الرئيس الامريكي دونالد ترامب.(أرشيف)
الرئيس الامريكي دونالد ترامب.(أرشيف)
الخميس 8 فبراير 2018 / 13:23

تشدّد تجاه إيران والإسلاميين.. ترامب نحو ولاية ثانية؟

رأى محرّر الشؤون الدفاعية والخارجية في صحيفة "ذا دايلي تلغراف" البريطانية كون كوغلين أنّ هنالك إدراكاً بدأ يتشكل أخيراً لدى العديد من نقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مفاده أنّ سياسات البيت الأبيض ليست بالسوء الذي روّج له هؤلاء. وكتب في صحيفة ذا ناشونال الإماراتية مقالاً أوضح من خلاله أنّه بعد تأدية ترامب الموزونة لخطابه الأخير عن حال الاتحاد، بات هنالك قبول متزايد بأنّ الرئيس الأمريكي ليس ذاك الرجل المهووس بالتغريدات على تويتر كما وصفه بذلك قسم كبير من الإعلام الليبيرالي.

موقف ترامب غير القابل للتسوية يمكن أن يكون خبراً سيئاً لإيران التي تستمر بالتدخل في شؤون الدول العربية المجاورة لها، على الرغم من التحذيرات الكثيرة التي وجّهتها واشنطن إليها

يعتبر خطاب حال الاتحاد اللحظة التي بإمكان رئيس أمريكي أن يتوجه عبرها إلى الأمة بأكملها مطالباً إياها بوضع خلافاتها جانباً والتوحد من أجل الخير العام. بعد كل الانقسامات السياسية التي برزت في الولايات المتحدة عقب وصول ترامب إلى البيت الأبيض، كان هنالك حاجة ماسّة إلى خطاب رئاسي ذي نبرة تصالحية. وهذا بالتأكيد ما سعى إليه ترامب خلال خطابه المتلفز أمام الكونغرس حيث شدّد على الفرص العديدة التي يمكن لكثير من الأمريكيين أن يتمتعوا بها بفضل سياسة أمريكا أولاً.

الديمقراطيون منشغلون
لم يحصل ترامب على تصفيق الديموقراطيين حول سياساته الاقتصادية، إذ إنّ عيون هؤلاء منصبّة على الانتخابات النصفية التي ستجري لاحقاً خلال السنة الحالية. لكن في جميع الأحوال، إنّ النبرة التصالحية في خطاب الرئيس الأمريكي أظهرت قدرته على أنه حين يريد، يستطيع أن يكون شخصاً رئاسيّاً مختلفاً عن ذاك الذي تظهره تغريدات معيّنة. وأضاف كوغلين أنّ هذا يشير إلى مشكلة جوهرية تبرز عند محاولة تقييم إدارة ترامب، متسائلاً: هل يجدر الانتباه إلى الرسائل التحريضية الصادرة عن حساب الرئيس على تويتر أم يجب، عوضاً عن ذلك، التدقيق في البيانات الاقتصادية الشاملة التي تبدو أكثر إثارة للإعجاب والتي تُظهر أنّ رئاسته ليست الكارثة التي توقعها البعض؟

إحتمال لم يكن متخيّلاً
يجيب كوغلين على السؤال كاتباً أنّ البيانات الاقتصادية الأخيرة تقترح أنّ الرئيس يقدم مهمة جيدة في إدارة البلاد مع نمو صحي يبلغ 3.2% يترافق مع نموّ في أجور الطبقة العاملة يتخطى ذاك الموجود في سائر القطاعات الاقتصادية، تماماً كما وعد ترامب خلال حملته الانتخابية. أكثر من ذلك، يُظهر أداء ترامب أنّ رئاسته ليست انحرافاً غريباً عن القواعد السياسية، وأنّها ستحمل تغييراً جوهريّاً إلى السياسات الأمريكية في الداخل والخارج. إنّ نجاح ترامب في إدارة الاقتصاد الأمريكي دفع بعض الدوائر الجمهورية إلى الحديث عن ترشحه وفوزه بولاية رئاسية ثانية، وهو احتمال لم يكن متخيّلاً منذ أشهر قليلة فقط.

تشدّد تجاه الإخوان وحماس

تزايد إدراك أنّ رئاسة ترامب ليست ظاهرة عابرة بل هي هنا كي تبقى، يجب أن يدفع زعماء العالم نحو إعادة التفكير بموقفهم إزاء رجل يفرح كثيراً في إثبات أخطاء نقّاده. وهذا صحيح بشكل خاص في بعض مناطق الشرق الأوسط حيث يُتوقع للالتزام الأمريكي بمواجهة أعداء واشنطن أن يكون له انعكاسات جريئة. ولخّص كوغلين سياسة ترامب الخارجية بكونها علاقة جيدة مع الأصدقاء وفتحاً لأبواب الجحيم أمام الأعداء. وفي هذا الإطار، توقع الكاتب أن يتّخذ الرئيس الأمريكي موقفاً متشدداً تجاه مجموعات مثل الإخوان المسلمين الإرهابية وحركة حماس.

خبر سيّئ لإيران

موقف ترامب غير القابل للتسوية يمكن أن يكون خبراً سيئاً لإيران التي تستمر بالتدخل في شؤون الدول العربية المجاورة لها، على الرغم من التحذيرات الكثيرة التي وجّهتها واشنطن إليها. وفي خطاب حال الاتحاد، خصّص ترامب إشارة إلى المظاهرات الإيرانية حيث نزل آلاف المحتجين إلى الشوارع من أجل إسماع صوتهم إلى حكم الملالي الديكتاتوري. لقد دعم الرئيس المتظاهرين الذين دعوا الحكومة إلى إجراء إصلاح سياسي واقتصادي شامل، مشدّداً في الوقت نفسه على انتقاده للاتفاق النووي الذي وقّع عليه أوباما وقادة دول آخرين. وكما يعمل ترامب على تحقيق وعوده الانتخابية لإصلاح الاقتصاد الأمريكي، يعيد أيضاً تحديد الأسلوب التي تواجه أمريكا من خلاله أعدائها: "في الوقت الذي نعزّز صداقاتنا حول العالم، نستعيد أيضاً الوضوح تجاه أعدائنا".