المحامي اليهودي ألان ديرشوفتز متحدثاً أمام طلاب في جامعة بماساتشوستس.(أرشيف)
المحامي اليهودي ألان ديرشوفتز متحدثاً أمام طلاب في جامعة بماساتشوستس.(أرشيف)
الجمعة 9 فبراير 2018 / 14:36

الأهداف الحقيقية لقطر من التودد ليهود أمريكا

كتب جوناثان توبين في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن النقاش حول سمعة قطر بات محتدماً في واشنطن حيث تشن الدوحة حملة واسعة النطاق تهدف إلى إقناع الأمريكيين بعدم دعم المملكة العربية السعودية لعزلها. وبينما باتت المساعي للتأثير على واشنطن مألوفة، فإن الهدف الأوضح لحملة العلاقات العامة القطرية، ليس الكونغرس ووسائل الإعلام كما جرت العادة.

ذهب آلأان ديرشوفيتز إلى حد القول إن قطر "هي إسرائيل الخليج". وأثار ذلك بدوره رد فعل غاضب من شخصيات أخرى مؤيدة لإسرائيل

وقال إن الفريق القطري يركز على الفوز بقلوب وعقول نخبة من قادة الرأي لا تحظى عادة بكل هذا الاهتمام، من قبل دول عربية، وهي المجموعة المؤيدة لإسرائيل عموماً واليمين اليهودي المتطرف خصوصاَ. ولم يسفر ذلك عن الحصول على بعض المنافع للقطريين فقط، وإنما مهد لحرب أهلية بين الموافقين على الأخذ بحجج الدوحة وأولئك الذين يرون أنها تستخدم هذه الحجج كحملة دعائية الهدف منها التغطية على دعمها للإرهاب. وعلى رغم الصدى الذي يلقاه هذا الشجار الجماعي الكريه، فإن من المفيد التفكير بما إذا كانت قطر ترمي إلى أهداف أخرى من وراء حملة العلاقات العامة التي تخوضها في واشنطن. وبعد كل ذلك، فإنه من المنطقي للدوحة أن تسعى خلف أولئك الذين يصغي إليهم الرئيس دونالد ترامب.

الرأي العام المؤيد لإسرائيل
ومع ذلك، فإن الانتباه غير المتناسق الذي يعطى لليهود قد يكون أكثر شراً في الأصل، وهذا يجب أن يكون معلوماً لطلاب التاريخ اليهودي والصهيوني. والتفسير الواضح لاستراتيجية قطر هو الأهمية المتزايدة للرأي العام المؤيد لإسرائيل في إدارة ترامب، خصوصاً عند المقارنة بإدارة الرئيس السابق باراك أوباما. ومع تعيين مؤيدي الإستيطان في مناصب مثل السفير الأمريكي لدى إسرائيل وبوجود يهود متشددين مثل جاريد كوشنير صهر ترامب، إلى جانب ترامب، فإن اسهم البورصة اليهودية في أعلى مستوياتها.

مجموعات الضغط
واعتبر توبين أن ذلك يزيد من أهمية المنظمات المؤيدة لإسرائيل ولجماعات الضغط التي يفترض أنها معادية لأي دولة خليجية، لا سيما دولة ترعى قناة الجزيرة المعادية لإسرائيل وتلعب دوراً رئيسياً في تمويل حماس. وأسفر ذلك عن سلسلة من الدعوات لشخصيات مؤيدة لإسرائيل لزيارة الدوحة والاستماع إلى قيادييها وهم يشرحون قضيتهم. ويصر البعض من هؤلاء مثل زعيم المنظمة الصهيونية لأميركا مورت كلاين على أنهم ذهبوا إلى الدوحة لإقناع مسؤوليها بوقف دعمهم للإرهاب. وعاد بعضهم من جولة في قطر ليشيدوا بالإمارة ويقولوا إنهم حصلوا على تأكيدات بأن الدوحة لم تتمتع بعلاقات وثيقة مع حماس.

قطر هي إسرائيل الخليج
ولفت إلى أن أحد المتحولين الرئيسيين لدعم الجانب القطري، هو المحامي والمؤلف ألان ديرشوفتز، الذي كان لفترة طويلة ديموقراطياً ليبرالياً وأحد أعمدة الجماعات المؤيدة لإسرائيل. وكان ديرشوفتز متأثراً بتقرب قطر من اليهود مشيراً إلى أنها ترحب باستضافة الرياضيين الإسرائيليين. وذهب إلى حد القول إن قطر "هي إسرائيل الخليج". وأثار ذلك بدوره رد فعل غاضب من شخصيات أخرى مؤيدة لإسرائيل مثل الباحث جوناثان تشانزر من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الذي وصف إدعاء قطر بالنسبة لحماس والإرهاب، بأنه خاطئ.