حطام "الأف 16" الإسرائيلية التي أسقطتها المضادات السورية.(أرشيف)
حطام "الأف 16" الإسرائيلية التي أسقطتها المضادات السورية.(أرشيف)
الجمعة 16 فبراير 2018 / 14:37

إيران وإسرائيل ترسمان خطوط المواجهة في سوريا

رأى فراس حنوش، طبيب سابق مع منظمة أطباء بلا حدود في سوريا، وعضو منظمة "الرقة تذبح بصمت"، أن تصعيد المواجهة على طول الجبهة السورية – الإسرائيلية، السبت الماضي يمثل بداية فصل جديد في الحرب السورية.

تعمل إيران على جر إسرائيل إلى صراع لكي توجِد لها عدواً جديداً، ما يبرر استمرار وجودها وتخندقها في الساحة السورية

 وأسقطت مضادات سورية ، صباح 10 فبراير (شباط)، مقاتلة إسرائيلية من طراز F-16 اخترقت المجال الجوي السوري، ما أدى لإصابة الطيار بجراح خطيرة. واستدعى الحادث رداً إسرائيلياً سريعاً تمثل بهجمات جوية ضد منصات صواريخ إيرانية في سوريا، بدعوى أن الصاروخ الذي أسقط المقاتلة انطلق من هناك.

شهادات
وبحسب ناشطين على الأرض، استهدفت إسرائيل عدداً من المناطق العسكرية، وقاعدة تيفور الجوية في ريف حمص (على بعد 50 كيلومتراً شرق تدمر)، والتي تعطل العمل بها بسبب تدمير برج المراقبة. وينتشر في القاعدة أنظمة صواريخ بيكورا أرض – جو المعقدة، ورادار منخفض التردد، وعربات مدرعة، ودبابات T-82.

منصة هامة
ويشير حنوش في مجلة "نيوزويك" إلى أن القاعدة تمثل نقطة انطلاق استراتيجية هامة بالنسبة للقوات السورية وحلفائها، فيما تعمل كموقع لانطلاق عمليات جوية ينفذها الجيش السوري في مناطق دير الزور وحماه وحلب.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي التقى، في 29 يناير( كانون الثاني)، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من أجل البحث في شأن الخطر المتصاعد على طول الحدود السورية – الإسرائيلية. وبعد اللقاء صرح نتانياهو: "لن تسمح إسرائيل لإيران بتحصين نفسها في كل من سوريا ولبنان، وتحويلهما إلى مصانع لصواريخ دقيقة".

خطر وجودي
ويلفت كاتب المقال لاعتقاد عدد من المحللين أن صداماً بين تل أبيب وطهران قد يحصل هذه السنة، بسبب نجاح إيران في التوسع في المنطقة، وخاصة بالنسبة لممرهم البري الذي يصل طهران بالمتوسط من خلال ميليشياتها في العراق وسوريا، ولبنان.

وبحسب حنوش، ترى إسرائيل في هذا التمدد بمثابة خطر وجودي، وخاصة لأن طهران تعمل على تغيير قواعد الاشتباك. وقد يجري هذا عبر حادث مبرمج يتخذ كذريعة بهدف الاستفزاز فقط، وليس لإشعال حرب شاملة.

وحتى حينه، حاولت إسرائيل ممارسة سياسة ضبط النفس، وامتنعت عن إصدار أية تهديدات مباشرة. وطلبت إسرائيل من بوتين أن يدعو جميع الأطراف المشاركة في الصراع لضبط تحركاتها وتجنب أي تصعيد. كما طلب إسرائيليون من بوتين أن ينقل رسالة إلى طهران تصل لدرجة التلويح بما معناه "نحن هنا".

جو متوتر
وعند الأخذ في الاعتبار هذا الجو المتوتر، يرى حنوش حاجة لأن تتحرك جميع الأطراف بحذر شديد. فإيران تريد حماية نفوذها في سوريا، لكنها تواجه صعوبة بسبب استياء متنامٍ من قبل روسيا وتركيا، واعتبارهما إيران بمثابة مخرب لأي حل سياسي محتمل.

عدو جديد
وبرأي حنوش، تعمل إيران على جر إسرائيل إلى صراع لكي توجِد لها عدواً جديداً، ما يبرر استمرار وجودها وتخندقها في الساحة السورية. ومن شأن ذلك أن ينقل حرب تلوح في الأفق من إيران إلى الحدود الجنوبية لسوريا مع إسرائيل. كذلك، يبعث تطور من هذا القبيل برسالة إلى النظام السوري بأن وجود إيران البحري والجوي في سوريا سوف يؤمن له الحماية.

تناغم
وبحسب كاتب المقال، يتناغم ذلك أيضاً مع مصالح موسكو، إذ تبعث برسالة غير مباشرة إلى إدارة ترامب بأن روسيا لن تقبل لأمريكا بلعب دور قوة عظمى قادرة على التحكم بحلفائها في سوريا، بدءاً من تركيا وإيران والنظام السوري، وقوات كردية، وصولاً إلى إسرائيل. ومن شأن ذلك أن يجبر الولايات المتحدة على الجلوس على طاولة المفاوضات الروسية للتفاوض على اتفاقيات وتسويات تضمن أمن إسرائيل.

ويخلص حنوش لنتيجة مفادها أنه، في حين تهون بعض التقارير من أهمية التطور الجاري، يبقى عزم إسرائيل على استهداف أي تواجد إيراني في سوريا، مصدر خوف وترقب. وهذا الوضع يتطلب مسارعة إسرائيل للعمل على تعزيز أمنها.

ويختم الكاتب بقوله أن إسرائيل بحاجة، بداية، لتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة، وثانياً إنشاء منطقة فاصلة على طول الحدود الجنوبية لسوريا، تكون خالية من ميليشيات إيرانية.