وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان تيلرسون وماتيس والقطريان محمد بن عبدالرحمن و خالد العطية (أرشيف)
وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان تيلرسون وماتيس والقطريان محمد بن عبدالرحمن و خالد العطية (أرشيف)
الخميس 15 فبراير 2018 / 13:41

شراء قطر للأسلحة كما تحالفاتها ... بلا معنى

كتبت المحلّلة في الشؤون العسكريّة ألكسندرا غوتوفسكي أنّ قطر أعربت عن اهتمامها بشراء منظومة أس-400 الدفاعيّة الروسية، في خطوة مثيرة للجدل وقد تخاصم الولايات المتحدة بسببها مع ازدياد النفوذ الروسي في الشرق الأوسط والذي تجد واشنطن صعوبة في تحجيمه.

المقاطعة التي تقودها السعودية مستمرة وتبقى قطر معزولة جداً كي تنخرط بشكل ناجح مع الولايات المتحدة وروسيا

وفي موقع "ريل كلير ديفنس" الأمريكي شرحت أن هذه المنظومة توازي نظيرتها الأمريكية باتريوت رايثون ويصل مداها إلى 400 كيلومتر كما تستطيع الاشتباك مع ستة أهداف دفعة واحدة.

ويمكن لهذه المنظومة أن تُنشر بسرعة ما يصعب تحديد موقعها وعرقلة عملها. وأضافت أنه إلى الآن، لم تقم واشنطن بالكثير لمنع انتشار هذه الأسلحة الروسيّة الخطيرة في الشرق الأوسط.

تنظر قطر إلى حيازة هذه الأسلحة على أنّها أسلوب لخلق انطباع إيجابيّ عن الدوحة في روسيا. إنّ العديد من قرارات تأمين المنظومات العسكرية لدى قطر يستند إلى قوّتها في تعزيز التحالفات لا إلى فاعليّتها الميدانية.

فعلى سبيل المثال، تعمل قطر الآن على شراء مقاتلات متعددة المهام من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة على الرغم من أنّ شراءها لنوع واحد من الأسلحة، سيكون أكثر من فعّال كما تابعت غوتوفسكي. فحيازتها لجميع هذه الأنواع ستضاعف كلفة التدريب والصيانة ثلاث مرات، وهذا فقط من أجل فرق هامشيّ في القدرة القتالية. لذلك، إنّ تفعيل منظومة الباتريوت المقرّر بيعها لقطر والأس 400 لا معنى عملياً له بالنسبة إلى قطر.

تنظر إلى واشنطن لحل أزمتها
تضيف الكاتبة أنه في الوقت الذي تسعى الدوحة إلى بناء علاقة متينة مع روسيا، تعتمد أيضاً على الولايات المتحدة لإصلاح علاقاتها المتضررة مع دول عربية خليجية أخرى. لقد كانت قطر على خلاف مع جيرانها منذ سنة 2011 على الأقل، حيث دعمت الدوحة وذراعها الإعلامية، قناة الجزيرة، مظاهرات الربيع العربي حينها، حتى عند وصول الإسلاميين إلى السلطة. أخيراً، اتهمت دول خليجية قطر بدعم الإرهاب والاصطفاف إلى جانب طهران.

وتدهورت العلاقات بين قطر وجيرانها الصيف الماضي بعد مقاطعة السعودية والإمارات ودول أخرى للدوحة، الأمر الذي أدى إلى تضرر الاقتصاد القطري.

تشير غوتوفسكي إلى أنّ الحكومة القطرية ضخّت 34 مليار دولار في الاقتصاد المحلي لإبقائه صامداً. وبحسب وجهة نظر المسؤولين القطريين أنفسهم، فإن انخراط الدوحة في العلاقة مع أمريكا هو أضمن طريق باتّجاه إصلاح الضرر. وقال وزير الدفاع القطري في زيارة قام بها مؤخراً إلى واشنطن إن "الشخص الوحيد الذي يستطيع حلّ المسألة في مجلس التعاون الخليجي هو الرئيس ترامب. بإمكانه حلها باتصال هاتفي". وللوصول إلى غايتها، كانت قطر حريصة على تطوير علاقاتها مع الأمريكيين.

مكافحتها للإرهاب.. تحسين تجميلي فقط

منذ بداية المقاطعة، أنفقت قطر 5 ملايين دولار على العلاقات العامة، واستخدمت 7 شركات ضغط أمريكية. وتتابع محلّلة الشؤون العسكرية فتكتب أن قطر قامت ببعض التنازلات الملحوظة، مثل الموافقة أخيراً على الكشف عن أموال خطوطها الجوية معيدة تقويم ظروف عمل الخطوط الجوية الأمريكية في الوقت نفسه.

وفي محاولة لتأدية خدمة للجيش الأمريكي، تقوم قطر بتقديم تسهيل لظروف عائلات الجنود في قاعدة العديد العسكرية التي تدعم القوة الجوية للتحالف الدولي الذي يحارب الإرهاب في العراق وسوريا وأفغانستان.

ورغم ما سبق، تؤكد غوتوفسكي أنّ تسامح قطر مع تمويل الإرهاب يستمر في إضعاف علاقة قطر مع الولايات المتحدة. فمنذ إعلان الرباعي مقاطعته لقطر، قدّمت الدوحة تحسينات تجميلية في هذا المجال.

لقد شاركت في ثلاث محادثات ثنائية كبيرة على الأقل حول هذا الموضوع تكللت في حوار مرتبط بمكافحة الإرهاب في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. لكنّ الدوحة تحتاج إلى صنع تغييرات يمكن التحقق منها من أجل تحسين سجلّها المقلق في هذا المجال.

لا تحسن قراءة الواقع.. ستبقى معزولة
بالرغم من أنّ جهود قطر تؤتي ثمارها إلى حدّ معين مع الأمريكيين، توضح غوتوفسكي أنّ الدوحة لم تخرج من مشاكلها. فالمقاطعة التي تقودها السعودية مستمرة وتبقى قطر معزولة جداً كي تنخرط بشكل ناجح مع الولايات المتحدة وروسيا. ومع أنّ واشنطن فشلت في مواجهة النفوذ الروسي المتنامي في المنطقة، لا تحسن قطر قراءة الوضع الحالي.

 فالدوحة التي تعاني في علاقتها أساساً مع الولايات المتحدة، تخاطر بعزل نفسها أكثر بانخراطها مع موسكو. وتشدّد الكاتبة على وجوب دحر الولايات المتحدة للدور الروسي الخبيث في المنطقة، لذلك إنّ قطر هي الحلبة الأقل كلفة لفعل ذلك.

فالدوحة حريصة على الحصول مجدداً على خدمة أمريكية، وقدمت تنازلات مهمة. من هنا، يجب على واشنطن إضافة التخلي عن شراء المنظومة الروسية إلى لائحة التنازلات.