شعار القمة العالمية للحكومات
شعار القمة العالمية للحكومات
الخميس 8 فبراير 2018 / 15:48

"قمة الحكومات".. مجلس وزراء عالمي مصغر يستشرف مستقبل العالم

نجحت القمة العالمية للحكومات على مدى 5 سنوات سابقة في التحول إلى ما يشبه مجلس وزراء عالمي مصغر يخطط ويضع الاستراتيجيات ويستشرف المستقبل.

ويعكس شعار القمة التي تنطلق نسختها السادسة بعد غدٍ السبت تحت شعار "بناء تصور عالمي مشترك لحكومة المستقبل"، حجم التأثير الذي باتت تشكله على الصعيد العالمي، في الوقت الذي يرتقي فيه التمثيل العالمي من القادة والوزراء والخبراء والمفكرين والشخصيات الأكاديمية المعلن عنها استضافتها في كل دروة.

القضايا الملحة
وتطرح القمة العديد من القضايا الملحة التي تواجهها البشرية وكيفية التعامل معها على النحو الأمثل، مستعرضة آفاق التطورات المستقبلية في مختلف المجالات والقطاعات العلمية والتقنية والطبية والصحية والمجتمعية ككل، وكيفية بناء مستقبل مستدام للأجيال الشابة.

أكبر تجمع حكومي
ولا شك في أن القمة تشكل أكبر تجمع حكومي سنوي عالمي ومنصة دولية لتبادل المعرفة وترويج مفاهيم الشفافية على المستويين الإقليمي والدولي، وتطلق تقارير ومؤشرات تنموية عالمية وتساهم في بناء شراكات مع أهم المنظمات الدولية.

وحققت القمة منذ انطلاق دورتها الأولى في عام 2013 صدى وطنياً وإقليمياً مميزاً عبر حوار وطني مفتوح بين قيادة الصف الأول ومختلف قيادات العمل الحكومي لتضع سقفاً جديداً لتوقعات وطموحات المجتمع من الأداء الحكومي.

تحول هام
وشهدت القمة تحولاً هاماً في دورتها الرابعة لتصبح "القمة العالمية للحكومات"، وواكب ذلك إدخال العديد من التغييرات الجذرية لتشكل مؤسسة عالمية تعمل على مدار العام.

وجمعت القمة الحكومية في دورتها الأولى في فبراير (شباط) من العام 2013 الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والإقليمية والعالمية لتبادل المعرفة ونشر أفضل الممارسات الإدارية الحكومية من خلال عرض التجارب والخبرات المتميزة بحضور 150 خبيراً دولياً على مدى 30 جلسة حوارية وورشة عمل، ونحو 3 آلاف شخص بين حضور ومتحدثين من 30 دولة، وتضمنت إطلاق 9 تقارير عالمية.

تسلسل زمني
وركزت القمة في دورتها الأولى قطاعات حيوية في الإدارة الحكومية والابتكار وتعميم المعرفة في المنطقة العربية.

وسلطت القمة الثانية في 2014 الضوء على مستقبل الخدمات الحكومية وتحقيق السعادة للمتعاملين والاستفادة من التجارب المتميزة في القطاع الخاص، وساهمت 60 شخصية من كبار المتحدثين في الجلسات الرئيسية والتفاعلية بينهم عدد من القادة وصناع القرار والوزراء والرؤساء التنفيذيون وقادة الفكر والإبداع والمسؤولين الحكوميين والخبراء في إطلاق مجموعة من التقارير الدولية حول تطوير الخدمات الحكومية.

وافتتح في النسخة الثانية من القمة متحف الخدمات الحكومية المستقبلية، وهو عبارة عن معرض تفاعلي للتصاميم المستقبلية، يستكشف مستقبل خدمات السفر والرعاية الصحية والتعليم، ويحتضن أكثر من 80 مصمماً وتقنياً ومخططاً مستقبلياً عالمياً من قرابة 20 دولة، بهدف وضع تصور لكيفية تطوير هذه الخدمات في الأعوام المقبلة.

وبمشاركة نحو 4000 مشارك من 93 دولة انتقلت القمة في العام 2015 من ريادة الخدمات الحكومية إلى استشراف المستقبل لتصبح أكبر تجمع حكومي سنوي في العالم.

وتقدم المتحدثون في تلك القم  ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وركزت القمة على تشكيل الحكومات في المستقبل وتعزيز أداء تقديم الخدمات وأطر تعزيز التعاون والتنسيق بين الحكومات، والترويج لتبادل المعرفة والخبرات حول أفضل الممارسات العالمية المبتكرة في القطاع العام.

وشهدت فعاليات القمة جائزتين عالميتين، ومتحفاً للجيل القادم من حكومات المستقبل، ومنصة هي الأكبر من نوعها للابتكار في القطاع الحكومي.

