في العراق وسوريا، قوله: "عندما تم حلّ الجيش العراقي في عام 2014 شهدنا ظهور داعش باعتباره جيشاً، وحالياً بحسب تقارير ضباط في قوات النظام السوري فإن أعضاء داعش لديهم القدرة على المرور عبر المناطق المؤيدة لنظام الأسد والواقعة تحت سيطرة روسيا للوصول إلى مواقع مثل دمشق وإدلب".

مخاطر التدخل التركي
ويوضح التقرير أن آلافاً من مقاتلي داعش تمكنوا من النجاة من الهجوم الذي شنه التحالف بقيادة الولايات المتحدة مع حلفائه (قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد) على مدينة الرقة، ولا يزال للبعض منهم نفوذ وتحديداً في ثلاث مناطق تحاصرها قوات نظام الأسد أو قوات المعارضة، ويُقال إن بقية الداعشيين قد عبروا إلى تركيا، كما تم اتهام قوات سوريا الديمقراطية بتوفير ممرات آمنة لخروج مئات الداعشيين الذين استسلموا في الرقة.

ويختتم التقرير بالإشارة إلى مخاوف الكولونيل ديلون من أن الهجوم التركي على عفرين، الواقعة تحت سيطرة الأكراد، الذي بدأ الشهر الماضي، قد يقود إلى وقف محاربة قوات سوريا الديمقراطية لداعش من أجل الدفاع عن المناطق الكردية. وفي الوقت نفسه يتهم المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، مصطفى بالي، تركيا بتشجيع داعش ضمنياً؛ حيث أن العملية العسكرية في عفرين تساهم في إعادة إحياء داعش وتمنح التنظيم الإرهابي الفرصة لشن هجمات جديدة.