رجل يحمل أعلام إيران وسوريا وفلسطين وحزب الله في طهران.(أرشيف)
رجل يحمل أعلام إيران وسوريا وفلسطين وحزب الله في طهران.(أرشيف)
الجمعة 16 فبراير 2018 / 14:34

هذا ما تريده إيران في سوريا

24- زياد الأشقر

سلط سام داغر الضوء في مقال نشرته مجلة "أتلانتيك" الأمريكية على أهداف إيران في سوريا، فقال إنه في اليوم الذي أسقطت الصواريخ السورية المضادة للطائرات مقاتلة إسرائيلية من طراز "إف-16" أمريكية الصنع، رفعت لافتة في قرية بجنوب لبنان تشيد بالعملية.

الحرب مع إسرائيل هي آخر شيء تريده إيران وحزب الله. وتهدد طهران بحشد كل وكلائها كي تحقق ما تريده في سوريا والمنطقة. وحتى الآن، يبدو أنها تتجرأ على العالم لاختباره

وإلى الشمال الشرقي، عمد موالون لبشار الأسد إلى توزيع الحلوى على المارة في شوارع دمشق بينما كتب صاحب متجر ألبسة على لافتة علقها على نافذة محله تقول: "حسومات في مناسبة إسقاط مقاتلة العدو". وفي استوديو تلفزيون بالضاحية الجنوبية لبيروت، بث الإعلام الموالي لحزب الله، تعليقات مباشرة اعتبرت الحدث نقطة تحول رئيسية. وقال أحد الخبراء: "نشهد تحولاً استراتيجياً على الأرض. من الآن فصاعداً، لم يعد بامكاننا الحديث عن الجيش السوري وحزب الله والجيش اليمني والجيش العراقي والجيش الإيراني. يجب أن نتحدث عن محور مقاومة يعمل على كل المسارح".

..آخر ما تريده إيران
ولفت داغر إلى أنه مع تصاعد الخطاب العدائي والتوترات، فمن المؤكد أن يقود الحادث إسرائيل إلى مواجهة عسكرية شاملة مع سوريا-حرباً يمكن أن تتوسع إلى إسرائيل نفسها وعبر الأردن ولبنان. ويمكن لمحور إيران في نهاية المطاف خوض حربه الشاملة ضد "العدو الصهيوني" و"سيده" أمريكا والسعودية. لكن الحرب مع إسرائيل هي آخر شيء تريده إيران وحزب الله. في الواقع، فإن طهران تهدد بحشد كل وكلائها كي تحقق ما تريده في سوريا والمنطقة. وحتى الآن، يبدو أنها تتجرأ على العالم لاختباره.

وأشار إلى أنه إذا ما تم الأخذ في الاعتبار عدد اللاعبين وحجم الأجندات التي تتصارع داخل سوريا وخلفها، تبدو إيران هي التي تقوم باللعبة الأخطر. وأسقطت القوات الإسرائيلية درون إيرانية دخلت فترة قصيرة الأجواء الإسرائيلية عند فجر السبت، ثم قصفت مركز قيادة في العميق السوري، وتسببت في الرد الذي أسفر عن تحطم "الإف-16" قرب مدينة حيفا في شمال إسرائيل. وأعقبت تحطم الطائرة موجة من الغارات الإسرائيلية الانتقامية ضد أهداف للنظام السوري وإيران وحزب الله داخل سوريا. وبعد ذلك بساعات، فقدت تركيا مروحية وطيارين في حملتها المستمرة في شمال سوريا لسحق المقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة. وقبل أسبوع، أُسقطت مقاتلة روسية في شمال غرب سوريا، في منطقة تراقبها تركيا ويسيطر عليها مقاتلون إسلاميون. والاربعاء، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن أربعة أشخاص يحملون الجنسية الروسية وربما كان عشرات آخرون من بين أولئك الذين قتلوا في غارة أمريكية مؤخراً على مقاتلين موالين للأسد كانوا يحاولون التحرك نحو أراضٍ يسيطر عليها الأكراد في شرق سوريا.

الأسد
ولفت إلى أنه بعد إسقاط "الإف-16" لمحت إيران وحزب الله إلى أنهما لا يريدان التصعيد. ومع ذلك، فإنهما عازمان على استخدام الأحداث الأخيرة لوقف التحركات الإسرائيلية الأخرى ضد ما راكماه من وجود عسكري داخل سوريا لحماية نظام الأسد. وتريد إيران التفاوض على تعويم نظام الأسد على أساس أنه الرأس الشرعي الوحيد لدولة موحدة، والإقرار بوجودها (إيران) ونفوذها من بيروت إلى بغداد عبر دمشق.