معرض دمشق الدولي في دورة سابقة (أرشيف)
معرض دمشق الدولي في دورة سابقة (أرشيف)
الخميس 15 فبراير 2018 / 14:43

تنافس روسي-إيراني على جني ثمار التورط في سوريا

قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إن إيران تسعى للاستفادة من استثمارها الكبير في سوريا، على شكل عقود اقتصادية في مجال الإعمار، وتبادل ثقافي، وفتح فروع للجامعات الإيرانية في المدن السورية، مشيرة إلى برنامج تبادل مصغر بين جامعة أزاد الإسلامية وجامعة حلب.

الفرص الاقتصادية تعد مهمة لإيران، لتستعيد 6 مليارات دولار، يقول المسؤولون إن سوريا مدينة لهم بها، وكذلك مهمة للقوة الناعمة التي ترغب إيران في بنائها على المدى البعيد في سوريا

وأشارت الصحيفة إلى أن طهران أنفقت أكثر من 6 مليارات دولار، وخسرت المئات من جنودها، وكانت المبادر الأول لمساعدة رئيس النظام السوري بشار الأسد، في مواجهة الثورة، حيث حشدت القوات العسكرية من العراق ولبنان وأفغانستان، مستدركة بأنها تواجه معركة شاقة للحصول على عائدات من استثمارها الكبير في سوريا.

وقد حصلت الشركات الإيرانية والمؤسسات التابعة للحرس الثوري نظرياً على عقود اقتصادية ثمينة، وتم توقيع اتفاق تفاهم لإدارة وتشغيل الهواتف النقالة، بالإضافة إلى دور مهم يعود عليها بالربح الكبير من خلال مناجم الفوسفات. وحصلت كذلك على أراضٍ زراعية وخطط لفتح فروع للجامعات الإيرانية في سوريا، إلا أن رجال الأعمال ودبلوماسيين شكَّكوا في إمكانية تحقق الربح السريع.

السوريون يفضلون الروس
ونسبت الصحيفة البريطانية إلى ديبلوماسيين أن تطبيق هذه الاتفاقيات مؤجل؛ بسبب تفضيل المسؤولين في النظام السوري الروس، ورغبتهم في جذب العقود الروسية والصينية، وخشيتهم من محاولات إيران زيادة تأثيرها. وقال رجل أعمال سوري: "انظر إلى الاتصالات، هناك فقط مذكرة تفاهم منذ عام أو أكثر، ولم يوقعوا العقد بعد".  

ورغم هذه التضحيات كلها، ترى طهران أن جهودها للاستفادة من مصادر سوريا الطبيعية وعقود إعمارها ربما عُرقلت بسبب وجود أكبر داعم دولي لدمشق، وهو روسيا، التي تدخَّلت عسكرياً عام 2015 لإنقاذ الأسد، وحولت الحرب لصالحه.

من يمول الإعمار؟

وتوضح  الصحيفة أن الإيرانيين والروس والأوروبيين يحذرون من أنه من المبكر الحديث عن مكاسب محتملة من إعادة إعمار نظرية، وأن الأمم المتحدة تقدر كلفة الإعمار بحوالي 300 مليار دولار، فالحرب بين الأسد والمعارضة، لا تزال مستعرة. وتشير الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تدعم قوة تسيطر عليها ميليشيات كردية لمواجهة داعش، ونشرت ألفي جندي ومستشار أميركي، وتسيطر على مساحات واسعة من سوريا، مشيرة إلى أن "السؤال الأهم هو مَن سيقوم بتمويل عملية الإعمار، خاصة أن الدول التي تملك المال، وهي دول الخليج وأوروبا، دعمت الطرف المعارض للأسد، ولا تؤدي دوراً في التنافس الحالي". وتتابع أن بعض المسؤولين الروس عبروا عن قلقهم من تحديد الاستثمارات الإيرانية بالطريقة ذاتها، التي عبَّروا فيها عن قلقهم من مشاركة للدول الغربية".

خيبة إيرانية
وقال مسؤول روسي للصحيفة إن "الأسد عادة ما يتصرَّف لدعم المصالح الإيرانية، عندما يتعلق الأمر بعقود إعادة إعمار محتملة، فإنه من المهم أن نقوم بإدارة ذلك بطريقة تحقق منافع له وللناس من حوله، لكن هذا يجب أن يكون بينه وبيننا دون إيران".
ويقول دبلوماسيون في دمشق  إن التوجهات الأولية غير مشجعة لإيران، حيث لاحظ مسؤول أن الشركات الإيرانية لم تحصل على الكثير في معرض تجاري في دمشق، مقارنة مع الشركات الصينية، وهي قوة ترغب سوريا بإغرائها.

إيران تريد استعادة ملياراتها
وتوضح الصحيفة أن "الفرص الاقتصادية تعد مهمة لإيران، لتستعيد 6 مليارات دولار، يقول المسؤولون إن سوريا مدينة لهم بها، وكذلك مهمة للقوة الناعمة التي ترغب إيران في بنائها على المدى البعيد في سوريا، من خلال التأثير والعلاقات الاقتصادية، ففي العراق مثلاً حصدت إيران ثمار استراتيجيتها، فتأثيرها في العراق لا يتجاوز تأثير الولايات المتحدة فقط، لكن زاد التبادل التجاري وضرب أرقاماً قياسية، ففي عام 2008 كان حجم التجارة مع العراق بقيمة 2.3 مليار دولار، إلا أنه وصل عام 2015 إلى 6.2 مليار دولار".

وقال رجل أعمال إيراني للصحيفة، إن "سوريا تحتاج إلى سنوات طويلة قبل أن تقف على قدميها، بخلاف العراق، الذي يملك الكثير من المصادر... الأولوية بالنسبة لإيران تظل العراق، حيث لديه هناك مزايا تنافسية".