ورسخت الدورة الرابعة من القمة قيمة القمة باعتبارها أكبر تجمع عالمي متخصص في استشراف حكومات المستقبل، وشارك في النسخة التي عقدت في فبراير (شباط) من العام 2016 أكثر من 120 دولة و4500 مشارك، منهم 2000 شخصية حكومية رفيعة المستوى من خارج الدولة إضافة إلى 4 منظمات عالمية هي الأمم المتحدة والبنك الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والمنتدى الاقتصادي العالمي.

وتناولت القمة في العرض والحوار والنقاش أكثر من 70 موضوعاً يلقي الضوء عليها كبار المتحدثين في جلسات رئيسية وتفاعلية، جمعت عدداً من القادة وصناع القرار والوزراء والرؤساء التنفيذيين وقادة الابتكار والمسؤولين والخبراء ورواد الأعمال.

وأطلقت القمة في دورتها الرابعة بعض المؤشرات التنموية العالمية تجسيدا لدورها في استشراف المستقبل بالتعاون مع مؤسسات علمية محايدة ومعتمدة عالمياً، حيث تحولت القمة في دورتها الرابعة إلى مركز بحثي معرفي حكومي يصدر الدراسات والأبحاث والتقارير على مدار العام.

ونظم مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي معرض الحكومات الخلاقة، الذي يهدف إلى تمكين نحو 15 حكومة ممن طبقت تجارب مبتكرة من عرض تجاربها وتبادل المعرفة والخبرات، وتمكين المسؤولين الحكوميين من اختبار التقنيات الحديثة التي تساعدهم على قيادة تغيير سريع في حكوماتهم استعدادا للمستقبل.

ضيف الشرف
وتمثل التغيير في ملامح القمة بضيف الشرف السنوي الذي تستقبله القمة العالمية للحكومات لعرض تجربته الثرية بشكل أوسع وكان ضيف شرف الولايات المتحدة الأميركية.

وأطلقت القمة في دورتها الرابعة جائزة سنوية جديدة بعنوان "جائزة أفضل وزير على مستوى العالم"، لتكريم أفضل وزير قام بقيادة مشروع حكومي نوعي جديد وناجح، واستثنت من المشاركة وزراء دولة الإمارات حفاظاً على حيادية الجائزة.

استئناف الحضارة
وشكل حوار حول استئناف الحضارة الذي أجراه  نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نقطة انطلاق جديدة للقمة وحجم تأثيرها في مجال القراءة الواقعية للواقع المعاش، وحجم التحديات التي تعترض مسيرة الدول العربية في النهوض بحضارتها وتنميتها، وأبرز الفرص التي تمكنها من ذلك.

الرميخ 2117
وفي النسخة الخامسة أيضاً أعلنت الإمارات عن مشروع "المريخ 2117"، وضمت القمة العديد من المسارات التي تناولت أبرز القضايا التي تواجه الحكومات والدول عبر العالم كتحدي التكنولوجيا، وسيكولوجية التطرف، والمفهوم الجديد للتعليم، ومستقبل السعادة، وشكل حكومات المستقبل، وطاقة المستقبل ومسار مستقبل الرعاية الصحية.

أجندة الدورة السادسة
وانطلاقاً من كل تلك النجاحات تستعد دولة الإمارات العربية لاستضافة القمة العالمية للحكومات في نسختها السادسة عبر التركيز على الجيل القادم من الحكومات وكيفية الاستفادة من الابتكار والتكنولوجيا في إيجاد حلول فعالة للتحديات العالمية التي تواجه البشرية.

وتضم القمة في نسختها السادسة 16 منظمة دولية، و120 جلسة رئيسية، و140 دولة مشاركة، و4 آلاف مشارك، وأكثر من 26 رئيس دولة ووزراء ورؤساء منظمات.

وتشهد القمة هذا العام إقامة منتدى عالمي لحوكمة الذكاء الاصطناعي، ومنتدى استيطان الفضاء، والإعلان عن الفائز بجائزة أفضل وزير للعالم، وتطلق أول تقرير للسعادة في العالم.

وتعرض القمة تجارب الهند والدول الاسكندفانية وصناعة مفهوم السعادة الدولية والإيجابية، والتكنولوجيا وتجربة اليابان، والقيم الإنسانية وأهميتها للدول، إضافة إلى التغذية، والقصص الملهمة، واستعراض نماذج جديدة من صناع الأمل.

وتشهد القمة أيضاً إقامة منتدى التغيير المناخي الذي يناقش تداعيات التغيير المناخي، وتأثيره على الناس في ظل تقارير تشير إلى خسائر وصلت إلى تريليوني دولار.