وهذه قمة أخرى

في الإمارات حراك حضاري عظيم. حراك حضاري في عنوانه الرئيسي العام. أما في أفكاره الفرعية، فهناك الكثير من المعرفة والسياسة والاقتصاد والتنمية والبيئة والمسؤولية الاجتماعية والمستقبل والتقنية. فيه أفكار وابتكار، إلهام وإعلام. وفيه يتجلى المستقبل كما يرسمه الفكر الإماراتي الرائد، وكما تقدمه التجربة الإماراتية الواعدة، القائمة على الإنجاز بولاء وانتماء.

القمة العالمية للحكومات هي تجربة بدأت من دبي، بدأت محلية وصارت عالمية لتكون أكبر تجمع حكومي سنوي عالمي. ليست مؤتمراً أو قمة سياسية، إنها أشبه ما تكون بمنصة تطوير وتنمية دولية تهدف إلى الارتقاء بمستقبل الحكومات وتمكينها من تحقيق التفوق والريادة وفيها الكثير من القوة الناعمة.

في القمة الحكومية تحضر قيادات الحكومات ورموز الفكر مع صانعي السياسات ورواد القطاع الخاص لمناقشة سبل تطوير مستقبل الحكومات بناءً على أحدث التطورات والاتجاهات المستقبلية.

هل سمعت عن وظيفة "مستشرف للمستقبل"؟ وهل تخيلت أن يكون هناك "مشروع للرفاه العالمي"؟ وكيف تتخيل عملاً مركزاً يدرس"اليقظة" في الطب؟ وما شعورك وأنت تقابل عقلاً بشرياً متخصصاً في الذكاء الاصطناعي والبيانات الكبيرة؟ وكيف تقابل يداً تصافحك ثم تمد إليك البطاقة الشخصية وبها وظيفة "وزيرة السعادة وجودة الحياة" أو "وزيرة للتلاحم المجتمعي"؟

إن بدا ذلك شيئاً غريباً، فاعلم أنك متأخر عن عصرك أو أنك في المكان الذي لا تستحقه. لأن كل ما سبق وإن بدا أنه مسمى غريب، فإنه لم يعد كذلك في الإمارات؟ فهنا قصة أخرى تروى. ولدينا قمة أخرى تبهر العالم.

استمعنا في القمة العالمية للحكومات إلى ميتشيو كاكو الذي وقف مستشرفا المستقبل، فقال إن رحلته من مانهاتن إلى دبي استغرقت 12 ساعة وقال إن ناسا تُطوّر طائرة ستجعل مدة هذه الرحلة ساعتين فقط. يا له من إبهار!! وتحدث عن المستقبل، وكيف أن صناعة الروبوتات ستكون أكبر من صناعة السيارات. لأن السيارات ذاتها ستكون روبوتات. وكيف أننا سنتمكن من الوصول إلى محامٍ آلي.. حيث سيتيح لنا التعرّف على قوانين الدول، ويُترجم اللغات الأخرى. وكيف أن الطبيب الآلي قادم ليُحدث ثورة في قطاع الرعاية الصحية. أما المبهر لطلاب العلم والمعرفة فهو أن طلابنا سيستغنون عن الآلات الحاسبة وأجهزة الكمبيوتر لأنهم سيرون الجداول الحسابية أمام أعينهم في العدسة اللاصقة. وختم قائلاً "هذا هو عالمنا الجديد الذي يمكن أن نصنعه بأنفسنا".