الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الجمعة 16 فبراير 2018 / 13:59

جهود ترميم العلاقات التركية-الأمريكية تراوح مكانها

استدعى التدخل العسكري التركي في شمال تركيا، وتوتر العلاقات بين أنقره وواشنطن، مطالبة عدد من المتابعين والخبراء البلدين للمسارعة في تنقية الأجواء، واستعادة تفاهمات قديمة، قبل فوات الأوان.

سعى مسؤولون أمريكيون لإقناع تركيا بتضييق مساحة عملياتها العسكرية، وتجنب قتل مدنيين، والامتناع عن التحرك نحو منبج حيث تتواجد قوات أمريكية بمرافقة عناصر من YPG، مع الاستمرار في تركيز القتال ضد داعش

ولفتت آماندا سلوات، زميلة بارزة لدى مؤسسة بروكينغز، عملت كنائبة مساعدة لوزير الخارجية لشؤون أوروبا وشرق المتوسط، فضلاً عن مستشارة لمنسق البيت الأبيض حول الشرق الأوسط ، إلى محادثات شاقة أجراها، قبل أيام في أنقره، مسؤولون أمريكيون، في مقدمهم أتش آر ماكماستر، مستشار الأمن القومي، وجيمس ماتيس، وزير الدفاع، وريكس تيلرسون، وزير الخارجية.

آمال
وتقول الكاتبة إنه، واستناداً لتصريحات قادة أتراك، فقد علقت آمال عريضة على تلك اللقاءات. وقال مولود جاويش أوغلو، وزير الخارجية التركي: "إما أن يتم إصلاح علاقات ثنائية متوترة، وإلا تنهار تماماً". وردد رئيس الوزراء، بن علي يلدريم، صدى تلك الكلمات، بقوله: "يفترض بحليفنا في الناتو، وشريكنا الاستراتيجي القديم، أن يستجمع قواه ويتخذ قراراً حكيماً". وجاءت تلك التصريحات بعد زيارة ماكماستر، لذا يمكن الافتراض أن الجانب التركي لم يتلق الإجابات المرغوبة.

آراء متشعبة
وبرأي سلوات، تركزت أولى المحادثات على آراء متشعبة بالنسبة للوضع في سوريا، وخاصة استياء الأتراك حيال تعاون أمريكي مع فصيل كردي سوري، وحدات حماية الشعب( YPG)، في القتال ضد داعش. وقد اعترضت تركيا على تلك الشراكة، بالنظر لارتباطات YPG بحزب العمال الكردستاني PKK، الموضوع على القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية، وحارب، لمدة ثلاثين عاماً، الدولة التركية.

وانصب هدف أنقرة الرئيسي في تركيا على منع YPG من إنشاء منطقة حكم ذاتي كردية بمحاذاة الحدود، وحيث يخشى أردوغان من أن تتحول لمطلب للاستقلال، أو تستخدم كمنصة انطلاق لهجمات ضد تركيا.

أزمة
وتشير كاتبة المقال لبدء اشتعال الأزمة بين الجانبين بسبب إعلان قادة عسكريين أمريكيين، في يناير( كانون الثاني) الأخير عن خطة لتدريب "قوة أمنية حدودية قوامها 30 ألف مقاتل)، معظمهم من عناصر YPG، ونشرهم على طول الحدود التركية.

وقد فسرت أنقرة تلك الخطط بوصفها ضمانات أمنية لإنشاء منطقة يسيطر عليها YPG، فأطلقت عملية غصن الزيتون بموافقة روسية ضد قوات YPG المدعومة روسياً في منطقة عفرين، شمال غرب سوريا.

لكن أمريكا ردت بأن استمرار تواجدها العسكري في سوريا يأتي لمنع عودة داعش، ولمحاربة إيران، و"للمساهمة في تمهيد الطريق أمام هيئات حكم مدني مشروعة لتحكم مناطقها المحررة". وقد أقر ماتيس بأن بعض عناصر YPG انتقلوا إلى منطقة عفرين.

حل سريع
وبحسب سلوات، سعى مسؤولون أمريكيون لإقناع تركيا بتضييق مساحة عملياتها العسكرية، وتجنب قتل مدنيين، والامتناع عن التحرك نحو منبج حيث تتواجد قوات أمريكية بمرافقة عناصر من YPG، مع الاستمرار في تركيز القتال ضد داعش.

وترى كاتبة المقال، أنه نظراً إلى بطء إيقاع القتال التركي ضمن مناطق جبلية وعرة، فقد تراجعت أخطار وقوع مواجهة بين جنود أترك وقوات أمريكية، ولكن هناك حاجة ماسة لإيجاد حل سريع ولتسوية الخلافات ما بين واشنطن وأنقره، والعمل على حل المشكلة الكردية.