دبابات تركية تقصف عفرين (أرشيف)
دبابات تركية تقصف عفرين (أرشيف)
الأحد 11 فبراير 2018 / 15:45

تقرير أمريكي: على واشنطن ردع تركيا فوراً

كتبت ميغان بوديت، في موقع "ديفينس وان" الأمريكي، أنه على الولايات المتحدة التدخل الآن لوقف العمليات العسكرية التي تشنها تركيا في سوريا، مشيرة إلى أن واشنطن مخطئة في إسترضاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والسماح له بالتدخل العسكري في شمال سوريا.

في مواجهة غزو تركيا لعفرين، على الولايات المتحدة حظر الأسلحة إلى تركيا طالما أنها توظف وكلاء من تنظيم القاعدة وتعمد إلى مهاجمة المدنيين الأكراد

وتعتبر كاتبة المقال، وهي مديرة التوعية بهيئة المعونة الكردستانية، أن هجمات تركيا الأخيرة على عفرين تكشف العديد من الحقائق الصعبة لصناع القرار الأمريكيين، وفي مقدمها أن تركيا تتصرف منفردة بعيداً عن الولايات المتحدة وأوروبا وأعضاء الناتو الآخرين والتحالف الدولي ضد داعش، وذلك بدافع خوفها الشديد من حصول الأكراد على الحكم الذاتي، لدرجة أنها مستعدة للتعاون مع الجهاديين في سبيل وقف طموحات الأكراد. ما يعني أن تركيا باتت على خلاف مع جميع اللاعبين الرئيسيين الآخرين في الحرب السورية.

نتائج عكسية
وتشير الكاتبة إلى محاولات المسؤولين الأمريكيين إضفاء الشرعية على الهجمات التركية في عفرين واعتبارها مبررة من منطلق الحفاظ على المصالح الأمنية التركية، ولكن الولايات المتحدة مخطئة في هذا الشأن لأن التدخل التركي يقود إلى نتائج عكسية. فبينما تدعي تركيا أنها تقوم بالدفاع عن نفسها، فإن عفرين لم تشكل أي تهديد ضد تركيا، كما أن أردوغان أعلن بنفسه أن هذه العملية العسكرية تستهدف تغيير التركيبة الديمغرافية لعفرين وإزالة الأغلبية الكردية.

وتوضح الكاتبة أن الولايات المتحدة لن تحقق مكتسبات من السماح لتركيا بمواصلة قصف عفرين دون عقاب، وإذا نجحت تركيا في حملتها العسكرية وأقامت "المنطقة العازلة" التي تقترحها، فإن ذلك سيقود إلى تمكين داعش والقاعدة، وإطالة أمد الحرب وتشريد الآلآف، فضلاً عن العديد من النتائج الأخرى التي ستؤدي إلى زعزعة الاستقرار.

معاقبة تركيا
ومن أجل منع هذه الخسائر، تحض الكاتبة الولايات المتحدة على وضع سياسة شاملة لمعاقبة تركيا على أفعالها وحماية المدنيين في عفرين وتعزيز الشراكة الأمريكية مع قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة، وترتكز هذه السياسة على ثلاث خطوات، أولها أن تقوم الولايات المتحدة بإدانة الهجمات التركية بشكل كامل وتوضيح رفض التسامح مع المزيد من التوغل التركي في عفرين، خاصةً في ظل الانتهاكات التي ترتكبها تركيا ضد المدنيين، فحسب مجلس الصحة في عفرين، تسببت الغارات التركية في قتل 148 مدنياً وإصابة 365 آخرين، فضلاً عن تشريد الآلاف من ديارهم.

عقوبات على تركيا
أما الخطوة الثانية، حسب الكاتبة، فتتمثل في فرض عقوبات مادية ضد تركيا، إذ إن الولايات المتحدة أكبر مورد أسلحة إلى تركيا. وفي مواجهة غزو تركيا لعفرين، على الولايات المتحدة حظر الأسلحة إلى تركيا طالما أنها توظف وكلاء من تنظيم القاعدة وتعمد إلى مهاجمة المدنيين الأكراد.

وعلاوة على ذلك، يمكن للولايات المتحدة فرض عقوبات محددة ضد القيادات التركية المسؤولة عن تخطيط وتنفيذ العمليات العسكرية في عفرين.

دعم الأكراد
وترى الكاتبة أن الخطوة الثالثة هي زيادة مساعدات الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية وإمداد القوات الموجودة قرب عفرين بالأسلحة اللازمة للدفاع عن نفسها ضد الهجمات التركية، خاصة بالأنظمة المضادة للطائرات والدبابات.

وتختتم الكاتبة بتأكيد أن تبني الولايات المتحدة للسياسة المقترحة سيكشف للمجتمع الدولي أن تركيا تشن عدواناً غير مبرر ضد السكان المدنيين في عفرين لتحييد السلطة السياسية الكردية، وأن استمرار التدخل العسكري التركي سيجعل المتطرفين المدعومين من تركيا يكسبون المزيد من الأراضي ويصرف انتباه التحالف الدولي عن محاربة داعش، ولذلك يجب على الولايات المتحدة التدخل الفوري لوقف تركيا ودعم الاستقرار في سوريا.